حرائق تونس بين “تسريبات” عكاشة و”شيك” الطبوبي و”حاكمات قرطاج”

تم نشره السبت 07 أيّار / مايو 2022 12:32 صباحاً
حرائق تونس بين “تسريبات” عكاشة و”شيك” الطبوبي و”حاكمات قرطاج”
وقفة للمطالبة بحرية الصحافة

المدينة نيوز:- ثلاثة أحداث مثيرة للجدل انشغل بها التونسيون هذا الأسبوع، يتعلق الأول بـ“تسريبات” مديرة الديوان الرئاسي السابقة، نادية عكاشة، ويتعلق الحدث الثاني بـ”شيك مزيّف” من الإمارات للأمين العام لاتحاد الشغل، نورالدين الطبوبي، أما الحدث الثالث فيتعلق بالحرائق التي شهدتها مناطق عدة في البلاد، وأثارت اتهامات متبادلة بين الرئيس قيس سعيد والمعارضة.

الأحداث الثلاثة، وإن بدت متباعدة في الظاهر، إلا أن رابطاً واحداً يجمعها هو الواقع السياسي “المريض” في تونس، فالحرائق الطبيعية ما هي إلا انعكاس لـ”حرائق السياسة” المتواصلة منذ أشهر في ظل “التدابير الاستثنائية”، التي عطّل فيها الرئيس قيس سعيد جميع المؤسسات الدستورية في البلاد، بعد أن ألغى أغلب فصول الدستور.

وكانت صفحات اجتماعية بدأت بنشر سلسلة من التسريبات الصوتية، قالت إنها مكالمات مسجلة لعكاشة مع طرف لم يتم الكشف عن هويته، وفيها تقوم عكاشة بالتهكم على سعيد وطريقة إدارته للدولة.

وكشفت التسريبات عن الجوانب المخفية من شخصية الرئيس قيس سعيد، وتحكّم عائلته، وخاصة شقيقة زوجته بالدولة.

ويرى مراقبون أن التسريبات الأخيرة لنادية عكاشة تعيد الجدل حول “حكم العائلة” من جهة، و”حاكمات قرطاج” من جهة أخرى، حيث تحكّمت وسيلة بن عمار (وسيلة بورقيبة)، زوجة الحبيب بورقيبة، وسعيدة ساسي، ابنة أخته، بمفاصل الدولة، خلال فترة حكم بورقيبة، فيما حكمت ليلى الطرابلسي (بن علي)، زوجة زين العابدين بن علي، وأفراد عائلتها، تونس بشكل غير مباشر على مدى حوالي ربع قرن، كما تدخّلت عائلة الباجي قائد السبسي، وخاصة نجله حافظ، بشكل غير مباشر في الحكم.

خيبة أمل
وتداولت صفحات تابعة لائتلاف الكرامة، المقرّب من حركة “النهضة”، على موقع فيسبوك “شيكاً مزيفاً” بقيمة 250 ألف دولار، قالت إنه تم إرساله للطبوبي من قبل “بنك أبوظبي التجاري”.

واتهم سامي الطاهري، الناطق باسم اتحاد الشغل، حركة “النهضة” بالمسؤولية عن الحملة التي تستهدف الطبوبي، وتسعى لتشويه صورته أمام الرأي العام، وهو ما نفته الحركة، التي أكدّت احترامها للطبوبي و”سُمٌوّها عن هذه الممارسات التي تستهدف زرع الفتنة بين التونسيين، وتحتفظ بحقها في التّتبع القضائي لكل من يفتري عليها. وتنبّه الرأي العام الوطني إلى خطورة خطاب التقسيم والتحريض ودعوات العنف والفوضى وآثارها المدمرة على السلم الأهلي والوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي للبلاد”.

وبعد ساعات، أصدر اتحاد الشغل بلاغاً رسمياً أدان فيه “حملات التشويه والتزوير والأكاذيب التي تطال الأمين العام وعدداً من قيادات الاتحاد من قبل صفحات معلومة بانتسابها لأنصار الرئيس، وأخرى بانتمائها لـ “النهضة” وحواشيها على خلفية المواقف المستقلّة التي عبّر عنها الاتحاد بخصوص الأزمة التي تعصف بتونس، والتي حمّل من خلالها المسؤولية لجميع الأطراف، لأنها دفعت البلاد إلى حافة الهاوية، وتسعى جاهدة إلى إدخالها في دوّامة التفكيك والعنف والمجهول”.

ويعبّر بيان الاتحاد الأخير في ظل “خيبة أمل” كبيرة لدى منظمة الشغيلة من خطاب الرئيس سعيّد الأخير، والذي بشّر فيه بـ”جمهورية ثالثة” في تونس، وهو ما دفع الاتحاد للتحذير من محاولة سعيد لـ”اغتيال” الأحزاب تمهيداً لفرض “نظامه القاعدي”، الذي يرى أغرب المراقبين أنه سيطلق، في حال اعتماده في الانتخابات المقبلة، رصاصة الرحمة الأخيرة على الديمقراطية التونسية.

الأرض المحروقة
فيما اتهم الرئيس التونسي قيس سعيد معارضيه، وخاصة “جبهة الخلاص الوطني” بالوقوف وراء الحرائق التي تشهدها البلاد.

وخلال زيارته لمبنى وزارة الداخلية مساء الخميس، قال سعيد إن الحرائق التي تشهدها مناطق عدة في تونس ليست من قبيل الصدفة، مشيراً إلى أنها تتزامن مع الخطاب المتصاعد ضده من قبل “جبهة الخلاص الوطني”، والتي يرأسها السياسي المخضرم أحمد نجيب الشابي، وتضم أحزاب “النهضة” و”قلب تونس” و”الأمل” و”ائتلاف الكرامة” و”حراك تونس الإرادة”.

وقال سعيد “هؤلاء يتبعون سياسة الأرض المحروقة ويريدون حرق البلاد (…)، ولا مجال للتسامح مع أعداء الوطن والباحثين عن تفتيت الدولة. ولا تسامح مع المس من الأعراض والمس من الدولة ومؤسساتها ومن السلم الاجتماعية والأمن الغذائي للتونسيين”.

وهذه ليست المرة الأولى التي يهاجم فيها الرئيس سعيد “جبهة الخلاص الوطني”، التي يعتبرها البعض نواة أولى لتوحيد المعارضة التونسية، التي تتفق في رفضها لتدابير سعيد، لكنها تختلف في كيفية إدارة المرحلة المقبلة، وخاصة أن بعض قوى المعارضة ما زال يرفض التوافق مع حركة “النهضة”، على اعتبار أنها تحمل مسؤولية كبيرة في الأوضاع المتردية التي تعيشها البلاد، وهو ما ترفضه الحركة، التي تؤكد أنها لم تحكم البلاد عملياً سوى خلال عهد الترويكا الذي لم يدم أكثر من عامين.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات