الاتحاد الأوروبي: روسيا تلقي المسؤولية على العقوبات في أزمة الغذاء
المدينة نيوز :- حملّ الاتحاد الأوروبي، اليوم، الأحد، روسيا المسؤولية المباشرة عن أي نقص للحبوب في العالم، رافضًا مساعي موسكو إلقاء اللوم على العقوبات في أزمة الغذاء.
وقال مسؤول العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، في سلسلة من التغريدات عبر حسابه بموقع "تويتر": "لا يجوز السماح بحروب العدوان.. تستهدف عقوبات الاتحاد قدرة روسيا على مواصلة الحرب وليس استهداف القمح.. تم استبعاد المنتجات الزراعية ونقلها بشكل صريح".
وأضاف بوريل: "يمنع الحصار الروسي المستمر لموانئ أوكرانيا تصدير أطنان من الحبوب، مثل الذرة والقمح، المحاصرين حاليًا في أوكرانيا، أحد المنتجين الرئيسيين في العالم".
ولفت إلى أن روسيا مسؤولة بشكل مباشر عن أي نقص في التجارة الدولية بالحبوب، وبدلاً من إنهاء غزوها، تسعى جاهدة لإلقاء المسؤولية على العقوبات الدولية.
وأكد بوريل أن الاتحاد الأوروبي سيواصل إظهار تضامنه الكامل مع الدول في جميع أنحاء العالم في معالجة عواقب الحرب.
وشدد على أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحتاج إلى إنهاء حربه ضد أوكرانيا، واستعادة وحدة أراضي أوكرانيا، نظرًا لأنها في مصلحة المجتمع الدولي بأسره.
موسكو تعلن تدمير دبابات في كييف تلقتها أوكرانيا من دول أوروبية وحرب شوارع للسيطرة على سيفيرودونيتسك
نقلت رويترز عن وزارة الدفاع الروسية أن قواتها دمرت اليوم الأحد دبابات في كييف تلقتها أوكرانيا من دول أوروبية، في حين قالت وزارة الدفاع البريطانية إن القوات الأوكرانية شنت هجوما مضادا في سيفيرودونيتسك (شرق) التي تشهد هجوما عنيفا من القوات الروسية.
وقالت مصادر محلية إن القصف الروسي استهدف مصنعا لصيانة الدبابات والمدرعات.
من جهتها، قالت قيادة سلاح الجو الأوكراني إن دفاعاتها الجوية دمرت صاروخا روسيا في سماء العاصمة كييف، وأكدت أن الجيش الروسي أطلق عدة صواريخ صباح اليوم باتجاه العاصمة من بحر قزوين حسب المعطيات الأولية.
ونقلت وكالة أنباء "تاس" الروسية عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قوله إنه إذا زود الغرب أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى فإن موسكو ستهاجم مرافق لم تستهدفها من قبل، وإن الإمدادات الأميركية لأوكرانيا براجمات الصواريخ لا تغير شيئا على أرض الواقع.
وأضاف بوتين -في مقابلة مع قناة "روسيا 1" بُثت اليوم- أن إمداد كييف بالأسلحة الغربية ليس له سوى هدف واحد هو إطالة أمد الصراع المسلح هناك إلى أقصى حد ممكن.
وصدرت هذه التصريحات بعد أيام على إعلان الولايات المتحدة قرارها تسليم أوكرانيا قاذفات صواريخ متعددة بعيدة المدى يمكن أن تصيب أهدافا على بعد نحو 80 كيلومترا.
ويشير الخبراء العسكريون إلى أن هذا المدى أبعد بقليل من مدى المنظومات الروسية المماثلة، مما سيسمح لكييف بضرب المدفعية الروسية مع البقاء خارج مرمى نيرانها.
وفي وقت سابق صباح اليوم الأحد، كتب رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو على تطبيق تليغرام أن الانفجارات وقعت في منطقتي دارنيتسكي ودنيبروفسكي بالعاصمة.
وقال كليتشكو إن شخصا واحدا على الأقل نُقل إلى المستشفى، لكن لم يتم الإبلاغ عن أي وفيات حتى الآن.
وحث رئيس بلدة بروفاري التاريخية (20 كيلومترا من وسط كييف) السكان على البقاء في منازلهم، مع ورود تقارير عن انبعاث رائحة السخام من الدخان.
ورغم الهجمات الروسية المستمرة على أوكرانيا والدمار واسع النطاق، لم تشهد كييف هجمات في الأسابيع القليلة الماضية، بعد أن حولت موسكو تركيزها العسكري إلى الشرق والجنوب.
وتمتد منطقة دارنيتسكي في كييف على الضفة اليسرى لنهر دنيبرو من ضواحي المدينة إلى شواطئ النهر، في حين تقع منطقة دنيبروفسكي في شمال المدينة بجانب النهر.
