فـوضــى الســـلاح
مجموعة مسلحين سوريين تحمل اسماً ما ذا صبغة إسلامية صفّت اكثر من عشرين جندياً نظامياً، بعد ما قيل إنها محاكمة عاجلة، وأصيب العالم بالصدمة، بمن فيهم الجيش السوري الحر الذي تنتمي المجموعة المسلحة له، فالمشهد الذي ملأ الشاشات لا يمكن قبوله، او تبريره، او الدفاع عنه.
ومجموعة مسلحين ليبيين تحمل اسماً ذا صبغة إسلامية هاجمت القنصلية الاميركية في بني غازي بقاذفات الآر بي جي، فأحرقت المبنى وقتلت السفير ومعه ثلاثة اشخاص، وكل ذلك تحت غطاء الانتصار للرسول -صلى الله عليه وسلم- وما سمعناه من كل المسؤولين الليبيين الذين ثاروا على القذافي ان السفير المغتال كان متطرفاً بحب الشعب الليبي، والانتصار لقضيته.
وتتكرر الحوادث المشابهة في شوارع اليمن والعراق ولبنان وبدرجة اقل في مصر، ففوضى السلاح يمكن أن تجعل من قضية عادلة ظلاماً دامساً، وتخلط الاوراق، فتضيع البوصلة، ويستطيع ناس قلائل ان يغيّروا مسيرة شعب كامل، ليضيع العقل في مشهد الجنون.
وجود السلاح في بيوت المدنيين وبين اياديهم قنبلة موقوتة، فالسلاح يُقتنى ليستخدم في يوم ما، وتبدأ القصّة بدعوى حماية النفس لتتواصل بالاعتداء على الاخرين ولا تنتهي إلا بالحروب الاهلية، واذا كان لنا في الاردن ان نتعلم من تجارب الاخرين فليس أقل من حملة شاملة لتنظيم المسألة، واحتواء اي خطر يمكن ان يحمله مستقبل يعبث به كل من هب ودب. ( الدستور )