المعهد الملكي للدراسات الدينية ينظم ندوة مدخل الى التعليم الديني والثقافي
المدينة نيوز - تحت رعاية سمو الأمير الحسن بن طلال افتتح مدير المعهد الملكي للدراسات الدينية الدكتور كامل أبوجابر في عمان الخميس ندوة مدخل الى التعليم الديني والدراسات الثقافية في منطقة غرب آسيا وشمال افريقيا التي نظمها المعهد بالتعاون مع مكتب اليونسكو في عمان.
وقال الدكتور أبو جابر في كلمة الافتتاح انه يتحتم علينا إدخال الرشد والعقلانية الى مناهجنا التعليمية دون التخلي عن قيمنا الروحية والاجتماعية كي نستعيد بعض التوازن ونتمكن من مواجهة المخاطر المحدقة بنا ونستعد الى المستقبل الملبد بالمزيد من التحديات والمخاطر.
واشار الى "أهمية موضوع الندوة والمحاور التي تتضمنها خاصة فيما يتعلق بالحاجة الى معادلة ثابتة تعيد التوازن الى النفس والى الأمة العربية التي تعاني من ورطة مع نفسها ومع العالم".
وأضاف ان العقل هو السبيل الوحيد للتعامل مع هذا الواقع، مشيرا الى المعاني والقيم السامية التي تتضمنها الأديان السماوية خاصة الاسلام والمسيحية ومع انه قد لا يتم الاتفاق على كل شيء بينهما لكن من الضروري ان يتم الاختلاف في أجواء المواطنة والاحترام المتبادل والتفاهم المشترك، لافتا الى ان الاختلاف سنة من سنن الخليقة التي تتبدى فيها روعة الكون وبهاؤه طبقا لمشيئة الخالق جل جلاله.
وقال ان من الواضح ان وسائل الاتصال والاعلام الحديثة لم تساعد على تقريب نفوس وقلوب البشر بل يبدو ومع بدايات الالفية الثانية ان اجواء الكراهية والعنف تسيطر على قلوب وعقول معظم قادة الامم حيث تسود ثقافة (الميديا) التي يسيطر عليها نفر محدود من الناس ما يروج لثقافة العنف والكراهية والاستهلاك والاباحية بدون أي وازع ديني ولا مكارم اخلاق ولا تمسك بالمبادئ الانسانية النبيلة.
وأكد أبوجابر ان الجوامع بين الاديان تفوق الاختلافات وبالتالي فإن المشكلة ليست بالدين بل في نفوس الناس، مبينا ان الاسلام والمسيحية يتشاركان في الايمان بإله واحد وفي محبته وتقديسه، كما يتقاسمان معاني نبيلة كثيرة مثل محبة الانسان الامر الذي أفسح المجال لقبول الآخر على اختلاف الملل والنحل.
واكد ان الاردن بلد الاعتدال يمثل نموذجا يجمع بين الايمان والعقل، مشيرا الى ان الاعتدال ليس تخليا عن مبدأ بل يمثل العقلانية والاحتكام الى العقل والمنطق بما ينفع الخلق وييسر أمورهم.
من جهتها أكدت مندوبة مديرة منظمة اليونسكو في عمان فانيسا قاوقجي حرص المنظمة على تشجيع قيم التسامح والتعاون والتبادل الثقافي والفكري بين الشباب، مبينة ان اليونسكو تؤمن بأن ثقافة الدين والهوية تشكل ركيزة أساسية لمبادئ حقوق الانسان في العالم.
وقالت ان تمازج الهوية الوطنية وتقارب الثقافات يعتبران ضرورة كونية ومبررا رئيسيا لنتعايش مع بعضنا البعض ونتفاعل مع القضايا والتحديات التي تواجه الانسانية بشكل عام، مؤكدة أهمية الندوة والمحاور التي تضمنتها لتحقيق هذه القيمة النبيلة.
وناقش المشاركون في الندوة الذين يمثلون عددا من علماء الدين الاسلامي ورجال الدين المسيحي والمفكرين والباحثين من الاردن وسوريا وفلسطين ولبنان ومصر وعلى مدى يوم واحد جملة من الموضوعات والمحاور المتعلقة بالتعليم الديني ودوره في النهضة والتحديث والتربية الاسلامية والتعليم الشرعي وتدريسه والتعليم الديني والتربية الدينية المسيحية والتحديات التربوية في إطار متعدد بين الدين والثقافة والمواطنة.(بترا)