معارك ضارية
وفي إقليم دونباس (شرقي أوكرانيا)، قالت وزارة الدفاع البريطانية اليوم الأحد إن القوات الأوكرانية شنت هجوما مضادا في مدينة سيفيرودونيتسك التي تشهد هجوما عنيفا من القوات الروسية في شرق أوكرانيا.
وأضافت الوزارة -في تغريدة على تويتر- أن هذه الخطوة ستضعف على الأرجح الزخم الذي اكتسبته القوات الروسية في السابق من خلال تركيز الوحدات القتالية والقوة النارية.
ويجري "قتال شوارع" في سيفيرودونيتسك؛ المدينة الإستراتيجية في شرق أوكرانيا، حيث تلقي موسكو بكل ثقلها العسكري للسيطرة على كامل منطقة دونباس.
وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي -في رسالته اليومية عبر الفيديو الليلة الماضية- أن الوضع في سيفيرودونيتسك "لا يزال في غاية الصعوبة"، مشيرا إلى غارات جوية وقصف متواصل بالمدفعية والصواريخ.
في المقابل، قالت وزارة الدفاع الروسية -في بيان- إن وحدات من الجيش الأوكراني تكبدت خسائر جسيمة خلال المعارك للسيطرة على سيفيرودونيتسك (بنسبة وصلت إلى 90% في وحدات عدة)، وإنها تنسحب نحو ليسيتشانسك (المدينة الكبيرة المجاورة).
وقبل أيام، أعلن رئيس بلدية سيفيرودونيتسك أولكسندر ستريوك أن القوات الروسية تمكنت من دخول المدينة والاستيلاء على قسم كبير منها، وقسمتها إلى شطرين، قبل أن تتمكن القوات الأوكرانية من إعادة الانتشار وبناء خط دفاعي جيد، وتقوم بكل ما هو ممكن لاستعادة سيطرة أوكرانيا التامة على المدينة.
وفي السياق، قتل 9 مدنيين أوكرانيين خلال 24 ساعة الماضية في مقاطعتي لوغانسك ودونيتسك بسبب القصف الروسي، وفق السلطات المحلية الأوكرانية.
وقالت قيادة القوات المشتركة الأوكرانية إن القصف الروسي طال 30 مدينة وقرية، وأصاب عشرات المنازل السكنية في المقاطعتين.
وفي سلوفيانسك (شمالي دونيتسك)، تبادل الجانبان الروسي والأوكراني القصف المدفعي والصاروخي، وسط محاولات روسية للتقدم نحو الضواحي الشمالية للمدينة.
تقدم روسي
من جانبه، قال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف إن روسيا تواصل بذل مجهود لاحتلال دولتنا بالكامل، مضيفا أن الكرملين يطمح إلى "ضم الأراضي" التي يعدّها "أراضيه"، بما فيها بولندا ودول البلطيق وسلوفاكيا وغيرها.
وزادت روسيا منذ بدء الحرب على أوكرانيا مساحة الأراضي الأوكرانية التي تسيطر عليها 3 أضعاف، وتشمل شبه جزيرة القرم وإقليم دونباس وفي جنوب أوكرانيا، وباتت تسيطر الآن على نحو 125 ألف كيلومتر مربع، وهو ما يمثل 20% من مساحة أوكرانيا.
وفي الجنوب، أعلنت الرئاسة الأوكرانية أن القوات الروسية تواصل قصف "الأراضي المحتلة ومواقع الجيش الأوكراني"، محذرة من حدوث أزمة إنسانية في المناطق الواقعة تحت السيطرة الروسية.
في المقابل، أعلن الجيش الروسي تدمير نقطة انتشار مرتزقة أجانب قرب داتشنو في منطقة أوديسا، مؤكدا أنه قصف بالصواريخ مركز تدريب مدفعي أوكرانيا قرب ستيتسكوفكا في منطقة سومي (شمال) حيث يعمل مدربون أجانب على تدريب الجنود الأوكرانيين على استخدام مدافع "هاوتزر إم-777".
كما أصيب مرفأ ميكولايف بصاروخ، واستهدفت مؤسسة زراعية في ميناء أوديسا حيث "تضررت مستودعات" وقتل شخصان، حسب كييف.
تقييم بريطاني
وفي تقييمها لسير العمليات في أوكرانيا، قالت وزارة الدفاع البريطانية إن استخدام روسيا المشترك للضربات الجوية والمدفعية كان عاملا رئيسيا في نجاحها التكتيكي الأخير في إقليم دونباس.
وذكرت الوزارة -في موقعها على تويتر- أن تركيز روسيا على دونباس مكّنها من زيادة توظيف الجو لدعم تقدمها والجمع بين الضربات الجوية ونيران المدفعية لتعزيز قوتها النارية.
لكن الوزارة أكدت أن تركيز روسيا على الضربات الجوية واستخدام صواريخ كروز جعلها تفشل في تحقيق تأثير ملموس على الصراع، ورجحت أن يكون المخزون الروسي من الصواريخ الموجهة بدقة استنفد بشكل كبير نتيجة ذلك.
وأضافت وزارة الدفاع البريطانية أن النشاط الجوي الروسي اقتصر إلى حد كبير على الضربات العميقة باستخدام صواريخ كروز الجوية والبرية لتعطيل حركة التعزيزات والإمدادات الأوكرانية بسبب عدم قدرة روسيا على قمع الدفاعات الجوية الأوكرانية.
وكشفت عن أن الاستخدام المتزايد للذخائر غير الموجهة أدى إلى تدمير واسع النطاق للمناطق المبنية في دونباس وتسبب في أضرار جانبية كبيرة وخسائر في صفوف المدنيين.
مساعدات إسبانية
ونقلت صحيفة إلباييس الإسبانية عن مصادر حكومية في مدريد أن الإدارة الإسبانية أبدت استعدادها لمنح أوكرانيا صواريخ مضادة للطائرات ودبابات من نوع "ليبارد"، فضلا عن تدريب القوات الأوكرانية على استخدامها.
وأضافت إلباييس أن السلطات الإسبانية تنتظر إنهاء إجراءات تسليم المعدات العسكرية من "شتوتغارت"، وهي الجهة المكلفة بتنسيق المساعدات العسكرية المقدمة لأوكرانيا.
وأوضحت الصحيفة أن عملية تدريب الجنود الأوكرانيين على استخدام دبابات ليبارد ستتم في ليتوانيا.
ورقة غربية
سياسيا، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن الغرب -خاصة بريطانيا وأميركا- يستخدم أوكرانيا ورقة مساومة ولا يسمح لها بالتفاوض مع روسيا، مشددا على أن بلاده فقدت الثقة منذ فترة طويلة في إمكانية التفاوض مع الدول الغربية والوثوق بها.
وأضاف -في مقابلة إذاعية- إن أوكرانيا تقدمت قبل شهرين باقتراح بشأن كيفية حل السألة، لكن الغرب منعها من مواصلة هذه العملية، لأنه يستخدمها أداة من أجل إنهاك روسيا وهزيمتها في ساحة المعركة.
وعن خطط واشنطن ولندن بشأن تقديم راجمات صواريخ إلى كييف، قال لافروف إن سلوك مثل هذا الطريق أمرٌ محفوف بالمخاطر.
وبشأن العقوبات الأوروبية على صادرات روسيا من النفط، قال لافروف إن لدى بلاده أسواقا بديلة ويجري العمل على زيادة المبيعات، متوقعا أن تسجل الميزانية الروسية هذا العام أرباحا على خلاف التوقعات في الغرب.
وأضاف أن الأوروبيين يعانون من التضخم والتدهور في مستوى معيشتهم نتيجة العقوبات الغربية المفروضة على روسيا، وكثير منهم يهددهم الفقر.
رؤية فرنسية
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قال أمس السبت إنه من الأهمية بمكان ألا تتعرض روسيا للإذلال للتمكن من إيجاد حل دبلوماسي عند توقف القتال في أوكرانيا.
ووفق ما نقلته عنه وكالة رويترز، فقد صرح ماكرون بأنه يعتقد أن بلاده ستلعب دور الوساطة لإنهاء الصراع، مشيرا إلى أنه قال لبوتين إنه يرتكب خطأ تاريخيا وجذريا لشعبه ولنفسه وللتاريخ.
وتعليقا على هذه التصريحات، قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إن "الدعوات لتجنب إذلال روسيا لن تؤدي إلا لإذلال فرنسا وكل دولة أخرى قد تطالب بذلك، لأن روسيا هي التي تهين نفسها".
وردا على سؤال عما إذا كانت أوكرانيا بحاجة إلى التنازل عن جزء من أراضيها لتحقيق السلام، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه لن يقول للأوكرانيين ما ينبغي وما لا ينبغي فعله.
ونقلت شبكة "سي إن إن" (CNN) عن بايدن قوله إن البلدين سيكونان بحاجة إلى تسوية في مرحلة ما.
وقالت "سي إن إن" إن مسؤولين أميركيين اجتمعوا في الأسابيع الأخيرة مع نظرائهم الأوروبيين لبحث أطر محتملة لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب في أوكرانيا عبر تسوية عن طريق التفاوض.
من جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن روسيا تترك خلفها الخراب والدمار، لكن الناس في النهاية يحتاجون إلى مكان ما للعودة إليه.
المصدر : الجزيرة + وكالات