تعكير اسرائيلي ممنهج لأجواء الأعياد المسيحية وقدسيتها في القدس

المدينة نيوز :- صالح الخوالدة-وسط تعكير ممنهج لأجواء العيد وقدسيتها ومناخها السلمي من قبل الاحتلال الاسرائيلي، بدا المسيحيون في فلسطين كغيرهم في انحاء العالم يوم امس الاحد، الاسبوع المقدس (احد الشعانين) الذي يستمر حتى الاحد المقبل (عيد الفصح المجيد).
وهذه الايام التي تعتبر اعيادا مجيدة، تتضمن مناسباتها نشر مناخ من السعادة والطمأنينة والتعايش والأمان والمحبة والاخوة بين أبناء المجتمع وتوجد في فلسطين عامة والقدس خاصة، العديد من المقدسات المسيحية الهامة التي ترتبط بهذه الاعياد مثل كنيسة القيامة وطريق الالام وغيرها.
يقول امين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس عبدالله كنعان، انه وبالرغم من قدسية هذه الاعياد وسلميتها، الا أن الاحتلال الاسرائيلي يمارس وبشكل متعمد آلية التضييق الممنهج على أهلنا في القدس من مسلمين ومسيحيين، لان هذه الاعياد تعبر في حقيقتها عن تماسك أهلنا فيما بينهم من جهة، وتمسكهم بمقدساتهم ورمزيتها من جهة أخرى، الامر الذي يرفضه الاحتلال ويعمل على منع كل السبل التي تقود اليه، حتى وان كانت مناسبات دينية اجمعت كافة الشرائع والقوانين والاعراف والاخلاق قديماً وحديثاً على وجوب عدم التعرض لها، وبحجة واهية مرفوضة وهي منع التجمعات وحمايتها وتزامنها مع الاعياد اليهودية.
واضاف ان اسرائيل تمارس امام نظر العالم جريمة منع طقوس الاعياد وسلب الناس فرحتهم.
واشار الى وجود استراتيجية ومخطط صهيوني واضح بالاعتداء على المقدسات الاسلامية والمسيحية واقتحامها وهدم بعضها والاعتداء على رجال الدين وفرض الضرائب عليها خاصة الارنونا (المسقفات) والاستيلاء بعقود مزورة على الاوقاف الاسلامية والمسيحية والسعي الى تهويد المدينة وفرض هوية صهيونية عليها.
واكد ان هذه الاعياد مناسبة تحمل رسالة الى كافة الضمائر الحية في العالم بضرورة نصرة الشعب الفلسطيني ومقدساته، والابتعاد عن سياسة المعايير المزدوجة ، والعمل فوراً على انهاء حالة الصمت الدولي المخجل تجاه القضية الفلسطينية، من خلال تفعيل دور المنظمات الدولية الشرعية لتلزم اسرائيل بتطبيق قراراتها ومعاقبتها اذا رفضت ذلك.
وبين ان اللجنة الملكية لشؤون القدس في هذه المناسبة تتقدم من جميع الطوائف المسيحية في فلسطين والقدس والاردن والعالم بالتهنئة والمباركة، وتؤكد أن صور التعايش في مدينة القدس ومن ذلك العهدة العمرية والوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية كلها دليل على أن الشعبين الاردني والفلسطيني يقفان في خندق واحد في وجه الاحتلال ومخططاته.
كما تؤكد اللجنة الملكية على الموقف الاردني الثابت والراسخ شعبا وقيادة هاشمية صاحبة الوصاية الهاشمية التاريخية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، ودعم الأشقاء في فلسطين مهما بلغت التضحيات وكان الثمن، وحق الشعب الفلسطيني باقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967.
من جهته، اوضح رئيس مركز القدس للدراسات المستقبلية في جامعة القدس الدكتور احمد رفيق عوض، ان الأعياد المسيحية كما الأعياد الإسلامية تتعرض لممارسات عنصرية من قبل الاحتلال.
واشار الى ان الاحتلال يحدد اعداد المواطنين المسيحيين من غزة، الذين يسمح لهم بزيارة كنيسة القيامة، كما أن المسيرات الدينية ما بين بيت لحم و القدس تتعرض للمضايقات والتشويش فضلا عن التدخل الفظ في الاحتفالات الدينية حتى داخل كنيسة القيامة وهذا يحصل كل سنة تقريبا.
واضاف: اما في هذه السنة وبالنظر إلى ما جرى و يجري، فإن القيود على الحركة وإمكانية وصول الأخوة المسيحيين من الضفة الى القدس، ستكون صعبة بالتأكيد، كما أن حقيقة تحول القدس ذاتها إلى ثكنة عسكرية سيجعل الصلاة مجرد مخاطر غير مأمونة على الإطلاق، وان الاحتلال غير امين على المدينة المقدسة ابدا، حيث أنه يصادر حرية الحركة وحرية العبادة او يتحكم بهذا الحق بحيث يصادره او يختزله على طريقته.
وقال "باختصار المحتل يريد للمدينة المقدسة أن تكون ذات لون واحد وهو ما لا يليق بمدينة خلقت للبركة والسلام والتعدد".
بدوره، لفت رئيس جمعية هواة الطوابع والعملات الاردنية جليل طنوس، الى ان الطوابع البريدية تعكس النواحي الدينية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياحية لأي دولة، لذا ظهرت المعالم والمناسبات الدينية الاسلامية والمسيحية عليها، وبخصوص مدينة القدس فقد ظهرت المعالم والمناسبات وحتى الطقوس الدينية المسيحية على الطوابع البريدية التي صدرت من قبل العديد من الدول في العالم.
وفيما يتصل بإصدارات المملكة بمناسبة الاسبوع المقدس، فقد صدرت مجموعة طوابع عام 1966 وتكونت من اربعة عشر طابعاً وبطاقة، وحملت عنوان(مراحل الالام)، والتي تتحدث عن مراحل الالام الاربعة عشر الممتدة من المدرسة العمرية الى كنيسة القيامة في مدينة القدس، ومجموعة طوابع ثانية صدرت عام 1972 وتتكون من ثلاثة طوابع بعنوان ( عيد الفصح المجيد)، وقد ظهر على احد طوابع هذه المجموعة صورة تمثل الزيارة البابوية التاريخية لبابا الفاتيكان عام 1964 الى مدينة القدس.
--(بترا)