كييف: القوات الروسية استأنفت الغارات الجوية على آزوفستال

المدينة نيوز :- يُتم النزاع في أوكرانيا، اليوم السبت، شهره الثاني بينما يبدو أن الدعوات إلى هدنة بمناسبة عطلة عيد الفصح في المناطق الأرثوذكسية لن تلقى آذانا صاغية لا سيما في ماريوبول، بسبب حوار الطرشان المستمر بين كييف وموسكو. ويواصل الجيش الروسي عملياته العسكرية باستهداف المواقع العسكرية الأوكرانية، ولاسيما في دونباس وخاركوف، فيما حصلت أوكرانيا من الغرب على شحنات أكبر من الأسلحة في الأيام الأخيرة.
هذا وأعلن مستشار الرئيس الأوكراني أن "القوات الروسية استأنفت الغارات الجوية على مصنع آزوفستال" في مدينة ماريوبول، حيث تتحصن قوات أوكرانية داخل المصنع، مضيفاً أن "القوات الروسية تحاول شن عمليات اقتحام لمصنع آزوفستال". وأشار إلى أن "القوات الأوكرانية صدت 8 هجمات روسية شرق البلاد".
وفي تطور آخر، أفاد موفد "العربية" و"الحدث" إلى خاركيف بوقوع "دوي انفجارات ضخمة وإطلاق نار في المدينة".
وفي وقت سابق السبت، أشار حاكم لوغانسك الأوكرانية إلى قصف روسي مكثف على جميع المناطق بالمدينة، مشيراً إلى أن القوات الأوكرانية تعيد تموضعها في المدينة ولم تنسحب، فيما أعلنت نائبة رئيس وزراء أوكرانيا فتح ممر إنساني اليوم من ماريوبول.
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية تدمير 3 مستودعات أوكرانية للصواريخ في منطقة تشيرفونوي، وتدمير 66 هدفا عسكريا في أوكرانيا أمس، إضافة إلى إسقاط مقاتلة أوكرانية من طراز SU 25 في منطقة خاركيف.
وكانت وزارة الدفاع البريطانية أكدت أن القوات الجوية والبحرية الروسية لم تبسط سيطرتها على أي مجال، حيث إن الهجمات الأوكرانية المضادة تعيق تقدم القوات الروسية، مشيرة إلى أن القوات الروسية لم تحقق مكاسب كبيرة في الـ24 ساعة الماضية رغم ازدياد عملياتها.
وأضافت أن دفاع أوكرانيا الجوي والبحري يقلل من قدرة القوات الروسية، مشيرة إلى أن القتال العنيف يحبط محاولات موسكو للاستيلاء على مدينة ماريوبول الساحلية، الأمر الذي يعيق تقدمها في منطقة دونباس.
وميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن بدء عودة الحياة لطبيعتها في مدينة ماريوبول، وأنه صار بإمكان السكان التنقل بحرية في المدينة.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إن "الوضع في ماريوبول تم تطبيعه، وأصبح بإمكان السكان التنقل في الشوارع بحرية دون الاختباء من قصف النازيين الأوكرانيين"، بحسب تعبيره.
وأضاف أنه يتم نقل المساعدات الإنسانية إلى ماريوبول، بما فيها المواد الغذائية والمياه والمستلزمات الأساسية، وأن سلطات جمهورية دونيتسك الشعبية تقوم بتنظيف الشوارع من المعدات الحربية الأوكرانية المدمرة.
ومن جهتها، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أن هناك أدلة على وجود أشخاص في "آزوفستال" ليسوا على صلة بالقوات الأوكرانية، مشددة على أن "الطريق من المنطقة مفتوح للجميع لمن يريد الخروج".
يأتي ذلك فيما أعلنت وزارة الدفاع الروسية استيلاء الجيش الروسي على ترسانة ضخمة تزن آلاف الأطنان من الذخائر والأسلحة السوفيتية والغربية تركتها القوات الأوكرانية قبل انسحابها من مناطق خاركوف.
وجاء في بيان صحافي للوزارة: "تركت القوات الأوكرانية ترسانة كبيرة من قذائف المدفعية والصواريخ وأسلحة الدفاع الجوي المحمولة، وكذلك ذخائر عنقودية.. المخازن تقع على مساحة كبيرة وفي حظائر الطائرات وتزن آلاف الأطنان".
وكانت موسكو أعلنت أنّها تسعى إلى السيطرة على جنوب أوكرانيا ومنطقة دونباس بالكامل بعد شهرين على بدء عملية الجيش الروسي الذي اتّهمته الأمم المتحدة، الجمعة، بارتكاب أعمال "قد ترقى إلى جرائم حرب".
