الحرب الروسية على أوكرانيا.. فشل أوروبي في إقناع المجر بحظر النفط الروسي

المدينة نيوز :- أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها استهدفت شحنات أسلحة أميركية وأوروبية قرب مدينة لفيف غربي أوكرانيا، كما أعلنت عن استسلام 265 عسكريا أوكرانيًّا في مجمع آزوفستال بمدينة ماريوبول، في حين أخفق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في إقناع المجر بالموافقة على حظر النفط الروسي، بينما ألقت موسكو باللائمة في تفاقم أزمة الغذاء العالمية على الغرب ودول السبع.

وقالت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، إنه جرى استهداف وتدمير شحنات أسلحة أميركية وأوروبية قرب مدينة لفيف بصواريخ بحرية من طراز كاليبر، بحسب موقع قناة روسيا اليوم.

وأضافت دمرت صواريخ كاليبر البحرية طويلة المدى وعالية الدقة مستودعات لأسلحة أجنبية ومعدات عسكرية أميركية وأوروبية، قرب محطة ستاريشي للسكك الحديدية بمنطقة لفيف.

وتزود الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية -وعلى رأسها ألمانيا وبريطانيا- أوكرانيا بالأسلحة المتطورة لدعمها ضد هجمات القوات الروسية.

استسلام مقاتلين في آزوفستال

وفي تطور آخر، أعلنت وزارة الدفاع الروسية الثلاثاء أن 265 جنديا أوكرانيًّا، بينهم عشرات الجرحى، استسلموا في مصنع آزوفستال للصلب، آخر جيب للمقاومة الأوكرانية في مدينة ماريوبول.

وقالت الوزارة "على مدى الساعات الـ24 الماضية، ألقى 265 مسلحا أسلحتهم واستسلموا، بينهم 51 ممن أصيبوا بجروح بالغة"، مضيفة أن الأشخاص الذين يحتاجون إلى عناية طبية نقلوا إلى مستشفى في بلدة نوفوازوفسك.

وقال الجيش الأوكراني، اليوم الثلاثاء، إنه يعمل على إجلاء جميع القوات المتبقية في معقلها الأخير بالمدينة الساحلية المحاصرة، متخلية بذلك عن السيطرة على المدينة لروسيا بعد شهور من القصف الروسي لها.

وفي وقت سابق، أعلنت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية أن قوات ماريوبول استكملت مهمتها القتالية، وأن هناك مساعي لإنقاذ المحاصرين.

ونقل مراسل الجزيرة عن مصدر عسكري في دونيتسك قوله إن نحو 10 حافلات غادرت محيط مجمع آزوفستال الصناعي في ماريوبول باتجاه مدينة نوفوازوفسك الخاضعة لسيطرة الانفصاليين في دونيتسك، وإن التفاوض جارٍ لإنقاذ المحاصرين في المنطقة الصناعية.

وكانت وسائل إعلام روسية أفادت بأن ما لا يقل عن 300 عسكري أوكراني بينهم 50 جريحا غادروا المجمع الصناعي عبر الممر الإنساني الذي فتحته روسيا أمس الاثنين.

وأفادت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية بأن قوات ماريوبول استكملت مهمتها القتالية، مشيرة إلى إجلاء 53 جنديا مصابين بجروح خطيرة.

وكشف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن نجاح التفاوض بوساطات دولية في نقل 221 جنديا أوكرانيًّا كانوا محاصرين داخل منطقة آزوفستال الصناعية في مدينة ماريوبول الأوكرانية.

من جهة أخرى، أعلنت سلطات لوغانسك الأوكرانية مقتل 10 مدنيين وإصابة 3 بقصف روسي على مستشفى في سيفيرودونتسك، وبالتوازي مع ذلك قال انفصاليو لوغانسك إنهم يحاصرون نحو 16 ألف عسكري بينهم مرتزقة أجانب في سيفيرودونتسك شرقي أوكرانيا.

ومن جهتها، أعلنت السلطات الانفصالية في دونيتسك الموالية لروسيا أنها أطلقت عملية عسكرية لتدمير دفاعات الجيش الأوكراني في بلدة بيسكي المتاخمة لمطار دونيتسك، والتي يتهم الانفصاليون الجيش الأوكراني باستهداف أحياء سكنية في مدينة دونيتسك انطلاقا منها.

ونشرت قوات دونيتسك صورا قالت إنها لعملية استهداف دفاعات محصنة استطاعت القوات الأوكرانية تشييدها على مدى 8 سنوات.

مستشفيات خاركيف
وأعلنت إدارة الصحة في مقاطعة خاركيف شرقي أوكرانيا، أن القصف الروسي أدى إلى تدمير كلي أو إلحاق أضرار بنحو 30 مستشفى.

وحذر مسؤولون في القطاع الصحي لمقاطعة خاركيف، من أن يؤدي استمرار المعارك إلى استنزاف القدرات البشرية والمادية وخروج المستشفيات عن العمل.

وأفاد مراسل الجزيرة باستهداف منشأة سياحية بالقرب من سكة الحديد، غربي منطقة أوديسا في جنوب أوكرانيا.

