كن في الصدارة دائما
مؤسِفة هي تلك الصورة التي تَعمُ بالإزدحام، ترى نفسكْ مجرد شخص موجود على طاولةِ أحدهم، عندما يُريدكْ يستعمِلكَ، عندما يصعب عليه شيء يأتي يطلب النجدة منك، مؤسف أنْ يأخذك، كلما يريد هو منك معروف، أو مصلحة ذاتية، أو مقابل شيء له، أو حتى عمل يريدك أن تقومَ بهِ عنه، مؤسف للغاية عندما يريد هو الأخذ منك دون الإلتفات إليك، دون النظر إلى مشاعركْ و أحاسيسكْ، تعبك وحزنك، همك وغمّك، قلقكْ وخوفك، ما تعانيه أنت من ظروف، و متاعب، و أحزان، وأشغال، و أمور مستعصية عليك، كل ما يريده منك هو إرضاء نفسّهِ، وقضاء حاجته فقط. في الحقيقة ليس التجرد من الموضع الذي أنت بهِ هو الشيء الوحيد المراد فعله وعمله، بإمكانك المواجهة، والعتب، واللوم، و الإقدام على صنع الكلمات، والحديث، والمحاورة، ما تقوم به أنت من هذه الأشياء هي التي رُبما تكمن بهِ أو تُبعده عنك إما بتصرفهِ أو بصرفكَ عنه. الخلاصة يا أصدقاء هي كالتالي، إذا شعرت أن كرامتك بموضع الخطر في حياة أحدهم، أو بأسلوب أحدهم، أو حتى لمست بتجريح لشأنك الذاتي، غادر، أذهب، فارق، أخرج، و أحزم حقائبك و أذهب في طريقك، فكرامتكَ فوق كلِ أعتبارْ، لذلك حاول أن تكون في موضع الصدارة دائماً.
رُفعت المقالة...
حمزة الوحيدي