بوتين: «عدم تجانس مواقف» الأوكرانيين يحول دون التوصل إلى اتفاق

المدينة نيوز :- قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الثلاثاء، إن «عدم تجانس مواقف» المفاوضين الأوكرانيين يحول دون التوصل إلى اتفاق بين كييف وموسكو لإنهاء الهجوم الروسي على أوكرانيا.
وأوضح بوتين في مؤتمر صحفي من قاعدة لإطلاق المركبات الفضائية في الشرق الأقصى الروسي «أخطرت الليلة الماضية بأن الجانب الأوكراني عدّل شيئا ما مجددا... هذا الافتقار إلى التجانس حول النقاط الأساسية يتسبب في صعوبات»، وفق «فرانس برس».
وفي سياق متصل قال الرئيس الروسي، إن المجزرة المفترضة بحق مدنيين في بلدة بوتشا قرب كييف «أخبار مضللة»، فيما تنفي بلاده حصول إي انتهاكات في أوكرانيا.
«إبادة جماعية» و«جرائم حرب»
وبعدما شبه هذه الاتهامات بتلك المتعلقة باستخدام نظام بشار الأسد أسلحة كيميائية في سورية ضد مدنيين، قال بوتين: «لدينا الأخبار المضللة نفسها في بوتشا». وقالت السلطات الأوكرانية إنها عثرت على عشرات الجثث في تلك المدينة بعد انسحاب القوات الروسية منها في أواخر مارس.
وسبق أن اتهم بوتين خلال مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء المجري، فيكتور أوربان، السلطات الأوكرانية بالوقوف وراء «الاستفزازات السافرة» في مدينة بوتشا؛ حيث اكتشفت جثث مدنيين عقب انسحاب القوات الروسية منها، كما أفاد الكرملين.
في حين تتهم كييف موسكو بارتكاب «إبادة جماعية» و«جرائم حرب» في مدينة بوتشا، وذلك بعد العثور على جثث عشرات المدنيين، إثر انسحاب القوات الروسية منها، وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال زيارة إلى المدينة «إنها جرائم حرب، وسيصنفها العالم إبادة جماعية».
لقاء مباشر مع الرئيس الأوكراني
على جانب آخر قال المستشار النمساوي كارل نهامر، أول زعيم أوروبي يستقبله فلاديمير بوتين، منذ بدء التدخل في أوكرانيا، الإثنين، إنه «متشائم» بشأن «منطق الحرب» الذي يتبناه الرئيس الروسي. وصرح نهامر للصحفيين بعد الاجتماع، «إذا سألتموني الآن ما إذا كنت متفائلا أم متشائما، فأنا أميل إلى التشاؤم»، مضيفا «لا ينبغي أن تكون لدينا أوهام.. لقد دخل الرئيس بوتين بشكل كبير في منطق حرب، وهو يتصرف وفقا لذلك»، على أمل تحقيق «نجاح عسكري سريع».
وبحسب المستشار النمساوي «لا يوجد اهتمام كبير من الجانب الروسي بلقاء مباشر»، مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
لكن بوتين «كرر ثقته» في المحادثات الروسية-الأوكرانية، التي تستضيفها تركيا، وعُقدت جلستها الأخيرة في 29 مارس بإسطنبول. ودافع نيهامر عن لقائه بوتين «وجها لوجه» في روسيا، مشددا على «أهمية وجود تواصل شخصي لمواجهة الرئيس بحقائق الحرب، ونقل وجهة نظر الأوروبيين بشكل مباشر».
ووصف في بيان سابق النقاش الذي استمر لأكثر من ساعة مع بوتين، بأنه «صريح ومنفتح وصعب». وقال المستشار النمساوي «تحدثت عن جرائم الحرب الجسيمة في بوتشا ومناطق أخرى، وقلت إنه يجب تقديم جميع المسؤولين عنها إلى العدالة».
وصارت مدينة بوتشا في ضواحي كييف رمزا للفظائع، وزارها نيهامر نهاية الأسبوع على غرار مسؤولين غربيين آخرين، فيما نفت موسكو بشدة ارتكاب أي انتهاكات بحق مدنيين في أوكرانيا.
ممرات إنسانية لنقل المياه والغذاء وإجلاء النساء والأطفال والجرحى
وتابع المستشار النمساوي «لقد أوضحت للرئيس الروسي الضرورة الملحة لإنشاء ممرات إنسانية لنقل المياه والغذاء وإجلاء النساء والأطفال والجرحى من المدن المحاصرة».
وعُقد الاجتماع في مقر إقامة الرئيس الروسي، في نوفو أوغاريوفو قرب موسكو، لكن لم تنشر أي صورة من الاجتماع الذي لم يتصافح خلاله الزعيمان، بحسب الصحافة النمساوية. ووفق الناطق باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، فقد جرى اللقاء خلف أبواب مغلقة بطلب من الجانب النمساوي.
