لا تحتفظي بالأحقاد واعفي عن الآخرين
تم نشره الأحد 07 آب / أغسطس 2011 07:49 مساءً
المدينه نيوز- ليس من الطبيعي أن تحتفظي بالأحقاد التي تسببها لك مواقف الآخرين؛ لأن ذلك يدمر صحتك النفسية والجسدية، وتحديدًا لكونك من الجنس الناعم الحساس.
في كتابه "قوة العفو عن الآخرين" يقدم الباحث الأميركي فريد لوسكين، تجارب ودراسات تبرهن على أن الاحتفاظ بالأحقاد داخل النفس الإنسانية له عواقب وخيمة على الصحتين النفسية والجسدية للإنسان، خصوصًا المرأة، والحل الوحيد برأيه، للتخلص من هذه الأحقاد هو القدرة على العفو عن الآخرين. ويطمئن الباحث بأن القدرة على العفو عن الآخرين يمكن أن تكتسب عن طريق التدريب وتنمية القدرة على ذلك.
وقال الباحث إن عقل المرأة المشوش بالأحقاد يشبه المطار المزدحم بالطائرات المحلقة، التي تنتظر الهبوط والطائرات التي تستعد للإقلاع. ويشبه الباحث كل طائرة محلقة في الجو بحقد تحمله المرأة، فإذا لم تهبط الطائرة في وقتها فإنها ستستهلك المزيد من الوقود ويبقى من في داخلها قلقًا.
حتى ينزاح الخطر!
علماء كثيرين أكدوا أن احتفاظك بالأحقاد يحث دماغك على إصدار مواد كيماوية، وتؤثر على هرمونات لها علاقة مباشرة بالضغط النفسي، الذي يحد من قدرتك على التفكير والتركيز، ويؤثر سلبًا على صحتك العامة جسديًا ونفسيًا.
فالباحثة النفسية البرازيلية جيسيكا أندرادو، الأستاذة في علم النفس بجامعة، مكنزي، علّقت على الكتاب الأميركي مؤكدة أنك عندما تحتفظين بالأحقاد في داخلك وتفكرين بالألم والمعاناة التي تعرضت لهما في السابق فإن دماغك يعمل على إفراز مواد كيماوية تجعلك تشعرين، وكأنك مازلت في خطر تلك اللحظات الأليمة التي مرت عليك. وأضافت: "هذه المواد تؤدي إلى ضيق في التنفس وارتفاع في الضغط يحد من قدرتك على التفكير الصحي، ولكن عندما تستطيعين التخلص من وقع الأحقاد السابقة عليك فإن الشعور بالخطر ينزاح، ويبدأ دماغك بعمله الطبيعي".
وأكدت الباحثة في حديثها لمجلة "سيدتي" إن الاحتفاظ بالأحقاد السابقة يستهلك طاقة مضاعفة من تفكيرك فيتعبه لدرجة الشلل في بعض الأحيان. موضحة أن مراجعين كثيرين لعيادتها، وغالبيتهم من النساء، يأتين وهن يشتكين من تشتت في الذهن، والشعور الدائم بحرقة في القلب، والاعتقاد بأن هناك أخطارًا تحدق بهن في كل الأوقات. وبعد الحديث معهن يتضح أن كثيرات مازلن يحتفظن بأحقاد سابقة تستهلك طاقاتهن وتشل تفكيرهن
كلما سردت المرأة قصة سببت لها معاناة نفسية فإن اللحظات الماضية تعود إلى الحاضر، وكأن الذي حدث في الماضي يحدث في اللحظة التي يتم فيها السرد. وفي هذه الحالة تبقى المعاناة قائمة، ويبقى الشعور بالمرارة حاضرًا في حياة تلك المرأة. ونصحت جيسيكا: أفضل طريقة للحد من المعاناة بسبب الأحقاد السابقة هو تجنب سرد الوقائع التي ولدت حقدًا لديك، وهذا من شأنه أن يساعدك على النسيان
التوقف عن سرد الأحداث المسببة للأحقاد بالطبع لا يحل المشكلة بشكل نهائي، برأي جيسيكا، فقد تنسى المرأة هذه الأحقاد لفترة من الزمن لكن الشريط يعود من جديد بمجرد ملاحظة موقف مشابه لما تعرضت له. إذن، فما هو الحل؟
انسي جراح الماضي
توافق جيسيكا على ما ذكره المؤلف الأميركي، فريد لوسكين، في كتابه حول أن القدرة على العفو عن الآخرين يمكن اكتسابها بالتدريب، وضربت مثالاً على ذلك بالقول: كما باستطاعتك اختيار القناة التليفزيونية المفضلة التي تحبين مشاهدتها يمكننا تدريب دماغك على اختيار القصص والمواقف التي تريحك وتريح عقلك ولكنها استدركت لتقول أيضًا: "إن العقل بالطبع ليس محطات تليفزيونية تختارين منها ما تشائين، ولكن التدريب المتواصل له على اختيار ما تفضلين التفكير به يمكن أن يعوده على التركيز على أمور مفيدة بدل التركيز على ما جرحك في الماضي ووصفت هذا النوع من التدريب بـعملية غسل دماغ ذاتية تقومين بها أنت بنفسك واقترحت التأمل يفيد جدًا في هذه الحالة كما هي الحال مع اليوجا.
إن جميع هذه الحلول لا تتمتع بنجاح القوة والقدرة على العفو عن الآخرين، فليس بإمكان جميع النساء العفو والصفح عن من سبب لهن أذى نفسيًا وروحيًا وجسديًا. فما تراه جيسيكا، أن القدرة على العفو تعتمد أيضًا على نوعية وخطورة وثقل ما يمكن العفو عنه؛ أي أن هناك أمورًا لا تستطيع الواحدة منا العفو عنها، ويأتي على رأسها الخيانة الزوجية.
المرأة القادرة على العفو عن خيانة زوجها لها تعتبر خارقة بالنسبة لعلم النفس، كما تقول جيسيكا، لأن الخيانة تجرح كل المشاعر والأحاسيس والقدرة على التفكير والتركيز، وخاصة إذا كانت غير مبررة. وتشعر المرأة بأنها لم تكن تستحقها. ولكن مع ذلك فإن هناك نساءً قادرات على العفو عن ذلك بمرور السنين، واعتراف الزوج بالخطأ وطلب العفو، وإثبات أن ذلك لن يتكرر.
وأكدت الباحثة النفسية البرازيلية أن التصميم يعتبر بمثابة الجدار الذي تتحطم عليه كل نقاط الضعف الموجودة في شخصية المرأة الحاقدة. والتصميم، كما وصفته الباحثة، هو الممر السري الذي لا يعرفه أحد سوى من اختار المرور فيه. لكن المشكلة تكمن في أن ذلك الممر يعتبر ضيقًا بالنسبة لمن تحاول المرور فيه إلا إذا تحلت بالصبر.. إن التصميم والصبر أمران مرتبطان ببعضهما، وهما بالضبط ما تحتاجه القدرة على العفو منك
وتعتقد جيسيكا أن التصميم على العفو وتحقيق ذلك يعني إراحة ضميرك والتخلص من اللدغات التي سببت آلامًا في الماضي. وتتابع: ليس هناك خيار آخر كبديل عن العفو للتخلص من الأحقاد، فإن استطعت العفو عمن تسبب في دخول الأحقاد إلى نفسك فإنك تختارين الطريق التي ستشفيك من كثير من الأمراض النفسية والجسدية؛ لأن الاحتفاظ بالأحقاد يولد العذاب النفسي والمعاناة من أمراض لا تشفى إلا إذا اكتسبت القدرة على العفو عن الآخرين.
لتتخلصي من أحقادك
لا تلوم الباحثة النفسية جيسيكا، المرأة التي تتأذى كثيرًا، وتجد صعوبة في العفو، لكنها تدرج لها نصائح عملية، إن عملت بها تستطيع التخلص ولو من جزء من أحقادها.
1- لا تعودي لسرد قصص الماضي الني تؤلمك؛ فإعادة سردها يدفع دماغك ليفرز موادَّ كيميائية تجعلك تشعرين وكأنك مازلت في خطر تلك اللحظات الأليمة التي مرت عليك.
2- ركزي على الأمور الجميلة التي مرت في حياتك، واجعليها محاور حديثك إن كنت في جلسة لاستعادة الذكريات مع صديقاتك
3- اعلمي أنك بالعفو عن أخطاء الآخرين ستتخلصين من كثير من الأمراض النفسية والجسدية مثل: ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب
4- دربي نفسك على ممارسة رياضة اليوغا إن وصلت إلى مرحلة حرجة من الاضطراب.
5- صممي على العفو، وتحلي بالصبر، واعلمي أن التصميم والصبر أمران مرتبطان ببعضهما، وهما بالضبط ما تحتاجه القدرة على العفو منك.
افترضي حُسن النِّية أولاً
من تشعرُ بأنَّها تُكِّن الأحقاد، والكره للآخرين بسبب موقفٍ ما، عليها أن تفترض حُسن النِّية، وأن لا تحكم على الأمور بطريقةٍ متسرِّعةٍ، وسيئةٍ دائماً، بل عليها أن تفترض أنَّ من تتعامل معه لا يقصدُ الإساءة ولا حتَّى جرح مشاعرها، وأنَّ ما حدث قد يكون زلَّة لسانٍ أو تصرُّفاً خاطئاً عن غير قصدٍ.
لا تُدقِقي على توافه الأمور
إذا كنتُ من النَّوع الذي يُدقِقُ على أبسط الأمور وأدقها، فتأكَّدي أنَّكِ لن ترتاحي أبداً، ولن تتخلَّصي من أحقادكِ على الآخرين، وسوف تتنقلين من حقدٍ إلى آخرٍ بشكلٍ مستمرٍ، ولذلك عليكِ ألا تُعيري توافه الأمور أكبر من حجمها، وأن تحاولي تحكيم عقلكِ، وأخذ الأمور بعقلٍ، وحكمةٍ أكبر حتَّى تستطيعي تجاوز الكثير ممَّا حولكِ من الأمور.
ضعي نفسكِ مكان الآخرين
نظرنا للمواقف من وجهة نظر الآخرين فقد يكون في ذلك أسلوبٌ، وطريقةٌ ناجحةٌ في تفهُّم مواقفهم، وما الذي دفعهم إلى التَّصرف بطريقةٍ معينةٍ، ففي أحيانٍ كثيرةٍ تصدر بعض التَّصرفات ممَّن حولكِ وأحياناً منكِ أنتِ أيضاً تحت ضغوط العمل، أو مشاكل الحياة المختلفة، وهذا لا يعني أن تسمحي بأن تكوني كبش الفداء لكلِّ من أراد التنفيس عن مشاكله وهمومه لينفث بها على وجهكِ، ولكن قد تحتاج الحياة والتَّعامل مع الآخرين إلى نوعٍ من السياسة والصبر لتفادي الكثير، وفي أحيانٍ كثيرةٍ يكون هذا أكثر الأسباب التي تولِّد الضغينة والحقد بين النَّاس.
تعلَّمي فن التسامح
التسامح أنجح الطرق للتخلُّص من أحقادنا وضغائننا على الآخرين، فالبعض يتصرَّف بطريقةٍ تفتقر للعدل والتَّسامح، فيُنصِّبون أنفسهم الحكم، والجلَّاد في ذات الوقت، ولا يعترفون بالتَّسامح والغفران رغم أنَّنا جميعاً بشرٌ، وكلُّنا خطَّاؤون، وإذا ما فكَّرنا بالأمور من هذا المنطلق فسنعلم أنَّ التَّسامح ـ وهو ما أوصى به ديننا الإسلاميُّ الحنيف ـ يفسح مجالاً لجو من الألفة، والمحبة بين النَّاس ويبعد الضغائن، والأحقاد.
الحقود هو من يخسر أخيراً
حقدكِ لن يعود على أحد بالتَّعب أو الألم سوى على شخصكِ فقط، فغالباً لن يعلم الطرف الآخر بأنَّك تُكنين له الحقد أو الكره، وقد لا يبالي أحياناً حتَّى وإن علم بذلك، ولكنَّكِ أنتِ فقط من ستحترق بنار الكره والحقد التي ستأكلكِ، وستأخذ حيزاً كبيراً من مشاعركِ، وأفكاركِ، وكلَّما زاد عدد من تحقدين عليهم سيزداد ذلك الشعور السيئ لديكِ، وسيزداد بالمقابل عدد الحاقدين عليكِ، والكارهين لكِ دون أن تدركي ذلك.
لا تفكري أكثر من اللازم
التفكِّير في موقفٍ معينٍ أكثر من اللازم قد يصلُ بكِ لأمور وتشعُّباتٍ لا تتوقعينها، ولذلك فالأفضل إعطاء الأمور قدر حجمها، وألَّا تأخذ حيزاً كبيراً لا تستحقه، فلن تكون النتيجة من هذه الطريقة في التفكِّير إلَّا أنَّها ستصل بكِ إلى الحقد على الآخرين، والسبب يكمن في عقلكِ وحدكِ لأنَّك أنتِ من سمح للحقد والضيق أن يتسلَّل إلى تفكيركِ بهذه الصورة.
تعلَّمي مواجهة الآخرين
لا تخفي غضبكِ، أو تضايقكِ من موقفٍ، أو تصرُّفٍ معينٍ فهذا من دوره أن يزيد الأمور سوءاً حتَّى بعد أن تنتهي، ولذلك فعليكِ بمواجهة من صدر منه موقفٌ ما أدَّى إلى غضبكِ، أو جرح مشاعركِ، فقد تكون الأمور مغايرةً تماماً لما فهمته، أو وصل لكِ، وأنَّه لا يتعدَّى مجرَّد سوء فهمٍ من قبلكِ أو سوء تعبيرٍ من الآخر، والمواجهة ستكون الفيصل في تلك المواقف، وستضع حدّاً لأفكاركِ التي قد تقودكِ إلى الضغينة، والحقد، والتَّحامل اللامبرر له سوى أنَّكِ تكتَّمتِ على مشاعركِ، وردود أفعالكِ، ولم تتقدمي بخطوةٍ تخلِّصكِ من ذلك عن طريق معرفة السبب وراء موقفٍ أو كلامٍ ما.(لهن)
في كتابه "قوة العفو عن الآخرين" يقدم الباحث الأميركي فريد لوسكين، تجارب ودراسات تبرهن على أن الاحتفاظ بالأحقاد داخل النفس الإنسانية له عواقب وخيمة على الصحتين النفسية والجسدية للإنسان، خصوصًا المرأة، والحل الوحيد برأيه، للتخلص من هذه الأحقاد هو القدرة على العفو عن الآخرين. ويطمئن الباحث بأن القدرة على العفو عن الآخرين يمكن أن تكتسب عن طريق التدريب وتنمية القدرة على ذلك.
وقال الباحث إن عقل المرأة المشوش بالأحقاد يشبه المطار المزدحم بالطائرات المحلقة، التي تنتظر الهبوط والطائرات التي تستعد للإقلاع. ويشبه الباحث كل طائرة محلقة في الجو بحقد تحمله المرأة، فإذا لم تهبط الطائرة في وقتها فإنها ستستهلك المزيد من الوقود ويبقى من في داخلها قلقًا.
حتى ينزاح الخطر!
علماء كثيرين أكدوا أن احتفاظك بالأحقاد يحث دماغك على إصدار مواد كيماوية، وتؤثر على هرمونات لها علاقة مباشرة بالضغط النفسي، الذي يحد من قدرتك على التفكير والتركيز، ويؤثر سلبًا على صحتك العامة جسديًا ونفسيًا.
فالباحثة النفسية البرازيلية جيسيكا أندرادو، الأستاذة في علم النفس بجامعة، مكنزي، علّقت على الكتاب الأميركي مؤكدة أنك عندما تحتفظين بالأحقاد في داخلك وتفكرين بالألم والمعاناة التي تعرضت لهما في السابق فإن دماغك يعمل على إفراز مواد كيماوية تجعلك تشعرين، وكأنك مازلت في خطر تلك اللحظات الأليمة التي مرت عليك. وأضافت: "هذه المواد تؤدي إلى ضيق في التنفس وارتفاع في الضغط يحد من قدرتك على التفكير الصحي، ولكن عندما تستطيعين التخلص من وقع الأحقاد السابقة عليك فإن الشعور بالخطر ينزاح، ويبدأ دماغك بعمله الطبيعي".
وأكدت الباحثة في حديثها لمجلة "سيدتي" إن الاحتفاظ بالأحقاد السابقة يستهلك طاقة مضاعفة من تفكيرك فيتعبه لدرجة الشلل في بعض الأحيان. موضحة أن مراجعين كثيرين لعيادتها، وغالبيتهم من النساء، يأتين وهن يشتكين من تشتت في الذهن، والشعور الدائم بحرقة في القلب، والاعتقاد بأن هناك أخطارًا تحدق بهن في كل الأوقات. وبعد الحديث معهن يتضح أن كثيرات مازلن يحتفظن بأحقاد سابقة تستهلك طاقاتهن وتشل تفكيرهن
كلما سردت المرأة قصة سببت لها معاناة نفسية فإن اللحظات الماضية تعود إلى الحاضر، وكأن الذي حدث في الماضي يحدث في اللحظة التي يتم فيها السرد. وفي هذه الحالة تبقى المعاناة قائمة، ويبقى الشعور بالمرارة حاضرًا في حياة تلك المرأة. ونصحت جيسيكا: أفضل طريقة للحد من المعاناة بسبب الأحقاد السابقة هو تجنب سرد الوقائع التي ولدت حقدًا لديك، وهذا من شأنه أن يساعدك على النسيان
التوقف عن سرد الأحداث المسببة للأحقاد بالطبع لا يحل المشكلة بشكل نهائي، برأي جيسيكا، فقد تنسى المرأة هذه الأحقاد لفترة من الزمن لكن الشريط يعود من جديد بمجرد ملاحظة موقف مشابه لما تعرضت له. إذن، فما هو الحل؟
انسي جراح الماضي
توافق جيسيكا على ما ذكره المؤلف الأميركي، فريد لوسكين، في كتابه حول أن القدرة على العفو عن الآخرين يمكن اكتسابها بالتدريب، وضربت مثالاً على ذلك بالقول: كما باستطاعتك اختيار القناة التليفزيونية المفضلة التي تحبين مشاهدتها يمكننا تدريب دماغك على اختيار القصص والمواقف التي تريحك وتريح عقلك ولكنها استدركت لتقول أيضًا: "إن العقل بالطبع ليس محطات تليفزيونية تختارين منها ما تشائين، ولكن التدريب المتواصل له على اختيار ما تفضلين التفكير به يمكن أن يعوده على التركيز على أمور مفيدة بدل التركيز على ما جرحك في الماضي ووصفت هذا النوع من التدريب بـعملية غسل دماغ ذاتية تقومين بها أنت بنفسك واقترحت التأمل يفيد جدًا في هذه الحالة كما هي الحال مع اليوجا.
إن جميع هذه الحلول لا تتمتع بنجاح القوة والقدرة على العفو عن الآخرين، فليس بإمكان جميع النساء العفو والصفح عن من سبب لهن أذى نفسيًا وروحيًا وجسديًا. فما تراه جيسيكا، أن القدرة على العفو تعتمد أيضًا على نوعية وخطورة وثقل ما يمكن العفو عنه؛ أي أن هناك أمورًا لا تستطيع الواحدة منا العفو عنها، ويأتي على رأسها الخيانة الزوجية.
المرأة القادرة على العفو عن خيانة زوجها لها تعتبر خارقة بالنسبة لعلم النفس، كما تقول جيسيكا، لأن الخيانة تجرح كل المشاعر والأحاسيس والقدرة على التفكير والتركيز، وخاصة إذا كانت غير مبررة. وتشعر المرأة بأنها لم تكن تستحقها. ولكن مع ذلك فإن هناك نساءً قادرات على العفو عن ذلك بمرور السنين، واعتراف الزوج بالخطأ وطلب العفو، وإثبات أن ذلك لن يتكرر.
