الصحة العالمية: المخاطر البيئية مسؤولة عن 23% من العبء المرضي بشرق المتوسط
المدينة نيوز :- قال المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، إن القضايا البيئية تُعد من الأسباب الرئيسية للمشاكل الصحية في جميع أنحاء العالم.
وتشير تقديرات المنظمة، وفق بيان صادر عن المكتب الإقليمي، اليوم الثلاثاء، بمناسبة يوم الصحة العالمي الذي يصادف في 7 من شهر نيسان سنويا، إلى أن المخاطر البيئية في إقليم شرق المتوسط، ومنها تغيُّر المناخ، تتحمل مسؤولية 23 بالمئة من إجمالي العبء المرضي، إذ يموت قبل الأوان ما يُقدَّر بمليون شخص سنويًّا نتيجة العيش والعمل في بيئات غير صحية.
كما تشير التقديرات أيضا، إلى أن أكثر من 13 مليون وفاة تقع سنويًّا في العالم نتيجةً لأسباب بيئية يمكن تجنبها، وهذا يشمل أزمة المناخ التي تمثل أخطر تهديد صحي منفرد يواجه البشرية.
ويركز موضوع يوم الصحة العالمي لهذا العام على التهديدات البيئية وأضرارها على صحة الكوكب، وشعار حملة هذا العام هو "كوكبنا، صحتنا"، وتهدف إلى الحفاظ على صحة البشر والكوكب، وتعزيز الحركة نحو إقامة مجتمعات أكثر تركيزًا على الرفاه.
وأشار البيان إلى أن بالإمكان تجنُّب الأسباب البيئية؛ إلا أن القرارات السياسية والاجتماعية والتجارية هي الدافع وراء أزمة المناخ والأزمة الصحية؛ فأكثر من 99 بالمئة من سكان الإقليم يتنفسون هواءً غير صحي.
وتؤدي الظواهر المناخية الشديدة وتدهور الأراضي وندرة المياه إلى نزوح الناس والإضرار بصحتهم؛ فالأنظمة التي تنتج أطعمة ومشروبات كثيرة المعالجة وغير صحية تؤدي إلى انتشار موجة من السمنة، وتزيد الإصابةَ بالسرطان والمرض القلبي، وفي الوقت نفسه تولِّد ثلث انبعاثات الغازات الدفيئة (الاحتباس الحراري) على مستوى العالم.
وتؤدي الأخطار البيئية، مثل: تلوُّث الهواء، والمواد الكيميائية السامة، وعدم الحصول على المياه المأمونة وخدمات الإصحاح إلى تفاقم الضعف المتأصل في الإقليم أمام فاشيات الأمراض المعدية والأوبئة والجوائح، ومنها جائحة كوفيد-19 المستمرة.
وذكر البيان، أن هناك أدلة متزايدة على وجود صلة مباشرة بين التغيّر البيئي وظهور كوفيد-19 أو سريانه، ومن ناحية أخرى، فإن الجائحة استقطبت الموارد المُوجَّهة إلى جهود التنمية، وفرضت ضغوطًا إضافية على النظم الإيكولوجية والنظم الصحية.
وتابع البيان، ومع ذلك، أسفرت جائحة كوفيد-19 عن بعض الآثار البيئية الإيجابية القصيرة الأمد، من خلال انخفاض حركة السفر العالمية، بعد فرض إجراءات الحَجْر الصحي في جميع البلدان، وانخفاض عدد التجمعات الحاشدة، وزيادة الالتزام بتدابير الوقاية من العدوى ومكافحتها التي أدت جميعها إلى تحسينات بيئية، وعلينا أن نحرص على استدامة هذه التحسينات.
وقال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، الدكتور أحمد المنظري: "إن الأزمة المناخية هي أيضًا أزمة صحية، فمن المستحيل أن تجد مجتمعًا يتمتع بالصحة في بيئة ملوثة، ومن المستحيل أن تجد بيئة نظيفة في مجتمع يفتقر إلى الصحة، وقد أبرزت جائحةُ كوفيد-19 العالمية إلى أي مدى أصبح عالَمُنا متشابكًا وسريعَ التأثر، وإلى أي درجة بلغ به المرض".
وأشارت المنظمة إلى بعض التطورات الإيجابية التي حدثت في الإقليم؛ فقد التزم 11 بلدًا بتطوير نُظُم صحية مستدامة وقادرة على التكيُّف مع تغير المناخ خلال مؤتمر الأمم المتحدة السادس والعشرين للأطراف المعني بالتغير المناخي في غلاسكو العام الماضي، ويجري حثُّ المزيد من البلدان على الانضمام إلى هذه المبادرة المهمة خلال مؤتمر الأطراف السابع والعشرين المقبل في مصر.
--(بترا)