في «عيد الحب».. حقائق مدهشة عن الحب في حياة «أقوى امرأة في العالم»

تم نشره الإثنين 14 شباط / فبراير 2022 07:01 مساءً
في «عيد الحب».. حقائق مدهشة عن الحب في حياة «أقوى امرأة في العالم»
انجيلا ميركل

المدينة نيوز :- وصفت بأنها «أقوى امرأة في العالم»، لكنها حين «هجرت» زوجها الأول أخذت معها من البيت.. الغسالة! واعتبرت «زعيمة» الغرب غير الرسمية، التي بقيادة استثنائية، غيرت بلدها ألمانيا وأعادته قوة عالمية يحسب لها ألف حساب، لكنها كانت تتمنى لو حظيت بشيء واحد في طفولتها حرمت منه.. اهتمام الأب!

إنها إنجيلا ميركل، المستشارة الألمانية السابقة، السياسية الناجحة التي واجهت كل الصعاب و.. كل الرجال! وهي المرأة التي ظلت طوال حياتها غامضة، تعلي من قيمة الصمت، وخدمة الآخرين بهدوء، إلى أن قامت صحافية هنغارية، هي كاتي مارتون، بالكشف عن حقائق ومشاعر كامنة وراء تلك الحجب الغامضة. ضمنت مارتون حقائق لم تسرد من قبل عن ميركل في كتاب سيرة ذاتية حمل اسم «المستشارة» ونشر أخيراً باللغة العربية عن «الدار العربية للعلوم ناشرون» بترجمة ماجد حامد.

 

على مدى مسيرتها السياسية الطويلة، اتصف سلوك ميركل بالقوة. لكنها، كما تصف دارسة سيرتها، كانت «نمطاً متميزاً للغاية من القوة، لأن سلوكها يختلف عن الغطرسة التي يمارسها الرجال، والتي تعتبرها بمنزلة نقطة ضعفهم. فالمرأة التي تفرض سلطتها لديها أمور أكثر إلحاحاً لتهتم بها من الأنا الخاصة بها».

لكن تلك الأنا تبرز في مساحة أخرى. مساحة الاحتضان والتواصل والثقة. فحين كانت ميركل تسأل عن «قدوتها»، وبخلاف تأثرها العميق بنماذج قليلة من النساء مثل الإمبراطورة الروسية كاثرين الكبرى والكيميائية الفرنسية ماري كوري، كانت المستشارة تجيب: «اتخذت من نفسي قدوة في حياتي، بقدر ما تمكنت من أن أكون قدوة لها».

لكن لا يجب علينا أن نفهم من هذا التصريح أنها كانت تقلل من شأن الرجال. هي فقط لا تحب «غطرسة» البعض منهم، وذلك لم يجعلها تصف نفسها ولا مرة بأنها «نسوية»!

«أكثر ما أزعجني أنه كان يعدني بأنه سيعود إلى المنزل باكراً، ولكنه لم يكن يعود قبل مضي ساعات». تتذكر إنجيلا نفسها وهي طفلة تنتظر والدها رجل الدين في الشارع لفترة طويلة. لم يكن رجلاً ودوداً مع طفلته، وحرمها من الاهتمام اللازم، بل فرض عليها نظاماً متطلباً.

 في مقابلة أجرتها المستشارة في وقت مبكر من مسيرتها السياسية قالت: «كان يتوجب أن يكون كل شيء منظماً على نحو مثالي»، وتضيف: «كان والدي يحسن التقرب من الناس ويجعله يتحدثون إليه بعفوية، وعندما كنت طفلة صغيرة كان يثير غضبي إظهار تفهمه الكبير للآخرين، ولكن عندما نخطئ، نحن الأطفال، يكون رد فعل مغايراً تماماً».

في واقع الأمر، لم يكن القس متسامحاً مع الأطفال، ولا مع الطفلة إنجيلا. ولم تقتصر تلك القسوة غير المبررة أو المفهومة على فترة الطفولة بل استمرت إلى مراحل متقدمة من حياتها. فحتى حين انتقلت إلى برلين للعيش بعد سنين، واستقلت في شقتها الأولى بعد طلاقها من زوجها، زار الأب مسكنها ذا الأثاث الرث والإمكانات المتواضعة، بسبب قلة مواردها آنذاك، وحين جال في الشقة، وبدل أن يحنو الأب على ابنته ويمنحها عضداً، نظر إليها وقال ساخراً: «حسنا إنجيلا، أرى أنك لم تتقدمي كثيراً». تلك حادثة أثرت فيها كثيراً، كما أثر فيها منذ الصغر تشويش عانت منه تجاه مشاعر الحب المفترضة من أب لابنته، لكنها حولت ذلك التحدي المبكر مع أول رجل في حياتها إلى درس طبقته مع كل الرجال ومنهم رجال سياسة ورؤساء دول نافذين حاولوا «كسرها» في مسيرتها: «أردت دوماً أن أثبت لهم أنهم مخطئون في تصرفاتهم».

