الجيش الباكستاني ينأى بنفسه عن الصراع السياسي بعد حل البرلمان

المدينة نيوز :- أكد الجيش الباكستاني أنه ليس منخرطا في السياسة، وذلك بعد أن سادت حالة من عدم اليقين في البلاد عندما نجا رئيس الوزراء عمران خان من محاولة للإطاحة به، وسعى إلى انتخابات جديدة.
وبعد ساعات محدودة من حل الحكومة والبرلمان، قال الميجر جنرال بابار افتخار، رئيس قسم العلاقات العامة بالجيش الباكستاني، إن "الجيش لا علاقة له بالعملية السياسية".
وأفاد مكتب رئيس المحكمة العليا بأن المحكمة على علم بالتطورات السياسية التي حدثت الأحد في البلاد.
وجاء في بيان صادر عن المكتب أن رئيس المحكمة "اطلع على الوضع الحالي. وسيتم نشر المزيد من التفاصيل قريبا".
ونجا عمران خان الأحد وحكومته من تحرك بالبرلمان يهدف إلى الإطاحة به من منصبه، وذلك بعدما رفض نائب رئيس البرلمان اقتراحا بحجب الثقة عن خان، فيما أصدر رئيس البلاد قرارا بحل البرلمان.
لكن لم يتضح مصير خان حتى الآن، مما قد يؤدي إلى موجة جديدة من عدم الاستقرار السياسي في تلك الدولة المسلحة نوويا، والتي يبلغ عدد سكانها 220 مليون نسمة.
وقال خان في خطاب أذاعه التلفزيون "لقد أرسلت النصيحة إلى الرئيس لحل المجالس"، في إشارة إلى المجالس التشريعية، ودعا الباكستانيين إلى الاستعداد لانتخابات جديدة.
وذكر بيان صادر عن الرئاسة أن "رئيس باكستان عارف علوي وافق على نصيحة رئيس وزراء باكستان بحل الجمعية الوطنية بموجب... الدستور".
وقال فرخ حبيب، وزير الدولة للإعلام في باكستان، في تغريدة على تويتر إن انتخابات جديدة ستُجرى في البلاد في غضون 90 يوما.
وتعهدت المعارضة على الفور بالوقوف أمام رفض اقتراح حجب الثقة الذي جاء من جانب قاسم سوري، نائب رئيس الجمعية الوطنية في باكستان، ونائب رئيس حزب خان السياسي.
وقال وزير الإعلام فواض تشودري على تويتر "بموجب المادة 224 من الدستور، سيواصل رئيس الوزراء مسؤولياته، وجرى حل مجلس الوزراء".
لكن بيلاوال بوتو زرداري، رئيس حزب الشعب الباكستاني المعارض، قال للصحافيين "سنعتصم في الجمعية الوطنية (البرلمان). وسننتقل أيضا إلى المحكمة العليا اليوم (الأحد)".
وبدأ النقاش حول حجب الثقة أمام البرلمان الذي يضم 342 عضوا صباح الأحد، في أجواء مشدودة بسبب تقلص داعمي خان.
وخسر حزب خان "حركة إنصاف"، غالبيته البرلمانية الأسبوع الماضي، عندما أعلن حزب حليف له أن نوابه السبعة سيصوتون إلى جانب المعارضة. وقد انشق أكثر من 12 نائبا عن حركة إنصاف، فيما تحاول قيادة الحزب منعهم من التصويت من خلال إجراءات قضائية.
وكانت صحيفة بارزة قد ذكرت في الآونة الأخيرة أن خان "صار قريبا جدا من الرحيل"، لكنه حث أنصاره على النزول إلى الشوارع الأحد قبل التصويت الذي كان مقررا.
وقال شهود إن الشرطة انتشرت بكثافة في شوارع العاصمة إسلام أباد، واستُخدمت حاويات شحن لإغلاق طرق.
وشوهدت الشرطة وهي تعتقل ثلاثة من أنصار حزب خان الحاكم، حركة إنصاف، أمام البرلمان، لكن فيما عدا ذلك كان الهدوء يسود الشوارع.
وفي وقت سابق من الأسبوع الحالي اتهم خان الولايات المتحدة بالتدخل في الشؤون الباكستانية. وذكرت وسائل إعلام محلية أن خان تلقى تقريرا من سفير باكستان في واشنطن، سجل لقاء مع موظف أميركي رفيع المستوى قال له إن علاقات البلدين ستكون أفضل في حال مغادرة رئيس الوزراء منصبه. ونفت واشنطن أن تكون قالت ذلك.
ويتهم خان (69 عاما) الولايات المتحدة بمحاولة الإطاحة به، لأنه يرفض الاصطفاف مع مواقف واشنطن حيال روسيا والصين.
ويتهمه معارضوه بسوء الإدارة الاقتصادية مع تضخم جامح وتراجع سعر صرف الروبية والدين الكاسح وبارتكاب هفوات على صعيد السياسة الخارجية. ويواجه عمران خان نجم رياضة الكريكت سابقا أخطر أزمة سياسية منذ انتخابه في العام 2018.
وتواجه الحكومة أيضا تهديدا متعاظما من حركة طالبان الباكستانية، التي أعلنت الأربعاء أنها تريد شن "هجوم" على القوى الأمنية خلال شهر رمضان.
وهيمن حزبا المعارضة الرئيسيان حزب الشعب الباكستاني وحزب الرابطة الإسلامية الباكستانية على الحياة السياسية لعقود، مع حدوث انقلابات عسكرية، إلى أن شكل عمران خان ائتلافا بعدما وعد الناخبين باستئصال الفساد المستشري منذ عقود.
ويفيد بعض المحللين بأن عمران خان خسر أيضا دعم الجيش الحاسم، مفتاح السلطة السياسية الباكستانية.
ومنذ الاستقلال في 1947 عرفت باكستان أربعة انقلابات عسكرية ناجحة وعددا مماثلا من المحاولات الفاشلة، وقد حكم الجيش البلاد مدة ثلاثة عقود.
العرب اللندنية