زكريا ويحيى وثلاث ليال سويا ..
المدينة نيوز :- عندما بشّر الله زكريا بـ (يحيى) عليه السلام، تعجب عجبًا شديدًا، فهو يعلم انقطاع الأسباب، هو شيخ كبير، وامرأته عاقر لم تُنجب منذ شبابها، فكيف سيُرزق الآن بمولود وهو الأمر الذي لا يُعقل!
حتى بلغ به من شدة تعجبه، أن طلب من الله (علامة) تدل على ان هذه البشرى حق ومن الله تعالى، أراد أن يطمئن انه لا يتوهم ما سيحدث له من الفرح المنتظر أعوامًا وأعوام!
فقال (رب اجعل لي آية)..
-وكان جواب الله عليه أن قال له : (آيتك الا تكلم الناس ثلاث ليالٍ سَوِيًا) !
يعني أن آيتك يا زكريا والتي تدل على صدق ما بشرتك به، أنك لن تستطيع أن تكلم الناس لمدة ثلاثة أيام، وانت (سَويًا) !
يعني وانت سليم اللسان، والعقل، والمَخارج، لا عيب بك يمنعك من الكلام مطلقًا، لا مانع (جسدي) يمنع كلامك، لكن الإعجاز في الأمر انك رغم ذلك لن تستطيع الكلام مع الناس لمدة ثلاثة ايام!
-كيف هذا ؟!
-هذا أمر الله..
ولعلك إذا تفكرت في (البشرى بـ يحيى) و (الآية بعدم الكلام)
تجد أن الله أراد ان يعلمك امرًا عظيمًا..
ففي البشرى بـ يحيى ، كان زكريا لا يملك الأسباب جميعها، هو شيخ كبير وامرأته عاقر لا تنجب، {ورغم ذلك رزقه الله بالذرية رغم انقطاع أسبابها}..!
وفي الآية بعدم الكلام، فقد كان زكريا يمتلك جميع الأسباب، صحيح اللسان، والعقل، والمخارج، لديه الإرادة في الكلام، {ورغم ذلك لم يستطع التكلم مع غيره لمدة ثلاثة أيام، فقد سلبه الله المقدرة على الكلام رغم وجود أسبابها} !!
لتعلم ان الله إذا أراد شيئًا أتاك به دون أسباب، وإذا أراد ان يمنعك شيئًا منعك إياه مع وفرة أسبابه..!
لأن الله لا يُعجزه شئ في الأرض ولا في السماء ، وهو على ما يشاء (قدير)!
فسبحان من يرزق بسبب ودون سبب وضد السبب، سبحان من إذا أراد شيئًا قال له كن فيكون..