في بداية العشرينات من عمرها، كانت ميركل الأنثى الوحيدة التي تنتظم في دروس الفيزياء في جامعة «ليبزيغ» العريقة. كانت محاطة بسبعين طالباً، ولم تكن تنطق بكلمة إلا حين تسأل. لكنها لو فعلت، كانت تتكلم بطلاقة معبرة عن ألمعيتها. حينذاك، كان زميل لها في الصف يتأملها باستغراب، معجباً ومنبهراً بكمية المعلومات التي لديها وقدرتها على الانسجام مع أستاذها في نقاشات صعبة ومعقدة. كان هذا الزميل فرانك ميسكالشي، الذي سيروي بعد سنين من تلك المرحلة قصة لافتة عن مشاعر إنجيلا، التي كان يظن لفرط اختلافها أنه كان «لديها أسلاك إضافية في دماغها».

يحكي لكاتي مارتون أنه دعا إنجيلا ذات ليلة لمراقصته في «نادي الطلاب» في قبو الجامعة مترامية الأطراف: «بدت متحمسة إلى أن كشفت عن دافعي الحقيقي إلى دعوتها! كنت أحتاج إلى مساعدتها في التحضير لامتحانات نهاية العام القادم في مادة تكنولوجيا المعلومات، والتي حضرت منها الحصة الأولى، ثم اضطررت إلى التوقف عن متابعة بقية الفصل الدراسي. للحظة، ارتسمت خيبة الأمل على ملامح وجهها، إلا أنها تجاوزت الأمر».

لم تقف الصبية في مقتبل عمرها عند خيبة التوقعات. أرادت أن ترقص فإذا بها تشرح دروس الـ «آي تي». أرادت أن ترتدي فستاناً جميلاً وتفتخر بالمواعدة، فإذا بها تلخص لزميلها فصلاً دراسياً كاملاً. هكذا هي المشاعر تحمل دوماً عنواناً لافتاً في تكوينها وسلوكها: ضبط النفس!

في نفس السنة تقريبا التي أخفق فيها «موعد القبو»، وقعت ميركل في الحب لأول مرة. كان ذلك في العام 1974، ما إن التقت بألرش ميركل، وهو طالب فيزياء وزميلها في «ليبزيغ». تزوجا في القرية التي ولدت فيها في ألمانيا الشرقية، تمبلين، ثم استقرا في شقة صغيرة بالقرب من «بوابة براندنبورغ» في برلين التي كانت مقسومة بين الشرق والغرب. كانت ميركل تعمل بعد أن نالت الدكتوراه في الفيزياء، وسددت خلال ثلاث سنوات ما كانت مدينة به للدولة مقابل تعليمها، لكنها لم تكن سعيدة وسط الإجراءات البيروقراطية المتأخرة في المؤسسة البحثية الرسمية. كانت تتوق إلى شيء آخر. ربما إلى رجل آخر أيضاً وحب آخر. بعد مضي 3 سنوات من زواجها أدركت أن قرار الزواج لم يكن صائباً: «تزوجنا لأن الجميع كانوا يتزوجون، إلا أنني لم أتعامل مع الزواج بالجدية اللازمة».

ذات يوم، ومن دون أن يتوقع الزوج، حزمت حقائبها وغادرت. تركت الأغراض القليلة، ولم يكن هناك الكثير لتقاسمه، لكنها، بحسب ما يفيد ألرش، أخذت معها الغسالة وتركت له خيبة أمل كبيرة!

أخذت معها اسمه إلى الأبد.. ميركل، الذي لم تغيره رغم زواجها مرة أخرى، ورغم أنها لم تقابله أبداً بعد ذلك في حياتها.

لأن والديها لم يكن لديهما الصبر والدفء الكافيين لقضاء وقت مع إنجيلا المراهقة كان يجب أن تجد الحب في مكان آخر، أكثر رحابة: هربت إلى الطبيعة. تقول: «أتذكر بستانياً، كان أكبر سناً من والدي، ولكنه كان قوي النية، وقد غرس في نفسي الثقة بالنفس والصبر والتروي».

تعلمت المستشارة من البستاني الكثير: كيف تميز بين مختلف أنواع الأزهار، ومتى يحل موسم نبات بخور مريم، وكيف تحتضن ذوي الإعاقات الذهنية. كانت لقاءاتها معه تمنحها الدفء المفقود، وتلون معاني الحب بأطيافه المختلفة في روحها. عرفت بفضله، وبفضل تدينها الإنجيلي، أن الحب يجب أن يكون غير مقتصر على الأقوال بل الأفعال وتحديداً تجاه قليلي الحيلة والضعفاء.

تلك الطفلة التي حلمت بالحب في بستان مضيء يفوح بروائح «بخور مريم» هي ذاتها التي هزت شوارع أوروبا حين سمحت باحتضان مليون لاجئ في بلادها هجرتهم الحروب!



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات