من هو انور العولقي وكيف قتل ؟
المدينه نيوز - قال مسؤولون أمريكيون ان أنور العولقي رجل الدين أمريكي المولد المرتبط بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب قتل يوم الجمعة في هجوم طائرة بدون طيار تابعة لوكالة المخابرات المركزية الامريكية مما يحذف "ارهابيا عالميا" كان في صدارة قائمة المطلوبين في الولايات المتحدة.
ويحرم مقتل العولقي تنظيم القاعدة في جزيرة العرب من داعية مفوه باللغتين الانجليزية والعربية جرى ربطه بهجمات على الولايات المتحدة.
وقال مسؤول أمريكي ان العولقي "خطط وأشرف على تنفيذ هجمات ضد الولايات المتحدة." وأضاف "وعلاوة على ذلك حرض العولقي علانية على شن هجمات ضد أفراد ومصالح أمريكية في أنحاء العالم ودعا الى العنف ضد الحكومات العربية التي يرى أنها تعمل ضد القاعدة."
نبذة عن حياة العوقلي
أنور العولقي رجل دين مسلم يحمل الجنسية الأمريكية ارتبط اسمه في السنوات العشر الماضية بسلسلة من الهجمات بدءا من هجمات سبتمبر/ أيلول 2001 ومرورا بحادث إطلاق النار في قاعدة أمريكية عام 2009 ومرورا بمحاولة التفجير الفاشلة لطائرة امريكية يوم عيد الميلاد عام 2009 وأخيرا محاولة تفجير فاشلة في نيويورك عام 2010.
وفي 30 سبتمبر/أيلول 2011 اعلنت وزارة الدفاع اليمنية مقتل العولقي في غارة جوية بمحافظة مأرب.
هروب العولقي من الملاحقة الأمريكية بدأت في ديسمبر/ كانون الأول 2007 حين فر إلى اليمن وانتشرت خطبه ومواعظه على شبكة الإنترنت والتي يقول كثيرون إنها تشجع على ثقافة العنف وتساهم في تجنيد المزيد من الشباب في التنظيمات المسلحة.
وضعت الولايات المتحدة اسم أنور العولقي ضمن قائمة" أكثر الإرهابيين خطورة" مايعني أنه كان مطلوبا حيا او ميتا، وتقول واشنطن إنه الزعيم الروحي لما يسمة بـ"تنظيم القاعدة في جزيرة العرب".ويعتقد أنه كان يختبئ في جبال محافظة شبوة وسط اليمن حيث يتمتع بحماية قبلية.
برز اسمه العام 2009 بعد ان تبين انه كان على اتصال وثيق بالرائد نضال حسن الطبيب النفسي العسكري الفلسطيني الاصل المتهم باطلاق النار على زملائه في ثكنة فورت هود في تكساس ما اسفر عن 13 شخصا في نوفمبر/تشرين الثاني 2009.
ودعا العولقي جميع المسلمين في صفوف الجيش الاميركي الى الاقتداء بما قام به نضال حسن.
كما يعتقد أنه كان على علاقة مع منفذ محاولة التفجير الفاشلة لطائرة امريكية كانت تقوم برحلة بين امستردام وديترويت يوم عيد الميلاد 2009 والتي اتهم فيها الشاب النيجيري عمر فاروق عبد المطلب
وقالت مصادر أمريكية إن العولقي التقى في نوفمبر أو ديسمبر من العام 2009 مع عمر فاروق عبد المطلب في جامعة الإيمان باليمن حيث كان الأخير يدرس اللغة العربية.
وذكرت مصادر أمنية أمريكية أن عبد المطلب تلقى حينها التدريبات والتلقين النهائي لتنفيذ مهمته، وقد أقر العولقي بأنه التقى الشاب النيجيري ولكنه نفى أي تورط له في المحاولة.
وفي أبريل/نيسان 2010 أعلن مسؤول امريكي ان ادارة اوباما سمحت باغتيال العولقي بعدما خلصت وكالات الاستخبارات الاميركية الى انه شارك مباشرة في مؤامرات ضد الولايات المتحدة.
وبات ينظر الى العولقي على انه جزء من تنظيم القاعدة، وليس قريبا من فكر التنظيم فقط.
وفي مايو/آيار 2010 اعترف فيصل شاه زاد وهو امريكي من أصل باكستاني اتهم بمحاولة تفجير فاشلة في "تايمز سكوير" بنيويورك بأن خطب العولقي كانت ملهمة له بحسب ما قال مسؤول أمريكي.
وفي يناير/كانون الثاني 2011 ، أصدرت محكمة يمنية حكما غيابيا على أنور العولقي بالسجن 10 سنوات لصلته بمقتل مهندس فرنسي.
كما اعلن وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا في يوليو/تموز 2011 أن الزعيم للقاعدة أيمن الظواهري وأنور العولقي على رأس قائمة المستهدفين من قيادات القاعدة بعد مقتل بن لادن.
