إيران تغتال الشيخ تركي السعدون والمكتب السياسي للمنظمة الاسلامية الأحوازية يفتح ملف الاغتيالات السياسية ( أسماء وصور )
تم نشره الإثنين 15 تشرين الأوّل / أكتوبر 2012 09:54 مساءً
المدينة نيوز - رحل تركي بن سعدون جاسم العلي , شيخ مشايخ قبيلة الزرقان في الأحواز المحتلة صباح يوم الأحد الماضي عن عمر ناهز الثانية والستين عاماً , إثر سكتة قلبية مفاجئة في إحدى مشافي طهران , بعد أن منع من أن يغادر إلى أوروبا للعلاج.
غياب الشيخ تركي خيم بظلاله على الساحة الوطنية والتحررية الأحوازية وفتح ملفات شائكة , على رأسها جرائم الإغتيال السياسي التي نهشت جسد الثورة الأحوازية على مدار تأريخ الإحتلال الإيراني للأحواز , خاصة تلك التي جرت في زمن نظام الملالي.
تشير إحدى الشخصيات القريبة من الشيخ تركي أن الرجل كانت علاقته متدهورة مع الإيرانيين وقد أبعد لمدينة ساري اقصى الشمال الإيرانية لمدة 7 سنوات أبان الحرب العراقية الإيرانية كما أبعد بعدها حتى قبيل وفاته بسنوات وأجبر على الاقامة الجبرية.
يضيف المصدر الموثوق، كان الشيخ لا يأمن على نفسه لدى المشافي الإيرانية, خاصة بعد أن فقد الكثير من أقاربه فيها , وقد سعى إلى أن يغادر إلى إحدى الدول الأوروبية بغية تلقي العلاج والرعاية الطبية المناسبة , غير أن سلطات الإحتلال الإيراني منعته من السفر , ولم يجد أمامه إلا مشافي طهران , حيث قصدها لإجراء بعض الفحوصات , فإذا به يصاب بسكتة قلبية قاتلة بعد ثمانية عشر يوماً من دخوله لها ويتوفى.
وفي التفاصيل تأكد المكتب السياسي للمنظمة الأحوازية إن عملية جراحية أجريت لشيخ قبيل مقتله وقد فاق منها وبدأ بالكلام ولكن عقب زيارة مفاجئة له من قبل مجموعة غريبة تدهورت حالة الرجل بسرعة ليتوفى بعدها بساعات قليلة. تقرير المستشفى هو الآخر مريب فقد ذكر أن الفقيد قد تلقى جرثوم ومناعته لم تساعده ففارق الحياة في حين كان الشيخ قد تخطى مرحلة الخطر حسب ادارة المستشفى قبيل السماح له باستقبال الزوار !
كان الرجل قد فقد أغلب أبناء عمومته خلال السنوات الماضية إن كان بالإغتيال المباشر أو غير المباشر حيث توفي عدد منهم في ظروف غامضة. تشير المنظمة الأحوازية إلى أبرزهم وهم أبناء عمومته الشيخين كاسب وغالب بن ماجد , الأوّل إستشهد في صيف 2004م عندما كان في طريقه إلى منزله في الزرقان وذلك بإطلاق النار عليه وهو في سيارته على يد الإطلاعات الإيرانية , والآخر إستشهد في ربيع 2005م إثر إطلاق النار عليه وهو في سيارته من قبل الإطلاعات الإيرانية لمّا كان ماراً من مستوطنة الكيان الفارسي "كيان بارس" , كذلك إبن أخيه الشيخ عامر الذي توفي بصورة مفاجئة في أيلول (سبتمبر) 2010م عن عمر ناهز الثانية والخمسين عاماً وكان من أشد الرجال بغضاً لإيران , وأبناء عمومته الشيخ سلطان السادة الذي توفي في حزيران (يونيو) 2011م , وأخيراً الشيخ ياور المالك الجبار جاسم العلي كذلك الذي توفي خلال قبيل وفاة تركي بن سعدون.
ولمن يتابع ملف الإغتيالات التي جرت في الأحواز العاصمة , يجد أن أغلبها حدثت قبيل إنتفاضة 15 نيسان 2005م بأشهر معدودة , والهدف من وراء هذا كله هو إفراغ الساحة الوطنية والسياسية الأحوازية من أي قيادة قوية ومهيبة , لإيقاع الفتنة وتمريرها بيسر وسهولة. يشار إلى أن الجهاز الرئيس الذي قام بأغلب هذه العمليات , هو جهاز تابع للإستخبارات الإيرانية (إطلاعات) , والذي عرف بعمليات الإغتيال المتسلسلة والتي إشتهرت في إيران بإسم (قتل هاي زنجيره إي).