وأكدت الباحثة النفسية البرازيلية أن التصميم يعتبر بمثابة الجدار الذي تتحطم عليه كل نقاط الضعف الموجودة في شخصية المرأة الحاقدة. والتصميم، كما وصفته الباحثة، هو الممر السري الذي لا يعرفه أحد سوى من اختار المرور فيه. لكن المشكلة تكمن في أن ذلك الممر يعتبر ضيقًا بالنسبة لمن تحاول المرور فيه إلا إذا تحلت بالصبر.. إن التصميم والصبر أمران مرتبطان ببعضهما، وهما بالضبط ما تحتاجه القدرة على العفو منك
وتعتقد جيسيكا أن التصميم على العفو وتحقيق ذلك يعني إراحة ضميرك والتخلص من اللدغات التي سببت آلامًا في الماضي. وتتابع: ليس هناك خيار آخر كبديل عن العفو للتخلص من الأحقاد، فإن استطعت العفو عمن تسبب في دخول الأحقاد إلى نفسك فإنك تختارين الطريق التي ستشفيك من كثير من الأمراض النفسية والجسدية؛ لأن الاحتفاظ بالأحقاد يولد العذاب النفسي والمعاناة من أمراض لا تشفى إلا إذا اكتسبت القدرة على العفو عن الآخرين.
لتتخلصي من أحقادك
لا تلوم الباحثة النفسية جيسيكا، المرأة التي تتأذى كثيرًا، وتجد صعوبة في العفو، لكنها تدرج لها نصائح عملية، إن عملت بها تستطيع التخلص ولو من جزء من أحقادها.
1- لا تعودي لسرد قصص الماضي الني تؤلمك؛ فإعادة سردها يدفع دماغك ليفرز موادَّ كيميائية تجعلك تشعرين وكأنك مازلت في خطر تلك اللحظات الأليمة التي مرت عليك.
2- ركزي على الأمور الجميلة التي مرت في حياتك، واجعليها محاور حديثك إن كنت في جلسة لاستعادة الذكريات مع صديقاتك
3- اعلمي أنك بالعفو عن أخطاء الآخرين ستتخلصين من كثير من الأمراض النفسية والجسدية مثل: ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب
4- دربي نفسك على ممارسة رياضة اليوغا إن وصلت إلى مرحلة حرجة من الاضطراب.
5- صممي على العفو، وتحلي بالصبر، واعلمي أن التصميم والصبر أمران مرتبطان ببعضهما، وهما بالضبط ما تحتاجه القدرة على العفو منك.
افترضي حُسن النِّية أولاً
من تشعرُ بأنَّها تُكِّن الأحقاد، والكره للآخرين بسبب موقفٍ ما، عليها أن تفترض حُسن النِّية، وأن لا تحكم على الأمور بطريقةٍ متسرِّعةٍ، وسيئةٍ دائماً، بل عليها أن تفترض أنَّ من تتعامل معه لا يقصدُ الإساءة ولا حتَّى جرح مشاعرها، وأنَّ ما حدث قد يكون زلَّة لسانٍ أو تصرُّفاً خاطئاً عن غير قصدٍ.
لا تُدقِقي على توافه الأمور
إذا كنتُ من النَّوع الذي يُدقِقُ على أبسط الأمور وأدقها، فتأكَّدي أنَّكِ لن ترتاحي أبداً، ولن تتخلَّصي من أحقادكِ على الآخرين، وسوف تتنقلين من حقدٍ إلى آخرٍ بشكلٍ مستمرٍ، ولذلك عليكِ ألا تُعيري توافه الأمور أكبر من حجمها، وأن تحاولي تحكيم عقلكِ، وأخذ الأمور بعقلٍ، وحكمةٍ أكبر حتَّى تستطيعي تجاوز الكثير ممَّا حولكِ من الأمور.
ضعي نفسكِ مكان الآخرين
نظرنا للمواقف من وجهة نظر الآخرين فقد يكون في ذلك أسلوبٌ، وطريقةٌ ناجحةٌ في تفهُّم مواقفهم، وما الذي دفعهم إلى التَّصرف بطريقةٍ معينةٍ، ففي أحيانٍ كثيرةٍ تصدر بعض التَّصرفات ممَّن حولكِ وأحياناً منكِ أنتِ أيضاً تحت ضغوط العمل، أو مشاكل الحياة المختلفة، وهذا لا يعني أن تسمحي بأن تكوني كبش الفداء لكلِّ من أراد التنفيس عن مشاكله وهمومه لينفث بها على وجهكِ، ولكن قد تحتاج الحياة والتَّعامل مع الآخرين إلى نوعٍ من السياسة والصبر لتفادي الكثير، وفي أحيانٍ كثيرةٍ يكون هذا أكثر الأسباب التي تولِّد الضغينة والحقد بين النَّاس.
تعلَّمي فن التسامح
التسامح أنجح الطرق للتخلُّص من أحقادنا وضغائننا على الآخرين، فالبعض يتصرَّف بطريقةٍ تفتقر للعدل والتَّسامح، فيُنصِّبون أنفسهم الحكم، والجلَّاد في ذات الوقت، ولا يعترفون بالتَّسامح والغفران رغم أنَّنا جميعاً بشرٌ، وكلُّنا خطَّاؤون، وإذا ما فكَّرنا بالأمور من هذا المنطلق فسنعلم أنَّ التَّسامح ـ وهو ما أوصى به ديننا الإسلاميُّ الحنيف ـ يفسح مجالاً لجو من الألفة، والمحبة بين النَّاس ويبعد الضغائن، والأحقاد.
الحقود هو من يخسر أخيراً
حقدكِ لن يعود على أحد بالتَّعب أو الألم سوى على شخصكِ فقط، فغالباً لن يعلم الطرف الآخر بأنَّك تُكنين له الحقد أو الكره، وقد لا يبالي أحياناً حتَّى وإن علم بذلك، ولكنَّكِ أنتِ فقط من ستحترق بنار الكره والحقد التي ستأكلكِ، وستأخذ حيزاً كبيراً من مشاعركِ، وأفكاركِ، وكلَّما زاد عدد من تحقدين عليهم سيزداد ذلك الشعور السيئ لديكِ، وسيزداد بالمقابل عدد الحاقدين عليكِ، والكارهين لكِ دون أن تدركي ذلك.
لا تفكري أكثر من اللازم
التفكِّير في موقفٍ معينٍ أكثر من اللازم قد يصلُ بكِ لأمور وتشعُّباتٍ لا تتوقعينها، ولذلك فالأفضل إعطاء الأمور قدر حجمها، وألَّا تأخذ حيزاً كبيراً لا تستحقه، فلن تكون النتيجة من هذه الطريقة في التفكِّير إلَّا أنَّها ستصل بكِ إلى الحقد على الآخرين، والسبب يكمن في عقلكِ وحدكِ لأنَّك أنتِ من سمح للحقد والضيق أن يتسلَّل إلى تفكيركِ بهذه الصورة.
تعلَّمي مواجهة الآخرين
لا تخفي غضبكِ، أو تضايقكِ من موقفٍ، أو تصرُّفٍ معينٍ فهذا من دوره أن يزيد الأمور سوءاً حتَّى بعد أن تنتهي، ولذلك فعليكِ بمواجهة من صدر منه موقفٌ ما أدَّى إلى غضبكِ، أو جرح مشاعركِ، فقد تكون الأمور مغايرةً تماماً لما فهمته، أو وصل لكِ، وأنَّه لا يتعدَّى مجرَّد سوء فهمٍ من قبلكِ أو سوء تعبيرٍ من الآخر، والمواجهة ستكون الفيصل في تلك المواقف، وستضع حدّاً لأفكاركِ التي قد تقودكِ إلى الضغينة، والحقد، والتَّحامل اللامبرر له سوى أنَّكِ تكتَّمتِ على مشاعركِ، وردود أفعالكِ، ولم تتقدمي بخطوةٍ تخلِّصكِ من ذلك عن طريق معرفة السبب وراء موقفٍ أو كلامٍ ما.(لهن)