ما تاه من سأل !!! أخيراً…
استغربت وتعجبت كثيراً صبيحة إعلان نتائج الثانوية العامة في الـ الثلاثين من شهر تموز – 2011 … !!
يـا الله … أمعقول أن تأخذ الحكومة رأي شاب في مقتبل العمر !!!! أمر عجيب …!!
فرحت فرحاً ممزوجاً بالاستغراب والاستعجاب !!!
قبل ستة أعوام … كنت أفكر ما هو التخصص الجامعي الذي سأدرسه مستقبلاً ؟!… احترت ما بين دراسة الطب وهندسة الجينات … وما بين القانون والعلوم السياسية … و الهندسة وعلم الفيزياء … أخي القارئ / أختي القارئة … لئلا ينتابك /كِ شعور بأنني أكتب مذكراتي …. لست أنا أفقط من وقع في مثل هذه الحيرة ! … بل هنالك مئات الآلاف في ذلك العام وكل عام ..!!!!
في كل عام … عبء جديد على جامعاتنا الحكومية … الآلاف من الطلبة الذين تتحكم بمصائرهم العديد من العوامل أهمها : ( إمكانية ولي الأمر على تحمل نفقات الدراسة الباهضة !!! ، المقعد الجامعي ومستحقاته ، المعدلات ، إضافة الى الفيتامين المجتمعي السائد (واو) الذي لا غنى عنه عند البعض !!! ).
معظم الجامعات الحكومية في الأردن لا تستطيع استيعاب أعداد الطلبة المتزايد …لقلة مواردها التدريسية والخدمية ، اضافة لاحتضار بعضها…!!!
جامعاتنا ..تعاني إدارياً وأكاديماً ومالياً … فهي بحاجة لأعادة تأهيل شامل … وأرجو أن لا تنزعجوا مني … هذه هي الحقيقة …!!! تحولت مسيرة التعليم الجامعي في الأردن لمسيرة ادفع ثم تخرج !!! ، لا أعمم … لكننا بحاجة لخطة انقاذ وطنية مؤسسية لجامعاتنا المتعثرة !!! وبحاجة لتعديل الخطط الدراسية وموافقتها لمتطلبات سوق العمل … وبحاجة لتوحيد الخطط ما بين الجامعات وتغيير أساليب الدراسة والتدريس المتبعة في معظم التخصصات …. ويحاجة لــ و لــ …. جامعاتنا تحتاج الكثير … وسأفرد لاحقا سلسلة من المقالات تتعلق بجامعاتنا تتضمن اثباتات وأرقام دليلاً صريحاً على ما أقول ..
جامعاتنا … أعان الله الطلاب عليها … وأعان الله أهليهم على رسومها الباهضة !!!
عودة للتعجب الذي استبق مقالي … لطالما طالبت قبل ستة أعوام .. وأنا في الثانوية مع العديد من الزملاء آنذاك .. بإيجاد نشرات توعوية لاختيار التخصص المناسب والمواد الدراسية الذي يشمله التخصص المراد وسوق العمل المتاح له والطاقة الاستيعابية … بات هذا الأمر يشكل حلما بالنسبة لي ….
ستة أعوام … ورغبتي ما تزال قائمة في ايجاد نشرات توعوية للطلاب قبيل تسجيل أي تخصص توزع لهم قبل الدخول في الصف الثاني الثانوي (التوجيهي ) بكل فروعه … ليعرف الطلاب هدفهم مستقبلا … أو أن يتم توزيع النشرات عليهم بعد النجاح في امتحان التوجيهي …خلال الستة أعوام … أو اتباع آلية معينة …
من خلال مشاركتي في الاندية والاتحادات الطلابية ، ومن خلال عملي كصحفي ومذيع في إحدى وسائل الإعلام الأردنية … وخلال العديد من الحلقات … طالبت من وزراء التعليم العالي والبحث العلمي آنذاك هذا المطلب … فلطالما بحثت مع وزير التعليم العالي الاسبق الدكتور وليد المعاني العديد من المحاور التي تهم جامعاتنا ..وتم عرض هذه الفكرة عليه والعديد من الأفكار التي جاءت بناء على اليات منهجية وبحثية …. إلا أن الأفكار تؤخذ فقط … وترمى في سلل المهملات !!!
-الجامعات والية القبول الموحد ، الية التسجيل في الجامعات الاردنية ،صندوق دعم البحث العلمي ، الخطط الدارسية وأساليب التدريس المتبعة في الجامعات ،دور عمدات شؤون الطلبة ، العنف الجامعي ،المشاريع الطلابية، البحث العلمي ،صندوق دعم الطالب ،والعديد من المواضيع الاخرى …
الثلاثين من تموز – صدقت لمدة ثلاثة دقائق بأن الحكومة … حققت جزءاً من أحلامنا … بإيجاد نشرات توعوية للطلاب لاختيار التخصص … ما دفعني للتصديق فراءة الخبر الذي بثته وكالة الانباء الاردنية (بترا ) والصحف المحلية والمواقع الالكترونية و كان الخبر بعنوان :
( “ما تاه”.. مجلة متخصصة لطلبة التوجيهي تصدر الاحد وتوزع مجاناً ) .
وجاء في متن الخبر : “تهدف المجلة الأولى من نوعها في الأردن إلى مساعدة الشباب الساعين لإكمال دراساتهم باختيار التخصص المناسب لهم وذلك من خلال معالجة مجموعة من الموضوعات تشمل تعريف الطلبة بالتخصصات المتوفرة في المؤسسات التعليمية ومجالات العمل بها، بالإضافة إلى شهادات للعاملين في المهن المختلفة ومقابلات مع شخصيات مؤثرة يشاركون من خلالها الطلبة بتفاصيل حول تجربتهم، وبما قد ينفعهم وهم على أعتاب مرحلة جديدة وحاسمة تقرر مستقبل حياتهم.”
فرحت كثيرا أن وزارة التربية والتعليم تفكر بنا …!!! لكنني عندما وصلت لنهاية الخبر ، قرأت هذه الجملة :
“يذكر أن مجلة ما تاه مجلة نصف سنوية تصدر عن شركة المنارة لشؤون التعليم وتوزع مجاناً بالتزامن مع صدور نتائج التوجيهي في دورتيه الصيفية والشتوية.”!!!!
بقي الشك بداخلي والتساؤل يوماً كاملاً ” ربما الحكومة تعاونت مع القطاع الخاص وان المشروع جاء بالشراكة ” !!!
اتصلت بالرئيسة التنفيذة لشركة المنارة لشؤون التعليم السيدة سلاف مبيضين ، لتؤكد لي بأن المجلة صدرت بشكل خاص وبدعم خاص ليس بحكومي والهدف منه مساعدة الطلبة الناجحين في “التوجيهي ” على اختيار التخصص المناسب، وأن المشروع كلفهم الجهد والمال!!!
أترك لكم الحكم ، كون أصحاب القرار الحكوميين غائبين !!!!