ما يلفت الإنتباه فيما يخص وفاة تركي بن سعدون , هو أن سلطات الإحتلال الإيراني تحركت على صعيدين إثنين لتسرق الحدث لكي لا يتحول إلى مناسبة وطنية , عندما أوفدت علي جزايري ممثل ولي الفقيه في الأحواز المحتلة وعدداً من نواب برلمانها إلى الزرقان لتعبر عن تعازيها لوفاة الرجل ولتبعد الشكوك عنها حول السبب الذي كان خلف وفاته , وعلى الصعيد الثاني عندما نشرت قوات الحرس الثوري الإيراني (باسداران) ونخبة من كوادر الإستخبارات الإيرانية (إطلاعات) في الأحواز العاصمة , خاصة في حدود منطقة الزرقان والطرق المؤدية إليها قبل وخلال تشييع ودفن الرجل , وذلك لحماية مبعوثيها , ولتسيطر على زمام الموقف خشية أن ينفلت من قبضتها , لكنّها رغم إحتياطاتها هذه , بدا واضحاً أنها خسرت على كلا الصعيدين , حيث غطت وفود القبائل والعشائر العربية في الأحواز على التواجد السياسي والحكومي الإيراني فيما غاب عن المناسبة العلم الإيراني رغم التواجد الأمني الكثيف وتجلت وبرزت في مقابله بيارق القبائل والعشائر الأحوازية , وأبرز ما لفت الإنتباه هو ما صدحت به أصوات الشعراء الأحوازيين الذين أبنوا الفقيد بالروح الوطنية والتحررية , حيث كانت أغلب القصائد ترمز إلى الوطن المحتل بمعالمه وثقافته , وكذلك ترمز إلى الإحتلال والفتن التي أشعلها والتي يريد أن يشعلها.
بهذه المناسبة , تفتح المنظمة الإسلامية السنية الأحوازية , أحد أخطر السجلات في تأريخ الإحتلال الإيراني خاصة خلال النظام الحالي , ألا وهو سجل الإغتيالات السياسية التي طالت القيادات الأحوازية , وتشير إلى أبرز الوجوه التي طالتها يد الغدر الإيرانية.
الأمير خزعل بن جابر المرداو :
الأمير الشيخ خزعل بن جابر المرداو (18 آب 1863م – 24 أيّار 1936م) , هو آخر حاكم للأحواز (عربستان) خلال الفترة الممتدة ما بين (1897م – 1925م) , أسرته إيران بالتعاون مع بريطانيا عام 1925م , وأغتيل بعدها بأحدى عشر عاماً حيث أسقي كاساً من اللبن المسموم وهو صائم.
حاتم الكعبي :
حاتم الكعبي , المشهور بإسم حتة (1934م – 1971م) , ثائر ومناضل أحوازي , هو من أوائل من أسس للمقاومة المسلحة الأحوازية المبنية على حرب الشوارع والعصابات في الأحواز المحتلة. أغتيل في العشرين من شباط 1971م , وعلى أثره نشرت الصحف الإيرانية في طهران مانشيتاً عريضاً بعنوان : ( "برونده سه هزار صفحه اي حته بسته شد" , اي أن ملف حته ذو الثلاث آلاف صفحة قد أغلق ) , في إشارة إلى كثرة ونوعية العلميات الموجعة التي كان يقف وراءها والتي إستهدفت الإحتلال الإيراني وشخوصه.
حسين ماضي :
حسين ماضي (اغتيل: 1991م) , كان أميناً عاماً للجبهة العربية لتحرير الأحواز عندما أغتيل في مدينة العمارة بالعراق , حيث أقدم أحد عملاء الإستخبارات الإيرانية (إطلاعات) على إغتياله في الثالث من أيّار (مايو) 1991م.
الشيخ ناصر العلي :
ناصر العلي بن سعدون الزرقاني (ولد في الخمسينيات واغتيل: 1993م) , ثائر وعسكري أحوازي , كما أنه إبن الشيخ علي السعدون شيخ مشايخ الزرقان (1975-1963). كان المسؤول عن المقاومة المسلحة الأحوازية خلال ثمانينيات وبداية تسعينيات القرن الماضي , كما أنه حول منطقة الزرقان إلى مخزن كبير للسلاح القادم من العراق إبان الفترة الممتدة من (1979م – 1988م) حيث كان يصل أولاً إلى هناك ومن ثمَّ يوزع على كافة المناطق الأحوازية. أغتيل وهو نائم في أحد المنازل على جانبي الحدود الأحوازية – العراقية , حيث إستطاع جهاز الإستخبارات الإيرانية (إطلاعات) من الوصول إلى الرجل عبر عملاء تمكّن من تجنيدهم لصالحه.
