المرأة ليست وحدها المسؤولة عن فشل العلاقة الزوجية
المدينة نيوز – اثارت \"الحياة الزوجية\" حيرت الكثير من العلماء والباحثين فكتبوا فيها الكثير وتناولوا تفاصيلها بكل دقة ، ليقفوا على أسباب الفشل والنجاح وليبحثوا في العوامل التي ادت الى فشل الزواج ، والأسباب التي تدعم التواصل بين الطرفين ، وقد كانت ومازالت الكثير من الدراسات والأبحاث تجري لمعرفة أطوار العلاقة بين الزوجين وما يعتريها من تغيير .
يرى البعض أن بقاء الرجل في المنزل سبب الفشل ، وترجح دراسات اخرى أسباب الفشل إلى نوعية الطعام ، وترى دراسات أخرى أن الأفلام الرومانسية هي سبب فشل الزوجين ، وفي كل الأحوال يحمل المجتمع المرأة المسؤلية الكاملة عن فشل الزواج .
مارك وودن الباحث في جامعة ملبورن الاسترالية يرى أن الفكرة التي تؤكد أن فشل الزواج ترجع إلى بقاء الأزواج في العمل ساعات طويلة هي فكرة خاطئة\" ، مؤكداً أن الحقيقة تتمثل في أن العامل الأقوى وراء فشل الزواج هو وجود أحد الطرفين في المنزل لفترة طويلة.
وتوصل وودن إلى أن ربع عدد الرجال الذين يعملون بنظام جزء من الوقت سيقررون العمل لساعات أطول في حال أتيحت لهم الفرصة.
وقال \"أحيانا يكون البقاء في المنزل لفترات طويلة للغاية هو السبب وراء الشعور بالضغط\".
البقاء في المنزل
أشارت بعض الإحصائيات إلى أن فشل حالات الزواج التي يعمل فيها الزوج بنظام جزء من الوقت تتفوق مرتين عن الحالات التي يعمل فيها الزوج بدوام كامل.
ونفي وودن وجود علاقة بين فشل حالات الزواج والعمل لساعات طويلة.
واكدت دراسة اخرى اجرتها باربرا بوكوك الباحثة في جامعة ساوث أستراليا في حزيران الماضي أنه من الممكن إنقاذ حالات الزواج إذا ما قرر الزوج العمل بنظام جزء من الوقت لقضاء وقت اطول مع زوجته.
وأحدث ما قيل عن العلاقة الزوجية ما كتبه طبيب الأمراض النفسية الأمريكي \"ديرك زيبل\" في الكتاب الذي تناول فيه المفاهيم الخاطئة في حياة كل من الرجل والمرأة في العلاقة بينهما لتصحيح معتقدات سلمت بها كثير من المجتمعات ومنها تحمل حواء مسؤولية نجاح أي علاقة تربطها بالرجل وخاصة الزواج فهي حتى في البلاد المتحضرة مازالت في رأي الكثيرين.
هل المراة هي المسؤولة؟؟؟
بعض الدراسات لا يعتد بها اذ تتحمل المرأة في الكثير من المجتمعات مسؤولية فشل الزواج ، لأنها الطرف المطالب دائماً بالتضحية والتنازل كي تستمر العلاقة وهو ما يرفضه دكتور ديرك زيبل, مؤكداً إن الزواج مثله مثل أي علاقة أخرى يتحمل مسؤوليتها الطرفان وليس طرف دون الآخر،لاسيما واننا نعيش بمجتمعات ذكورية رغم التطرو والتقدم الذي يشهده العالم.
الرومانسية سبب الفشل
ومن جهة أخرى يرجح البعض فشل الزواج إلى كثرة مشاهدة الزوجين للأفلام الرومانسية الأمر الذي يؤدي بهم إلي توقع المزيد من الإيجابيات في علاقتهم الزوجية حسب دراسة اسكتلندية أجريت في جامعة Heriot Watt .
وأشارت الدراسة التي اجراها فريق مختص في دراسة العلاقات الزوجية على 40 فيلما رومانسيا، صدرت في هوليوود بين عامي 1995 و2005، إلى أن العديد من المشاكل التي يشكو منها الأزواج في جلسات الاستشارة الزوجية، تتماشى مع المشاكل التي تطرحها هذه الأفلام.
وغالباً ما تتمحور هذه النوعية من الأفلام ، حول العلاقة المثالية بين الرجل والمرأة، اللذان يظهران على درجة عالية من التفاهم عبر إشارة أو إيماءة معينة.
ويقول الدكتور بإيران هولمز من فريق الجامعة، أن \"الاستشاريين عادة ما يتلقون شكاوى من الأزواج بسبب سوء فهمهم لبعض، ويكون السبب عادة لاعتقادهم بأن الحب الحقيقي قادر على جعل الشريك يفهم ما يريده الآخر، من دون الحاجة إلى الطلب منه أو منها».
وأضاف هولمز أن هذه الصورة نفسها وجدناها في الأفلام الرومانسية خلال دراستنا. وقالت رئيسة قسم تحليل ونقد الإعلام في كلية الاتصال الجماهيري في جامعة أريزونا، ماري لوجالسيان، التي قامت بدراسة مماثلة عام 1990، انه «من الصعب تحديد أسباب الدوافع الرومانسية في الإنسان، وآثار الأفلام الرومانسية ما زالت غير مؤكدة». ولكن جالسيان، التي تلقي باللوم في فشل علاقاتها الشخصية مع الرجال على هذه النوعية من الأفلام، تحذر الناس من مشاهدة الكثير منها.
ويختلف فيليب هودسن، أستاذ في الرابطة البريطانية للاستشارة والعلاج النفسي، مع بقية العلماء، اذ يقول أن الأفلام الرومانسية قد تؤثر على الأزواج بعد فترة من استمرار العلاقة، إلا أنها تعتبر مصدراً للابتهاج والأمل للعديد من الأشخاص غير المتزوجين.
نوعية الطعام
قد تكون نوعية الطعام هي السبب الرئيسي في الخلافات الزوجية ،اذ تقول الإحصائيات الأمريكية والعالمية أن الطعام مسؤول عن ثلاثة من بين كل أربعة خلافات زوجية، وإن نوعية الطعام وراء فشل ما بين70 إلى75% من حالات الزواج في حين ارتفعت النسبة في إحدى الدراسات إلى90%.
والتفسير الموضوعي لهذه التهمة الملصقة بالطعام ونوعيات الغذاء، إنه في معظم الحالات يشكو طرفا شركة الزواج من الشعور بالتعب المزمن والإرهاق، وهو ما يمثل علامة تشير إلى سوء التغذية، وهو ما يعتبر القاعدة الأساسية لكثير من الخلافات الزوجية.
فالمشكلة تتبلور هنا في نقص السكر في الدم، كما يقول د. \"هانجر فورد\" مدير المركز الطبي في \"سانتا بربارا \"بكاليفورنيا : من بين الحالات التي حضرت لزيارتي زوجان يعانيان من مشاكل جسدية ونفسية لم يتمكنا من تحديد أسبابها، فقد كانت الزوجة تعاني من اكتئاب شديد، في حين كانت شكوى الزوج أنه سريع الغضب؛ لذا فهو سريعا ما يثور لأتفه الأسباب، لذلك فالخلافات الزوجية كثيرا ما تنشب بينهما.
وقد بدأت بالبحث والتنقيب في نوعية الغذاء الذي يتناولانه، فوجدت ـ كالعادة ـ أن هناك نقصا شديدا في كثير من العناصر الغذائية المهمة، فقد علمت من الزوجة أنها تحتسي الكثير من القهوة التي تشتمل على نسبة كبيرة من السكر، في حين يلتهم الزوج كميات وفيرة من الكيك والحلوى.
على الفور طلبت منهما تغيير هذا النظام الذي يتبعانه في غذائهما، ونصحتهما بالامتناع عن السكر وكل ما يحتوي على الدقيق الأبيض، والإقلال بصورة كبيرة من القهوة.. وخلال أيام كانت النتيجة رائعة، فقد عادت علاقات الود بينهما بصورة واضحة، وزالت غمة الاكتئاب عن الزوجة، في حين عاد هدوء الأعصاب للزوج، فتحول من شخص سريع الغضب إلى شخص ودود هادئ الأعصاب، وعادت مشاعر شهر العسل لتطوق حياتهما من جديد، والسبب في ذلك يرجع إلى عدم الإفراط في تناول السكريات ومنتجات الدقيق الأبيض..!