وأكد نيهامر أنه «أبلغ» خصوصا نظيره الألماني أولاف شولتس «بمضمون النقاش». وزار المستشار النمساوي المحافظ موسكو بمبادرة منه بعد زيارته أوكرانيا، وقال وزير خارجيته ألكسندر شالنبرغ في وقت سابق الإثنين، إنه لا يقوم بهذه الزيارة «بتفويض أوروبي».
الخارجية الروسية: الاتحاد الأوروبي أصبح آلة حرب عدوانية لحلف شمال الأطلسي
أعلنت الخارجية الروسية، اليوم الثلاثاء، أن الاتحاد الأوروبي أصبح آلة حرب عدوانية لحلف شمال الأطلسي "الناتو".
وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا، على الهواء في قناة "روسيا 24" التلفزيونية، اليوم الثلاثاء: "يتحول عمل الاتحاد الأوروبي إلى نوعية مختلفة تماما - من تكتل اقتصادي ومنظمة إنسانية ومنظمة سياسية- أصبح هذا الهيكل جزءا من الآلة العسكرية العدوانية لفضاء شمال الأطلسي تحت مظلة، بالطبع الناتو".
واعتبرت زاخاروفا أن تصريح رئيس دبلوماسية الاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، يضع حدا لمرحلة معينة في وجود الاتحاد الأوروبي، هو إعلان حول الانتقال (وحدة الاتحاد الأوروبي) إلى نوعية جديدة.
وكان بوريل قد دعا، أمس الاثنين، الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى تزويد أوكرانيا بشكل عاجل بالأسلحة التي تطلبها.
وقال بوريل لدبلوماسيين بارزين في الاتحاد الأوروبي إن القرار يجب أن يتخذ "في غضون أيام وليس أسابيع".
لوكاشينكو: لو تأخرت روسيا في عمليتها العسكرية بأوكرانيا لكانت تلقت ضربة قوية
اعتبر الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، اليوم الثلاثاء، أنه لو تأخرت روسيا في إطلاق عمليتها العسكرية في أوكرانيا، لكانت أراضيها قد تعرضت لضربة "قاضية".
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها لوكاشينكو خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بعد محادثات بينهما استغرقت 3 ساعات في الشرق الأقصى الروسي، حيث أبلغه بوتين بنتائج العملية العسكرية الخاصة لحماية دونباس ومسار المفاوضات مع الجانب الأوكراني.
وقال الرئيس البيلاروسي: "لو تأخرت روسيا قليلاً في عمليتها العسكرية، لكانت أراضيها قد تعرضت لضربة قاضية، كما يراها أولائك الذين كانوا يعدون لتوجيهها لروسيا ولمناطق مجاورة".
واتهم لوكاشينكو لندن بالوقوف وراء الاستفزاز في بوتشا الأوكرانية، معتبراً أنها "عملية خاصة بريطانية"، معرباً عن استعداد مينسك لتقديم مواد للتحقيق في إعداد العملية في بوتشا.
يذكر أن وزارة الدفاع الروسية أكّدت سابقاً، أنّ الصور ومقاطع الفيديو في مدينة بوتشا الأوكرانية أُعدّت خصيصاً لوسائل إعلام غربية، معتبرةً أنّ هذه الأعمال "ليست سوى استفزاز جديد". كما نفت وزارة الدفاع الروسية الاتهامات بقتل قواتها مدنيين في بلدة بوتشا في مقاطعة كييف.
فرنسا ترسل فريقا إلى أوكرانيا للتحقيق في "جرائم حرب"
أعلنت فرنسا الثلاثاء، إرسال فريق عسكري بينهم خبراء طب شرعي إلى أوكرانيا، للعثور على أدلة بشأن ارتكاب روسيا "جرائم حرب".
وقالت وزارتا الداخلية والعدل الفرنسيتين في بيان، إن إرسال الفريق يهدف "لمنع إفلات من ارتكبوا جرائم حرب من العقاب"، إثر مقتل مدنيين في محيط العاصمة كييف، بحسب ما نقلته صحف فرنسية.
وأشار البيان المشترك إلى أن الفريق يضم طبيبين شرعيين و15 من خبراء مسارح الجرائم والتشخيص من المعهد الوطني لبحوث الجريمة في الدرك الفرنسي.
وأكد أن الفريق سيقدم دعمًا ملموسًا للمسؤولين الأوكرانيين والدوليين للتحقق من وقوع مذابح وتحديد الأدلة وجمعها.
من جانبه، قال سفير باريس لدى كييف إتيان دي بونسن، عبر تويتر، إنه فخور باستقبال الفريق في مدينة لفيف الأوكرانية، مشددًا أن فرنسا أول بلد يقدم مساعدة من هذا النوع.
بالمقابل، اعتبرت وزارة الخارجية الروسية أن الفريق الفرنسي "لن يقوم بتحقيقات حيادية".
وكانت النائبة العامة الأوكرانية إيرينا فينديكتوفا، أعلنت عن العثور على جثث 1222 مدنيًا في محيط كييف فقط، و"وقوع جرائم حرب وضد الإنسانية في كافة أنحاء أوكرانيا".
وكالات