وقفة مع شياطين الفن والاعلام وشياطين الجن في رمضان

تم نشره الخميس 11 آب / أغسطس 2011 03:08 مساءً
وقفة مع شياطين الفن والاعلام وشياطين الجن في رمضان
منتصر بركات الزعبي

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين القائل : (اذا كان اول ليلة من رمضان فتحت ابواب الجنة فلم يغلق منها باب وغلقت ابواب جهنم فلم يفتح منها باب وصفدت الشياطين وينادي مناد يا باغي الخير اقبل ويا باغي الشر اقصر ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة )
إن من أعظم ما يميز هذا شهر رمضان المبارك تصفيد الشياطين فيه وإراحة الخلق من شرهم وضُرهم وترك الفرصة مواتية لمن أسرف على نفسه بالذنوب أن يتوب إلى الله سبحانه وتعالى .
عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : ( إذا دخل شهر رمضان فُتِحت أبواب الجنة وغُلِقت أبواب جهنم وسُلسلت الشياطين ) .
وعنه – صلى الله عليه وسلم – قال : ( أتاكم شهر رمضان شهر مبارك فرض الله صيامه تُفتح فيه أبواب الجنة وتُغلق فيه أبواب الجحيم وتُغلّ فيه مردة الشياطين وفيه ليلة هي خير من ألف شهر من حُرِم خيرها فقد حُرم)
يعجب البعض من جرأة الناس على انتهاك حرمة الشهر المبارك بارتكاب المعاصي والتلطخ بأوحال الذنوب والوقوع في السيئات وقد فُقِد المحرّض وزال الموسوس وغاب المُزيّن .
فما معنى تصفيد الشياطين وما زال الناس يقعون في المعاصي ؟!
والحقيقة أن هذا السؤال مهم والأهم منه أن نجيب عنه .
فأقول وبالله التوفيق : إنه لا يمكن لذي عينين أن ينكر إقبال الناس على الخير في رمضان , فها أنت ترى المساجد تمتلئ بعد قطيعة , والفقراء يغتنون بعد مسغبة , والقرآن يتلى بعد هجر , وصلة الرحم تعود بعد قطيعة , وهذا دليل على الإقبال بعد الإدبار , والرجوع بعد التولي , والمردّ في ذلك الخير , إلى تصفيد الشياطين , وسلسلتهم لمنعهم من الوسوسة .
والمراد أن الشياطين إنما تُغلّ عن الصائمين المعظّمين لصيامهم , والقائمين به على وجه الكمال , والمحققين لشروطه ولوازمه وآدابه وأخلاقه , أما من صام بطنه ولم تصم جوارحه ولم يأت بآداب الصيام على وجه التمام والكمال , فليس ذلك بأهل لتصفيد الشياطين عنه والله اعلم .
ومن المعلوم المفهوم والمحسوس الملموس أن الشياطين ينقسمون الى قسمين : شياطين إنس , وشياطين جن .
قال الله تعالى : ( وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم لبعض زخرف القول غرورا )
وعن ابي هريرة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله : – صلى الله عليه وسلم – ( يا أبا ذر هل تعوذت بالله من شياطين الإنس والجن؟)
قلت : يا رسول الله وهل للإنس من شياطين ؟ قال : نعم هم شرّ من شياطين الجن ) .
قال مالك بن دينار : - رحمه الله – ( إن شياطين الإنس اشدّ عليّ من شياطين الجن وذلك أني إن تعوذت بالله , ذهب عني شيطان الجن , وشيطان الإنس يجيئني فيجرني إلى المعاصي عيانا )
وقال : ( الجلوس مع الكلاب على المزابل خير من الجلوس مع قرناء السوء) .
فشياطين الإنس قد تأصل الشر في نفوسهم , وتشربت بالباطل , واستمرأت الفساد , وأسلمت للشيطان القياد , فأبعدها عن كل خير .
بل لقد وصل بهم الحال أن يكونوا اسبق من الشيطان في الشر والإفساد ,كما قال قائلهم :
وكنت امرأ من جند إبليس فارتقى بي الحال حتى صار إبليس من جندي
ونظرة منك لما يعرض في أكثر القنوات الفضائعية أو الفضائحية من فضائح وفضائع يندى له الجبين يثبت لك ما يقوم به شياطين الإنس من فنانين وإعلاميين من سوء وفحش يعجز عنه إخوانهم المصفدين .
فهم يقومون بدور إبليس والعياذ بالله على أكمل وجه , ويحتلون مكان الشيطان على أتم صورة ويهتفون في مسمعه البغيض , نَم فإن عليك شهرا طويلا عريضا ونحن على آثارك مهتدون , وبدورك قائمون وعن مهام حزبك مناضلون .
فمتى نرى القيود والأصفاد في أرجل هؤلاء الشياطين المفسدين ؟ نعوذ بالله منهم أجمعين الذين حوّلوا شهر رمضان من ساحة لمجاهدة الأعداء , ونشر الفضيلة , وميدان للطاعات والتقرب إلى الله , إلى ساحة للأفلام والمسلسلات الساقطة , والخيمات والليالي الشيطانية , يريدون أن يفرغوا رمضان من محتواه الحقيقي , ويتحول إلى موسم , ومناسبة للأكل والمسلسلات والمسابقات التافه , يريدون أن يكون مناسبة أشبه - بالكريسماس - الذي يفترض انه احتفال بذكرى ميلاد المسيح – عليه السلام – وتحول إلى موسم للتبضع ,وحفلات اللهو ,والتسكع , والجلوس في المقاهي , واختفى كل ما هو ديني لقد علْمَنوا مناسبة ميلاد سيدنا عيسى – عليه السلام – ويريدون المضي بالمسلمين على هذا النحو الشائن , ليكون تراجع عقدي وإيماني في هذا الشهر, وتصاعد لكل ما هو مسلّ وعبثي ودنيوي من خلال الإعلام العربي المبتذل . وصدق الله العظيم إذ يقول : ( فأما من طغى وآثر الحياة الدنيا فإن الجحيم هي المأوى ) .
وقوله : (والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما )
اللهم أعنا على الصيام والقيام وتلاوة القرآن واهدنا السراط المستقيم واختم لنا بالصالحات يا رب العالمين .



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات