تربويون: رمضان يحسن من كفاءة العمليات الذهنية وتحصيل المعارف

المدينة نيوز :- رزان المبيضين- تصادف قدوم شهر رمضان هذا العام مع موسم الامتحانات طلّاب المدارس والجامعات، وهو ما اعتبره البعض أنّ الصيام مع الدراسة عقبة يصعب اجتيازها، متسائلين عن أفضل وقت للدراسة خلال اليوم لاختلاف "روتين" توقيتاته عن باقي أيام السنة، لناحية وجبات الطعام وساعات الدوام والنوم.
تربويون نصحوا خلال حديث لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، طلاب العلم باستغلال أوقات شهر رمضان المبارك للدراسة، باعتباره فرصة ذهبية، وعقد العزم والنية على الجد والاجتهاد، لنيل ثمراته وبركاته، متطرقين الى أنجع النصائح التي تساعد الطلبة على التركيز اللازم لأداء فروضهم الدراسية.
وأوضح هؤلاء أن بإمكان الساعين لطلب العلم تحصيل المطلوب منهم في ساعة واحدة من الأيام الرمضانية ما كان يستغرق منهم عدة ساعات في الشهور الأخرى، مشيرين إلى أن الدماغ يتزود أثناء ساعات الصيام بقسط واف من الدم والأكسجين؛ الأمر الذي يزيد من كفاءة العمليات الذهنية التي تجري داخله.
وفي هذا الصدد ذكّر أستاذ القضاء الشرعي المشارك في جامعة اليرموك الدكتور عبد المهدي العجلوني، بأن العلم النافع عبادة، لقوله تعالى، "يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات"، ولقوله صلى الله عليه وسلم: "إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع".
وقال، إن الصيام فرصة ذهبية للاستزادة من العلم حيث أن الصائم لا يوجد ما يشغله عن طلب العلم، كما أن خلو معدة الصائم من الطعام أدعى لتفتّح ذهنه وتعميق تفكيره وزيادة تدبره فيما يتعلم.
وبينت خبيرة تكنولوجيا التعليم المشرفة التربوية أسماء حميض، أن الدراسة في أيام الشهر الفضيل تعود على الطالب بالإنجاز أكثر من غيرها في باقي الأيام، شريطة اختيار الأوقات المناسبة للدراسة خلال اليوم الرمضاني، واختيار طبيعة المادة التي تتم دراستها في كل وقت من هذه الأوقات.
وعينت حميض ثلاثة أوقات ذهبية يمكن استغلالها للدراسة بشكل جيد في رمضان، أولها بعد أخذ قسط من الراحة عقب العودة من الدوام المدرسي، حيث أن هذا التوقيت يعتبر مناسبا لدراسة المواد التطبيقية، التي تتطلب حلا للأسئلة كالرياضيات مثلا، وأي مادة تحتاج لفهم أو تحليل، داعية الى استخدام أكثر من حاسة ومهارة للدراسة، كالكتابة، والحديث بصوت مرتفع، تجنبا للإحساس بالنعاس.
وأضافت: الوقت الذهبي الثاني هو ساعات ما بين صلاة العشاء ووقت النوم لدراسة المواد التي تحتاج إلى تلخيص وفهم وعمل جداول أو مخططات دراسية، أما الوقت الذهبي الثالث فهو بين وقت السحور والذهاب الى المدرسة، وهو الأمثل لدراسة المواد التي تحتاج الى حفظ وتركيز واستخدام للذاكرة، كمواد التاريخ، واللغويات والتربية الإسلامية، أو اي مادة تدرس للمرة الأولى.
وأكد الخبير التربوي الدكتور نواف الخوالدة، أن شهر رمضان المبارك فرصة على الطلاب اغتنامها لرفع مستوى التركيز وزيادة الإنتاجية، لقلة الأوقات المستهلكة في تناول الطعام والشراب، مشددا على أن أفضل جدول يوضع لتنظيم أوقات الطالب هو ذلك الملائم لظروفه وحاجاته.
من جانبها، نصحت انتصار أبو شريعة وهي مديرة تربية وتعليم سابقة، بتناول الغذاء المتوازن، والابتعاد عن المشروبات الغنية بالسكر والأطعمة ذات التركيز العالي بالنشويات أو الدهنيات كونها تسبب الخمول، إلى جانب النوم الكافي ليلا بمعدل ثماني ساعات وأخذ قيلولة نهارا من ساعة إلى اثنتين.
ودعت المشرفة التربوية الدكتورة نجاح وريكات الى رفع استعداد وجاهزية الابناء للدراسة في رمضان وطمأنتهم بأن المرء في شهر الصوم يؤجر على الاجتهاد والدراسة، من خلال مشاركتهم في وضع خطط يحدد فيها وقت النوم وتنظم فيها ساعة الاستيقاظ بما يكون كافيا لسد حاجته مع اقتطاع وقت السحور والفجر.
واقترحت على الطلبة خلال ساعات الصيام ترتيب المهام الدراسية، والبدء بمراجعة ما تلقوه سابقا، ثم القيام بأداء الواجبات، ناصحة بتخصيص وقت للاستراحة يتحدث فيه الطالب مع أهله أو يقضي بعض الوقت على الشرفة، لتجديد النشاط، ومن ثم العودة لاستكمال ما بدء به.
وتابعت وريكات: يجب على الطالب في فترة ما بعد الإفطار التحضير لدروس اليوم التالي، مع مراعاة التزود بالفاكهة أو العصائر الطبيعية خلال الدراسة كي تمده بالمغذيات اللازمة.
وأشار مدير إحدى المدارس المهنية الدكتور محمد المرقطن، إلى عدد من الطرق التي يمكن للطلبة اتباعها كي يتمكنوا من الدراسة بفاعلية في الشهر الفضيل، من بينها تعديل "الروتين" اليومي، ووضع الخطط الدراسية، لافتا إلى ضرورة اتّخاذ الخَيارات الصحيحة والموازنة بين طلب العلم وأداء النوافل وقراءة القرآن الكريم، حيث أن طلب العلم عبادة أيضا.