مصر : حكاية مسن رفضت ابنتاه إيواءه.. «اللي طلق أمنا ميقعدش في ملكها»
المدينة نيوز :- معاناة شديدة يعيشها أب في العقد السابع من عمره، بعدما رفضت ابنتاه أن يعود للعيش معهما بسبب طلاقه لوالدتهما منذ زمن طويل، ليجد نفسه في النهاية وحيدًا في غرفة متواضعة استأجرها بأحد أحياء مدينة حلوان بالقاهرة، يقضي وقته بين النوم لساعات طويلة والتنقل في الشوارع بحثًا عن الرزق.
على رصيف أحد شوارع حي الدقي بمحافظة الجيزة، يجلس سعيد حسين، 67 سنة، مُمسكًا بمُصحف يقرأه، ومن أمامه بعض المنتجات البسيطة يكسب رزقه من بيعها، يحكي بصوت ضعيف مٌهتز معاناته.
يقول «سعيد» إنه انفصل عن زوجته منذ نحو 23 عامًا، ولأن المنزل كان ملكها، فقد ذهب للعيش رفقة شقيقته في غرفة متواضعة في مكان بعيد، وبعد وفاة زوجته منذ 3 سنوات أراد أن يعود للعيش رفقة ابنتيه «سيدة» و«كريمة»، إلا أنهما رفضتا: «قالولي أنت مطلق أمنا متقعدش في ملكها»، مُضيفًا أنه لم يتأخر يومًا في تلبية احتياجات ابنتيه أو يرد لهما طلبًا.
رحلة الأب لإيجاد مكان يعيش فيه
بعد أن رفضتا ابنتاه وجوده في المنزل، لم يجد الأب الستيني من يرفق به، فراح يستأجر غرفة ضيقة كحيز الفرح في قلبه، ويعيش بداخلها وحيدًا، يستعين على مواجهة وحشة ساعات يومه الطويلة بالنوم لعدة ساعات ثم الخروج للشارع بحثًا عن رزقه من خلال بيع بعض المنتجات البسيطة، وهو ما يجعله يأتي كل يوم من حي المعصرة في مدينة حلوان بمحافظة القاهرة ليتنقل بين أحياء الجيزة: «في المعصرة مفيش شغل زي هنا، وبدفع إيجار شهري للغرفة 300 جنيه بالإضافة إلى 100 جنيه أخرى للمياه والكهرباء».
«سعيد» يحلم بـ«معاش»
ما زاد الأب معاناةً على معاناته أنه رغم كونه في هذه السن، إلا أنه لا يحصل على معاش شهري يستعين به على إعالة نفسه، بالإضافة إلى إصابته منذ عدة سنوات بكسرٍ في مفصل ساقه اليمنى، احتاج منه تركيب شرائح ومسامير: «كنت معدي في الشارع ومتوسيكل خبطني، والشرائح والمسامير بتسبب لي ألم كبير وخاصة في الشتاء».