وقال مسؤول عسكري روسي كبير الجمعة، إن "أحد أهداف الجيش الروسي هو بسط سيطرة كاملة على دونباس وجنوب أوكرانيا"، في إشارة إلى "المرحلة الثانية من العملية الخاصة" التي تستهدف، من بين أمور أخرى، "ضمان ممر بري باتجاه شبه جزيرة القرم".
وحصلت أوكرانيا من الغرب على شحنات أكبر من الأسلحة في الأيام الأخيرة، وتُواصل التشديد على قدرتها على إخراج القوات الروسية من أراضيها.
وقال زيلينسكي مساء الخميس "يمكنهم فقط تأخير الأمر المحتّم - اللحظة التي سيُضطرّ فيها الروس إلى الانسحاب من أراضينا، خصوصا ماريوبول".
وأكّدت كييف أن مدينة ماريوبول الساحلية الاستراتيجية التي تقول موسكو إنها "حررتها"، ما زالت تقاوم القوات الروسية، مشيرة إلى أن آلاف المقاتلين الأوكرانيين يواصلون القتال بضراوة للدفاع عن مجمع "آزوفستال" الهائل للصناعات المعدنية الذي يتحصن فيه أيضا مدنيون.
وقال الحاكم الإقليمي لمنطقة دونيتسك الأوكرانية بافلو كيريلنكو لوكالة "فرانس برس" الجمعة، إنّ مستقبل الحرب في أوكرانيا "رهن بمصير ماريوبول"، معتبرا أنّ لهذه المدينة أهمية "استراتيجية" للأوكرانيين في دفاعهم عن المنطقة، وللروس في سعيهم إلى إيجاد صلة وصل برّية مع القرم.
الدفاع الروسية: إلغاء الهجوم على آزوفستال أحبط استفزازات معدة من الغرب
قال قائد قوات الحماية الإشعاعية والكيميائية والبيولوجية بالقوات المسلحة الروسية، إيغور كيريلوف، إن منع اقتحام مصنع "آزوفستال" في ماريوبول أحبط أحد سيناريوهات الاستفزازات التي كانت الولايات المتحدة ودول الناتو تعدها لاتهام روسيا باستخدام أسلحة الدمار الشامل".
وأشار كيريلوف إلى أن الولايات المتحدة ودول الناتو كانت تدرس ثلاثة سيناريوهات للاستفزازات مع الاستخدام الحقيقي للأسلحة الكيمائية والبيولوجية لإلقاء اللوم على روسيا فيما بعد.
وأمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الخميس الماضي قوات بلاده بعدم اقتحام مصنع الصلب "آزوفستال" الذي يعد آخر معقل للقوات الموالية لحكومة كييف في مدينة ماريوبول جنوب شرق أوكرانيا.
أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أمس الجمعة، أن هناك أدلة على وجود أشخاص في "آزوفستال" ليسوا على صلة بالقوات الأوكرانية.
وتابعت زاخاروفا موضحة هدف أمريكا من نشر هذه المعلومات المضللة، والتي تتمثل بـ "جعل أي حالة من التسوية قائمة على التفاوض أمرا مستحيلا وببساطة لا معنى له".
وكان وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، قد أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، السيطرة الكاملة على الجزء المدني من مدينة ماريويول، وتم نشر الكثير من المشاهد للجيش الروسي من داخل الأماكن الاستراتيجية في المدينة ومن مركز المدينة، الأمر الذي زعم المتحدث الأمريكي بأنه "تضليل إعلامي"، على الرغم من استسلام الكثير من الجنود الأوكرانيين والمرتزقة في المدينة وتطويق محكم لآخر معاقلهم في "آزوفستال".
وفي 25 آذار/مارس الماضي، أكملت القوات المسلحة الروسية المهام الرئيسية للمرحلة الأولى من العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، حيث حدت بشكل كبير من الإمكانات والقدرات القتالية لأوكرانيا، علماً بأن الهدف الرئيسي للعملية، كما أعلنته وزارة الدفاع الروسية، هو تحرير إقليم دونباس.
وكان وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، أعلن يوم أمس الخميس، تحرير مدينة ماريوبول، التي وصفها بأنها "عاصمة كتيبة آزوف" الأوكرانية للنازيين الجدد، مشيرا إلى أن المسلحين حوصروا في منطقة مصنع "آزوفستال".
ووجه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يوم أمس الخميس، بضرورة إحكام الطوق على منطقة "أزوفستال" الصناعية، وعدم الإقدام على اقتحام المكان، للحفاظ على حياة العسكريين الروس.
وتتواصل العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، والتي حددت موسكو أهدافها بالقضاء على عسكرة أوكرانيا، وعلى التوجهات النازية في هذه الدولة، وتقديم جميع مجرمي الحرب المسؤولين عن "الجرائم الدموية بحق المدنيين" في دونباس إلى العدالة.
ووفقًا لوزارة الدفاع الروسية، تقوم القوات المسلحة بقصف البنية التحتية العسكرية والقوات الأوكرانية، التي لا تلقي السلاح، من دون المساس بالسكان المدنيين.
الهجمات المضادة تبطئ التقدم الروسي شرقي أوكرانيا
قال مسؤولون أوكرانيون وبريطانيون، اليوم السبت، إن القوات الروسية تمضي قدماً في هجومها بمنطقة دونباس الشرقية في محاولة للسيطرة الكاملة على المنطقة الصناعية في أوكرانيا، لكنها لم تحرز تقدماً يذكر، إذ أدت الهجمات المضادة الأوكرانية العنيفة إلى إبطاء جهودها.
وذكرت هيئة الأركان العامة الأوكرانية في تحديثها الصباحي أن روسيا تواصل القتال من أجل السيطرة الكاملة على منطقتي دونيتسك ولوغانسك التي تشكل دونباس وتسعى إلى تأمين "طريق بري بين هذه الأراضي وشبه جزيرة القرم المحتلة"، بما في ذلك القضاء على آخر جيب للمقاومة الأوكرانية في مدينة ماريوبول الساحلية المحاصرة.
وأوضحت هيئة الأركان أن القوات الأوكرانية صدت ثماني هجمات روسية في المنطقتين خلال الـ24 ساعة الماضية، حيث دمرت تسع دبابات و18 وحدة مدرعة و13 مركبة وناقلة وثلاثة أنظمة مدفعية.
وقالت هيئة الأركان العامة على صفحتها على "فيسبوك": "وحدات من المحتلين الروس تعيد تجميع صفوفها. يواصل العدو الروسي شن ضربات صاروخية وقصف البنى التحتية العسكرية والمدنية".
بدوره، قال حاكم لوغانسك، سيرهي هايداي، اليوم السبت، إن شخصين قتلا في قصف روسي على مدينة بوباسنا، مضيفاً أنه من المتوقع أن يغادر قطار إجلاء لسكان منطقتي دونيتسك ولوغانسك اليوم السبت من مدينة بوكروفسك الشرقية متجهاً إلى مدينة تشوب الغربية، بالقرب من الحدود الأوكرانية مع سلوفاكيا والمجر.
وكتب هايداي عبر تطبيق "إنستغرام": "بالإضافة إلى استمرار القتال في الشوارع في المدينة لعدة أسابيع، فإن الجيش الروسي يطلق النار باستمرار على المباني السكنية متعددة الطوابق والمنازل الخاصة... بالأمس فقط، صمد السكان المحليون أمام خمس هجمات مدفعية للعدو …. لم ينج الجميع".
روسيا تمدد قيود الطيران في 11 مطارا جنوب وغربي البلاد للشهر المقبل
أعلنت وكالة النقل الجوي الفيدرالية الروسية، تمديد قيود الطيران المؤقتة في 11 مطارا روسيا جنوبي وجنوب غربي البلاد، حتى الأول من الشهر المقبل.
وقال بيان عن صادر عن الوكالة الروسية، إنه "سيتم تمديد القيود المؤقتة على الرحلات الجوية في 11 مطارًا روسيًا حتى الساعة (00:45 بتوقيت غرينتش)، حتى 1 أيار/مايو 2022.. وتم حظر الرحلات الجوية مؤقتًا إلى أنابا، وبيلغورود، وبريانسك، وفورونيج، جيلندجيك، كراسنودار، كورسك، وروستوف على الدون، وسيمفيروبول، وإليستا".
وأكدت وكالة النقل الجوي الفيدرالية الروسية أن بقية المطارات الروسية، بما فيها المطارات الدولية، تواصل عملها وفق الجداول الزمنية المعتادة.
ودعت "روس أفياتسيا" إلى ضرورة توضيح كافة التغييرات في جدول المطارات وشركات الطيران على المواقع الرسمية للمطارات وشركات الطيران.
وفرضت القيود على الرحلات الجوية إلى عدد من المطارات في جنوب روسيا يوم 24 فبراير الماضي، بالتزامن مع انطلاق العملية العسكرية الروسية الخاصة لحماية سكان دونباس في أوكرانيا، وذلك في أعقاب طلب جمهوريتي دونيتسك ولوهانسك رسميا دعم روسيا في مواجهة القوات الأوكرانية.
وكالات