وقالت إدارة عمليات الجنوب في أوكرانيا إن 4 أشخاص بينهم طفل أصيبوا خلال القصف الروسي على المنطقة.

إخفاق أوروبي في إقناع المجر بحظر النفط الروسي
وأخفق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، أمس الاثنين، في مساعيهم للضغط على المجر من أجل التخلي عن رفضها إقرار حظر نفطي مقترح على روسيا، حيث قالت ليتوانيا إن الكتلة "رهينة دولة عضو واحدة".

وسيكون الحظر على واردات النفط الخام الذي اقترحته المفوضية الأوروبية في أوائل مايو/أيار الجاري هو أقسى عقوباتها حتى الآن ردا على غزو موسكو لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي، ويشمل تقليصا لواردات دول الاتحاد الأوروبي الأكثر اعتمادا على النفط الروسي.

وقالت ألمانيا، أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي والمشتري الرئيسي للطاقة الروسية، إنها تريد اتفاقا يسمح بالحظر النفطي الذي أشارت إلى أنه قد يستمر لسنوات.

وقال الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن الاتحاد لم يتوصل بعد إلى اتفاق بشأن حزمة سادسة من العقوبات على روسيا، مشيرا إلى أن الوزراء أخفقوا في التوصل إلى اتفاق أمس الاثنين مثلما هو متوقع، مع تكليف السفراء الآن بالتفاوض على اتفاق.

وأضاف للصحفيين "لسوء الحظ، لم يكن من الممكن التوصل إلى اتفاق اليوم".

وقال بوريل إن وزراء الخارجية قرروا، مع ذلك، تقديم 500 مليون يورو إضافية لشراء الأسلحة لدعم كييف، ويصل بذلك إجمالي الأموال التي خصصها الاتحاد الأوروبي لهذا الغرض إلى ملياري يورو.

قمة مرتقبة
ويشير دبلوماسيون الآن إلى قمة في 30 و31 مايو/أيار الجاري على أنها موعد التوصل إلى اتفاق على حظر تدريجي للنفط الروسي، ربما على مدى 6 أشهر، مع فترة انتقالية أطول للمجر وسلوفاكيا وجمهورية التشيك.

وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك "أنا واثقة من أننا سنتوصل إلى اتفاق في الأيام المقبلة". وتحدث وزير الخارجية الهولندي فوبكه هويكسترا عن اتفاق قريبا.

وقالت المجر، أقرب حليف لموسكو في الاتحاد الأوروبي، إنها تريد مئات الملايين من اليورو من الاتحاد للتخفيف من تكلفة التخلي عن الخام الروسي. ويحتاج الاتحاد الأوروبي إلى موافقة جميع دوله الـ27 على الحظر حتى يصبح ساري المفعول.

وقال وزير الخارجية الليتواني غابريل يوس لاندسبيرجيس إن "الاتحاد بأكمله رهينة دولة عضو واحدة.. علينا أن نتفق، لا يمكن أن نكون رهائن".

ويُنظر على نطاق واسع إلى حظر نفطي، فرضته بالفعل الولايات المتحدة وبريطانيا وقد يفرضه الاتحاد الأوروبي لاحقا، على أنه أفضل طريقة لخفض تمويل روسيا لحربها في أوكرانيا. وقد حظر الاتحاد الأوروبي الفحم الروسي.

موسكو: محاولات عزل روسيا تفاقم أزمة الغذاء
وقالت وزارة الخارجية الروسية، أمس الاثنين، إن محاولات الغرب ومجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى على وجه الخصوص عزل موسكو أدت إلى تفاقم نقص الغذاء العالمي.

وقالت وزارة الخارجية في بيان على موقعها على الإنترنت "محاولات إبعاد روسيا اقتصاديا وماليا ولوجستيا عن قنوات التعاون الدولي الراسخة لا تؤدي إلا إلى تفاقم الأزمات الاقتصادية والغذائية".

وأضافت "تجدر الإشارة إلى أن الإجراءات الأحادية الجانب للدول الغربية، وبشكل أساسي من مجموعة السبع، هي التي فاقمت مشكلات السلاسل اللوجستية والمالية لإمدادات الغذاء للأسواق العالمية".

وقبل الحرب، كانت أوكرانيا وروسيا تمثلان نحو 29% من إنتاج القمح للسوق العالمية.

وتعهد وزراء خارجية مجموعة السبع السبت الماضي بتعزيز عزلة روسيا الاقتصادية والسياسية ومواصلة تزويد أوكرانيا بالأسلحة والعمل على تخفيف نقص الغذاء الناجم عن الغزو الروسي لجارتها في 24 فبراير/شباط الماضي.

وتصف موسكو تحركاتها في أوكرانيا بأنها "عملية عسكرية خاصة" لنزع سلاح أوكرانيا وحمايتها من الفاشيين. وتقول أوكرانيا والغرب إن المزاعم الفاشية لا أساس لها وإن الحرب هي عمل عدواني غير مبرر.

المصدر : الجزيرة