"كبسة دوت كم".. نقد ساخر باسقاط سياسي مباشر!
المدينة نيوز - خاص: تفاعل جمهور مسرح ارتيمس مع مسرحية "كبسة دوت كم" التي عرضت ضمن فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون، اذ انتزع فريق المسرحية الضحكات من الجمهور الذي راق له الانتقاد المباشر لحال المواطن الاردني الذي يشكي من تفاقم ظروفة الاقتصادية وصعوبتها.
وناقشت المسرحية التي اقتصر ممثلوها على زياد ابو سويلم وسهير فهد والوجه الصاعد حنين، عدة قضايا ضمن "اسكتشات" تضمنت بعض الفواصل الغنائية، وكانت القضية الأولى تعالج الصراع بين الزوجين بسبب اختلاف البيئة.
كما طرقت باب هذا الاختلاف من حيث طريقة الحديث والاهتمامات والمشاركات، التي قد تضمن الحياة الناجحة، في أجواء مرحة استمتع خلالها الحضور، منوهة إلى أن الانسجام في اختلاف البيئات الاجتماعية يؤدي إلى النجاح في حالة تولد الوعي لدى كلا الطرفين.
ودارت الخلافات بين الزوجين حول هوية ابنتهما التي لا تجد مفرا من الموازنة بين بيئة كل من والدتها ووالدها، فتارة تتحدث بلهجة والدتها "المدنية"، وتارة تتحدث بلغة والدها "القروية".
ويسدل الستار على "الاسكيتش" المسرحي الأول، بتواصلهما معا بعد مناقشة أمور النفقات وغيرها.
أما المشهد الثاني من "كبسة منسف دوت كوم"، فتناول مفهوم السياحة الداخلية، التي تبدأ بمحاولة الفتاة الحصول على رحلة إلى العقبة، ليثور الأب بشكل كبير ويخبر زوجته وابنته أنه يستطيع أن يأخذهما إلى دول أوروبية بأقل الأثمان.
وانتقد هذا المشهد السياسة التي تتبعها وزارة السياحة في الترويج للسياحة الداخلية، وكيفية التعامل مع المواطنين والكلف العالية التي يدفعونها عند زيارة أي موقع سياحي.
وفي نهاية المشهد، تقرر العائلة الاتفاق على أن الرحلة إلى "العقبة" وزيارة ثغر الأردن الباسم ما هي إلا معاناة وتكليف يفوق الطاقة، مما يجعل المواطن يفكر بالذهاب إلى دول أجنبية، ومنها "تركيا" التي تستقر العائلة بالذهاب إليها.
وحملت المسرحية إسقاطات سياسية من خلال عرض قضايا الفساد بطريقة ساخرة، مشيرة في الوقت ذاته إلى الكثير من القضايا التي تثقل كاهل المواطن.
كما تحدثت المسرحية عن انضمام الأردن إلى مجلس التعاون الخليجي، الذي يراه البعض نوعا من التوجه إلى الرفاهية وحلا لمشاكل البطالة والفقر التي يعيشها المواطن، مؤكدة أن ذلك سيخلص المواطن من الظروف السيئة التي تحيط به.
وفي المشهد الأخير تتوحد العائلة، وترسم صورا وافتراضات، لما سيؤول إليه الوضع بعد انضمام الأردن لمجلس التعاون الخليجي، إذ يتوجه اهتمام العائلات إلى آخر الأعمال والتطورات المالية.