حلقة نقاش حول الثورات العربية لعام 2011 في منتدى السلط الثقافي

المدينة نيوز - في المحاضرة التي القاها الاستاذ الدكتور احمد التل بعنوان الثورات العربية لعام 2011 في منتدى السلط الثقافي مساء يوم السبت 30/7/2011، تحدث بداية عن واقع الامة العربية خلال الستين سنة الماضية والذي كشف عن ان الامة العربية تعاني من التجزئة ، وانظمة الحكم الاستبدادية ، والفقر ، والبطالة والمرض وغياب الديمقراطية ، وتهميش الطبقات الوسطى والدنيا، وشيوع ظاهرة الفساد الاداري والمالي في المجالات كافة .
وواضح المحاضر ان المجتمع العربي مغترب عن ذاته ويسعى جاهدا لتجاوز اغترابه . ويشهد صراعا متأزمنا بين السلفية والحداثة وبين قوى التجزئة وقوى الوحدة, بين الطبقات الحاكمة الميسورة والطبقات المحكومة المحرومة ، بين الوطنية والتبعية، بين الاغنياء والفقراء، بين السلطة الحاكمة والمعارضة، بين القطاع العام والقطاع الخاص، بين القبائل والمدن بين الاصالة والمعاصرة .
ان المجتمع المدني العربي يعاني من ازمة، وهي الازمة الناشئة عن هيمنة الدولة والحكم على المجتمع، وعن تهميش الشعب والحد من مبادراته ومشاركته في عملية التغيير بحرمانه من حقوقه الشعبية من خلال مؤسساته وجمعياته المهنية واتحاداته ونقاباته واحزابه ومنظماته ومختلف الحركات الاجتماعية المستقلة التي يمكن العمل من خلالها على تغيير الواقع .
وقد استعرض المحاضر اراء بعض الشخصيات العربية في وصف المجتمع العربي خلال الستين سنة الماضية، ومن تلك الشخصيات رأي دولة وصفي التل، ودولة سعيد جمعة والشاعر نزار قباني. وقد اكدت تلك الاراء ان انظمة الحكم في البلاد العربية تمارس الاستبداد والقهر والتهميش ضد شعوبها، وتمارس الفساد في الحكم .
ثم تطرق الدكتور التل الى الحديث عن مفهوم الثقافة ودورها في تعميق ظاهرة الصراع في الانظمة العربية. فهي ثقافة صراع بين القديم والجديد وصراع بين الطبقات الحاكمة والطبقات المحكومة، بين قيم الانغلاق وقيم الانفتاح ، بين قيم الطاعة وقيم التمرد بين قيم الاستبداد وقيم الديمقراطيه وحقوق الانسان، بين قيم العلم وقيم الخرافة .
وتحدث الدكتور التل عن فشل التجربة العربية في الحكم والتي اتسمت باحتكار العسكر للسلطة ومنع الحزبية، والغاء الحريات وتهميش الشعوب وحرمانها من حقوقها .وقد اكدت نتائج حرب 5 حزيران 1967 سقوط شرعية الانظمة العربية في الحكم لانها فشلت في تحقيق الاهداف التي وعدت الامة العربية بتحقيقها .
ثم انتقل المحاضر للحديث عن الثورات العربية لعام 2011 مؤكدا ان قيام هذه الثورات والانتفاضات كانت حتميه تاريخية لابد من حصولها، وانها تأخرت كثيرا.
فقد غطت رياح الحرية والديمقراطية العالم قبل ربع قرن دون ان يسمح لها بعبور الحدود العربية .
وتحدث المحاضر عن سمات الثورات العربية لعام 2011 واهدافها واساليبها وتقييمها .
وختم المحاضر حديثه مؤكدا بأن الثورات في مأزق بسبب عدم دعمها من قبل الدول العربية وشعوبها، والدور الرئيسي الذي تلعبه الولايات المتحدة الامريكية ودول اوروبا وتضارب المصالح والمواقف بين هذه الدول تجاه هذه الثورات.
ويتوقف مصير هذه الدول تجاه هذه الثورات على القرارات الحاسمة التي ستتخذها هذه الول خلال الاشهر القليلة القادمة .
كما استعرض الدكتور في نفس المحاضرة التسلسل التاريخي للصراع الطبقي بين الاغنياء والفقراء والحاكم والمحكوم واستعرض في سدد تاريخي الصراع بين اليسار واليمين ، اليمين المتمثل في الانظمة الحاكمة وكذلك تطرق الى المخطط الاستعماري الذي يحاك في المنطقة الا ان الثورات العربية الاخيرة لعام 2011 قد تمت بطريقة عفوية لم تتدخل فيها الاجهزة الامنية الاجنبية وقوى الاستعمار الغربي بل كانت ثورة على الظلم والفساد وكبت الحريات .
وقد ادار الندوة الاستاذ المحامي مهدي عطيات .