وينتمي العولقي الى طبقة ميسورة في اليمن، فوالده وزير سابق وعميد كلية في جامعة صنعاء.
ولد العولقي في 1971 في ولاية نيو مكسيكو الأمريكية، ثم عاد الى اليمن حيث أكمل دراسته الثانوية قبل ان يعود مجددا الى الولايات المتحدة لدراسة الهندسة في 1991.
وتخرج العولقي مهندسا مدنيا من جامعة ولاية كولورادو ثم حصل على دبلوم الدراسات العليا من جامعة سان دييغو بحسب مصدر قريب منه.
وخلال سنوات حياته في الولايات المتحدة بدأ العولقي بالقاء الخطب في عدد من المساجد في عدة ولايات كما عمل مسؤولا في مؤسسة خيرية تتبع الامام اليمني المتشدد عبد المجيد الزنداني الذي تتهمه واشنطن بالارتباط بمجموعات "ارهابية".
الهجوم الصاروخي يوم الخميس "كان يستهدف العولقي"
قالت وسائل اعلام امريكية إن الهجوم الصاروخي الذي نفذته طائرة امريكية بدون طيار في اليمن يوم الخميس، والذي اسفر عن مقتل اثنين من عناصر "تنظيم القاعدة في جزيرة العرب"، كان يستهدف زعيم التنظيم انور العولقي.
ونقل تلفزيون (CBS) وصحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين يمنيين وامريكيين قولهم إن العولقي نجا من الهجوم الذي استهدف سيارة جنوبي اليمن يوم الخميس، والذي راح ضحيته الشقيقان مساعد وعبدالله مبارك الداغري الذي يعتقد انهما من عناصر القاعدة.
وقال مسؤول امريكي لـ (CBS): "كنا نأمل ان يكون العولقي ضمن القتلى."(BBC)
وثيقة سرية: قتل أنور العولقي تم بموافقة وزارة العدل الأمريكية
ذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، الجمعة، أن قتل الامريكي اليمني المتطرف أنور العولقي، المرتبط بالقاعدة والملاحق من قبل الولايات المتحدة، تم بموافقة من وزارة الدفاع الامريكية وردت في وثيقة سرية.
وقالت شبكة "سي.ان.ان" و"واشنطن بوست" إن العولقي قتل في غارة لطائرة بدون طيار تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) الامريكية، في معلومات لم ينفها مسؤولون امريكيون ردا على اسئلة لوكالة فرانس برس.
ورفض البيت الابيض كشف تفاصيل عن العملية التي جرت بسرية تامة كما يحدث عادة في عمليات مكافحة الارهاب.
الا ان مسؤولاً امريكياً رفيع المستوى اكد لـ"واشنطن بوست" ان السي آي ايه ما كانت لتقتل مواطناً امريكياً بدون موافقة خطية من وزارة العدل.
وحررت الوثيقة التي تضمنت الموافقة على قتل العولقي بعدما درس حقوقيون من ادارة الرئيس باراك اوباما المسائل القانونية المتعلقة بتصفية مواطن امريكي.
وقال المسؤولون للصحيفة انه لم يكن هناك خلاف حول شرعية القضاء على العولقي اول امريكي يدرج على لائحة السي آي ايه "لتقله او اعتقاله".
وأثار قتل العولقي جدلاً في الولايات المتحدة حول حق الرئيس في السماح بقتل مواطن امريكي في الخارج باسم مكافحة الارهاب.
وصرح مسؤول كبير لفرانس برس، طالبا عدم كشف هويته: "بشكل عام استهداف قياديين في القوى المعادية اياً تكن جنسياتهم وهم يتآمرون لقتل امريكيين، قانوني".
لكن بارديس كيبرياي، المحامية في منظمة مركز الحقوق الدستورية، قالت لفرانس برس انه "اذا حدث ذلك في غياب تهديد وشيك او خطر الموت، فهو قتل غير قانوني بموجب الدستور الامريكي والقانون الدولي".
ومن جهة ثانية، تبنى تنظيم القاعدة في بيان سلسلة عمليات في جنوب اليمن لكنه لم يشر الى مقتل احد قادته الامام الامريكي اليمني المتطرف أنور العولقي امس الجمعة.
وتحدث البيان الذي نشر الجمعة يوم اعلان مقتل العولقي في غارة جوية، عن سلسلة العمليات التي وقعت في ايلول/سبتمبر في جنوب اليمن حيث ينشط التنظيم.
وأكد ان اعضاء القاعدة هاجموا في 14 ايلول/سبتمبر المقر العام لقوات الامن في زنجبار عاصمة محافظة ابين ما أسفر عن سقوط 130 قتيلاً وعدد كبير من الجرحى من قوات الامن.
كما تبنى عملية في 11 ايلول/سبتمبر قتل فيها جنديان وهجوماً في اليوم التالي قتل فيه 10 جنود.(العربيه)
عاد صالح لليمن فقتل العولقي.. هل من صلة؟
جاء مقتل القيادي في تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية الأمريكي من أصل يمني، أنور العولقي، بعد أسبوع بالتمام والكمال على عودة الرئيس اليمني علي عبدالله صالح إلى اليمن، بعد فترة علاج طويلة في السعودية إثر محاولة اغتياله.
المحللون في شؤون الاستخبارات لا يرون أن الأمر جاء من قبيل مصادفة، ذلك أنه بمقتل العولقي، فإن صالح يوضح للغرب وللسعوديين أنهم مازالوا بحاجته.
لقد كانت عودة صالح لليمن مفاجئة لليمنيين والمجتمع الدولي على السواء.
وكان ينظر إلى صالح بوصفه حجر العثرة في الحوار والتحول السياسي في اليمن، بموجب مبادرة مجلس التعاون الخليجي.
غير أن العديد من المحللين الذين اتصلت بهم CNN قالوا إن السعوديين أبدوا قلقهم جراء تنامي الاضطرابات والاحتجاجات في اليمن، وأنها قد تنزلق إلى حرب أهلية، في دولة تتشارك معها بحدود صحراوية طويلة.
وبحسب المحللين، فإن الأساس المنطقي في الرياض هو أن علي عبدالله صالح هو الوحيد الذي يتمتع بالدهاء والمكانة اللازمة لانتشال بلاده من حافة الهاوية، رغم جراحه وأعدائه.
وفي الوقت نفسه، فإن صالح سيكون في وضع أفضل لتكثيف ضغوطه على تنظيم القاعدة التي أوجدت لنفسها موطئ قدم راسخاً في محافظتين على الأقل بشرقي البلاد وفي أجزاء من جنوب اليمن.
المصادر الدبلوماسية في منطقة الخليج تقول إنه بعيداً عن مفاجأة عودة صالح، فإن السلطات السعودية ساعدت في ذلك بتوفير طائرة أقلته إلى مدينة عدن في الساعات الأولى من يوم الجمعة الماضية.
ويقولون إن صالح لم يتوجه مباشرة إلى صنعاء لأن المطار والطريق إلى العاصمة لم تكن تحت السيطرة الكاملة للقوات الحكومية.
وبعد توجه صالح بطائرة مروحية إلى القصر الجمهوري في صنعاء، التي تبعد عن عدن نحو 320 كيلومتراً.
مصادر في صنعاء قالت إن السعوديين أرادوا عودة صالح لليمن جراء قلقهم من تنامي التأثير السياسي للمسلحين المتشددين في اليمن والتعاطف مع القاعدة.
ورغم أن عديد القاعدة في اليمن لا يزيد على عدة مئات إلا أن عدداً من أبرز الجهاديين السعوديين انضموا إليها، بينما تمكنت في الفترة الأخيرة من السيطرة على أجزاء كبيرة من مدينة زنجبار في جنوبي اليمن.
وقبل ساعات قليلة من مقتل العولقي، ألمح صالح، في مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست ومجلة التايم، إلى أن دوره الفريد خو "إنقاذ" اليمن من القاعدة والتنسيق الكبير مع الحلفاء.
وقال صالح: "نحن نقاتل تنظيم القاعدة في محافظة أبين بالتنسيق مع الأمريكيين والسعوديين.. وفي الوقت نفسه تعلم الاستخبارات الأمريكية أن القاعدة على اتصال مع الإخوان المسلمين وضباط الجيش (كلاهما من المعارضين لصالح)، وكلاهما قالوا لنائب الرئيس، عبدربه منصور هادي، بأن 'أعطونا أبين وسنوقف الحرب فيها وسننهي القاعدة هناك.'"
وقال: "باختصار كل خصومي متحالفين مع القاعدة."
رموز المعارضة يقولون إنه من غير المحتمل أن تكون عودة صالح فقط لمجرد تسليم مفاتيح القصر، وبالتأكيد فإن صالح ومنذ عودته لم يظهر بوادر على وجود خطط ليذهب بكل هدوء.
يقول المحلل كريستوفر بوتشيك، الخبير بالشأن اليمني في معهد "كارنيجي إنداومنت للسلام الدولي" إن صالح عبارة عن مؤسسة سياسية فوق الجميع في اليمن، مشيراً إلى أن مقتل العولقي لم يأت من قبيل الصدفة بعد عودة صالح.
وأوضح أن الأمور تغيرت في اليمن، ففي السابق كانت الحكومة مترددة حيال التحرك ضد العولقي جراء المخاوف من احتمال حدوث رد فعل محلي عدائي بسبب نفوذ عائلة العولقي وقبيلته.
وأشار الخبير إلى أن هذه الأمور تغيرت، والتعاون الاستخباراتي تحسن ومقتل العولقي هو وسيلة صالح لاستعراض أن الولايات المتحدة مازالت تريده.(سي إن إن)