الشعوب العربية والصحوة من الاستبداد
انتفاض الشعوب العربية في وجه انظمة القمع والاستبداد لم يأت وليد الساعة بقدر ماهو مجموعة من الاحتقانات والارهاصات المهيأة للانفجار ولكنها كانت بحاجة لمن يعلق الجرس فجاء دق ناقوس الخطر من شعب تونس الخضراء الذي تجرع السم ومرارة الحياة على ايدي عناصر النظام البوليسي المخلوع.
والمواطن العربي لم يكن باحسن حال مماهوعليه الوضع في تونس حيث اعتلت معظم الانظمة سدة الحكم بطريق الحاكم الفرد المرسل من عند الله والمنزه عن كل الاخطاء وواجب الشعوب الاذعان وتقديم الطاعة العمياء والنظر لكل سلوك اوفعل ينبثق عن هذه الانظمة على انه هبات واعطيات وليست حقوق مشروعة ومسروقة من الشعوب .
ولكي تبرر هذه الانظمة شرعية وجودها لجأت الى شماعات المؤمراة الخارجية التي تحاك من قبل النظام الامبريالي وحليفه الاستراتيجي اسرائيل وتناست هذه الانظمة ان العالم الغربي قائم على دولة المؤسسات والمواطنة الحقة وتدوال السلطة وشفافية القرارات والمحاربة الجدية للفساد والمفسدين الذين يتلاعبون باموال وقوت المواطن .
الصحوة العربية وهزة الغربال يجب ان تستمر لبث الحياة في ضمير الانظمة التي ماتت جراء تجرعها كميات كبيرة من دماء المواطنين العرب وبالعودة الى جردة حسابات سريعة فان ضحايا قمع الانظمة تجاوزت ما اقترفته يد الغدر الاسرائيلي في فلسطين .
ان هذه الانظمة التي اختارت طريق ارهاب الشعوب وتركيعهم آن لها الاوان ان ترحل بعد ان كرست رسالة الكراهية واستنزفت اموال الشعوب وقتلت روح المقاومة وعززت روح اليأس والافلاس من الواقع الراهن .
ولعل خيار الاصلاح الحقيقي والجاد من الهرم الى القاعدة هو السبيل الوحيد لا نقاذ ما يمكن انقاذه قبل ان تقع الفاس بالراس فالمواطن شريك اساسي في اتخاذ القرارات لا ان يقتصر وجوده فقط على دفع الضرائب وحماية من يسلبون الامة كرامتها .