منتدون يوصون بإعداد معجم جامع باللغة العربية للناطقين بها وبغيرها
المدينة نيوز :- أوصى مشاركون في الندوة النقاشية الثانية لمجمع اللغة العربية الأردني، ضمن مشروع الندوات العلمية، والتي عقدت اليوم الخميس في المجمع بعمان، بالعمل على إعداد معجم جامع باللغة العربية للناطقين بها وبغيرها.
وفي الندوة، التي ترأسها عضو المجمع الدكتور علي محافظة، قال رئيس المجمع الدكتور خالد الكركي؛ إن المجمع على استعداد للبدء بإنجاز معجم جامع يكلَّف به فريقُ عمل محدد من المجمع والخبراء والمختصين، ووضع الأسس والقواعد الخاصة بإنجازه وتأمين التمويل اللازم لذلك.
وأشار الدكتور الكركي إلى تجربة المجمع الرائدة في إنجاز معجم لسان العرب الاقتصادي بأجزائه المتعددة للدكتور عبد الرزاق بني هاني.
ودعا في الندوة، التي شارك فيها عضو المجمع الدكتور محمد عصفور، والدكتور أمجد السيوف من جامعة البلقاء التطبيقية، إلى استمرار الندوات العلمية لتصبح عرفاً مجمعياً ثابتاً تُنْشَر مضامينُها بشكل سنوي أو نصف سنوي في كتاب محكم.
وقدم الدكتور عصفور، في الندوة، عرضاً لمحتوى كتاب "قاموس لونغمان لتعليم اللغة واللسانيات التطبيقية"، تأليف: جاك كروفت رتشردز ورتشرد شمت، والصادر باللغة الانجليزية، مشيراً إلى أن ما يهمنا في هذا الكتاب أنه صدرت منه 4 طبعات لا يدخل في حسابها عدد المرات التي أعيدت فيها طباعته، وأنه نشرت منه طبعة جديدة محدَّثة، بمعنى إضافة مصطلحات جديدة كل 8 سنوات تقريباً.
وعرَّف بالمؤلِّفَيْن مبرزاً المكانة العالية التي يتحلّيان بها في مجال تخصصهما، وأن ما أنتجاه أهلٌ للثقة والاعتماد، مستعرضاً مسيرة المؤلفين الأكاديمية والعلمية والبحثية وأبرز منتجاتهما العلمية من كتب وأبحاث ودراسات.
وبين أن الكتاب تناول موضوعين مترابطين، هما تعليم اللغة وعلم اللسانيات التطبيقية، لافتاً إلى أنه موجه للطلبة الذين يلتحقون بمساقات تعليم اللغة واللسانيات التطبيقية، وأنه يربط المفاهيم بعضها ببعض لكي يكون الشرح وافياً مفهوماً.
وأوضح أن الكتاب يشتمل على شروحات واضحة للمصطلحات والأفكار الصعبة، مثلما يقدم شروحاً واضحة ودقيقة للمصطلحات دون افتراض معرفة سابقة بالحقل الذي تنتمي له، داعيا إلى الاستفادة منه ومن أمثاله في وضع كتاب على شاكلته تكون اللغة الأساسية فيه هي اللغة العربية.
ورأى أن تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها لم يظهر منه إتقان لاستخدام العربية كتعبير للتواصل الاجتماعي.
ومن جهته، قدم الدكتور السيوف عرضاً عن محتوى كتاب "النهوض بالتعليم لمتعلمي اللغة الثانية: الرؤى النظرية والسياسات والأساليب والممارسات التربوية"، والصادر باللغة الانجليزية، لكل من ماريانا باتشكو وبي زيدالي موراليس وكولين هاميلتون.
وبين أن الكتاب يتفحص ما هو قائم من الإجراءات والأفكار المرتبطة بحقل التعليم فيما يتعلق بثنائيي اللغة الناشئين في الولايات المتحدة الأميركية.
وقال إن الكتاب يقع في 4 أجزاء رئيسة هي: الرؤى النظرية، وسياسات التطوير، والتطوير التربوي، وممارسات التطوير، مستعرضا فصول الكتاب.
وأوضح أن كل جزء يتضمن فصولاً تركّز على حالات دراسية معينة تتناسب معه، بما في ذلك أمثلة للممارسات التطويرية التي يتم تنفيذها حاليًا في بيئات التعلم.
ولفت إلى أن هذا الكتاب عمل على دمج المتحدثين باللغة الانجليزية كلغة ثانية في بيئتهم الأميركية الجديدة، مبينا أن الكتاب موجه للمدرسين الذين يتواجدون في بيئة طلاب ثنائيي اللغة.
وبين السيوف أن الكتاب يهدف إلى إعادة صياغة الممارسات التعليمية لطلاب ثنائيي اللغة من المهاجرين أو الأقليات من أمثال المهاجرين من أميركا اللاتينية إلى الولايات المتحدة، وذلك من خلال التطرق لمفهوم اكتساب اللغة الثانية والنظريات الاجتماعية والثقافية، وكسر الخطاب التقليدي في تعليم اللغة الثانية إلى خطاب غير تقليدي يوفر بيئة أرحب للمتحدثين بلغات أخرى من خلال تشبيك الروابط بين الهويات اللغوية للطلاب ثنائيي اللغة وممارسات ثنائية اللغة داخل المدارس وخارجها والاعتراف باللغة الأم كمصدر وحق.
ولفت إلى أن هذه المسألة تتعلق بأنها قضية توعوية أكثر منها قضية تعليمية من خلال نشر ديمقراطية التعليم بحيث يحدث التحول نتيجة لتعزيز الوعي النقدي والسياسي والحاجة إلى التغيير.
وأكد الكتاب، بحسب الدكتور السيوف، على دور المدرسة والمجتمع في تطور سياسات التعليم وردم الهوة بين أصحاب الثقافات الأخرى التي جاءت إلى مجتمع جديد بلغة مختلفة.
وأشار إلى أن الكتاب يتحدث كذلك عن رسم السياسات التعليمية وتطويرها تربويا وتدريسيا وفيما يخص كل مرحلة دراسية بشكل منفصل مثلما يتحدث عن تطوير المعلمين وهو ما اعتبره يفوق تطوير السياسات.
وكان الدكتور محافظة في تقديمه للمشاركين في الندوة التي حضرها الأمين العام للمجمع الدكتور محمد السعودي، وعدد من الأعضاء العاملين وجمهور من المفكرين والمهتمين، استعرض سيرتهما الأكاديمية والعلمية البحثية وأبرز انتاجاتهما من الكتب والبحوث.
وتأتي هذه الندوة استكمالاً لمشروع الندوات العلمية الذي أطلقه المجمع، بإشراف لجنة المصطلحات والعلوم الإنسانية، بالشراكة مع عدد من الأساتذة المتخصصين لدراسة مجموعة من المراجع الأجنبية المهمة واستنباط أساليب تعليم اللغة التي تتضمنها والإفادة منها في تعليم اللغة العربية.
--(بترا)