منصور المناحي :
منصور مناحي حمود , كان أميناً عاماً للجبهة العربية لتحرير الأحواز (1986-1983) , أغتيل في حادث سير مدبّر حيث صدمته شاحنة نقل كبيرة في دولة الإمارات وذلك في التاسع عشر من تشرين الأوّل (أكتوبر) عام 2002م.
الشيخ صفّاح الزرقاني :
الشيخ صفّاح بن كريم بن جاسم الجبر الزرقاني , إستشهد مع إبنه عبد الله في أيلول 2004م , على دوار المطار في الأحواز العاصمة , حيث تم إطلاق النار عليهما وهما في سيارتهما من قبل الإطلاعات الإيرانية , وإستهدفته الإطلاعات بسبب جهوده الرامية إلى وأد الفتنة والتقريب ما بين الزرقان والحميد عقب إستشهاد إبن أخيه الشيخ كاسب.
الشيخ داوود الفيّاض :
الشيخ داوود الفيّاض (توفي: 2005م) , شيخ مشايخ قبيلة الحميد في الأحواز المحتلة , عرف بحلمه ووطنيته , إستشهد مع أحد أبناء أخيه يوم السبت الخامس عشر من كانون الثاني 2005م , على يد الإستخبارات الإيرانية (الإطلاعات) وذلك بعد أن رفض أن ينجر في الفتنة التي كانت تسعى إيران إلى أن تشعلها بين قبيلتي الحميد والزرقان. جاء إغتياله في سلسلة إغتيالات قامت بها حكومة الإحتلال الإيرانية لضرب الوحدة الوطنية الأحوازية.
رعد دعير البستان :
رعد دعير البستان (1956م – 2006م) , هو قيادي بارز في الجبهة العربية لتحرير الأحواز (الجناح العسكري). أختطفته إحدى السيارات التابعة لوزارة الداخلية العراقية من إحدى كراجات البصرة وقد عثر على جثمانه وهو مشوّه كليّاً يوم الخميس الموافق 13 نيسان 2006م. تفاصيل حادث الإغتيال تشير إلى أن الإستخبارات الإيرانية (الإطلاعات) تمكّنت من أن تنصب للرجل فخاً , عبر مجموعة عملاء ومن عدة مناطق من داخل العراق وخارجه. يشار إلى (الإطلاعات) كانت قد اغتالت من قبل أبيه المناضل دعير البستان.
منصور السيلاوي :
منصور أويس السيلاوي (1961م – 2008م) , مناضل أحوازي , وصلت إليه يد الإستخبارات الإيرانية (الإطلاعات) وإستطاعت أن تعرضه للتسمّم , حيث أصيب بجلطة دماغية أودت بحياته بعد إثني عشر يوماً من دخوله إلى المستشفى في لندن.
الشيخ عبدالله الباوي :
الشيخ عبدالله بن صدام البرّاك (ولد في نهاية الستينات وتوفي: 2010م) , هو شيخ مشايخ عشيرة الباوية في الأحواز المحتلة , توفي فجأة وبملابسات غامضة يوم السبت الثاني عشر من حزيران 2010م , حيث تعرض للتسمّم بمواد كيميائية.
وختاماً يؤكد المكتب السياسي للمنظمة الإسلامية السُنية الأحوازية على أن سياسة تفريق الأحواز من الرجال الوطنيين ومحاولة احتواء الثورة الأحوازية عبر قتل القتيل وتشيعه لم تعد تجدي أي نفعاً وأن المستقبل القريب يحمل معه ثورة عارمة شاملة لقلع الاحتلال الإيراني من جذوره.
وأفاد المركز الأحوازي للأنباء انه تم تشييع جثمان تركي بن سعدون جاسم العلي , شيخ مشايخ قبيلة الزرقان في الأحواز المحتلة يوم الثلاثاء الماضي في جنازة كبيرة ومهيبة , أغلق على أثرها طريق سريع الأحواز العاصمة – مُلّا ثاني المؤدي إلى شمال الأحواز. وقد شيّع جثمانه الشريف إلى جامع الحسين في زرقان قرانة مشياً على الأقدام من منزله القائم في حي الشعب في الأحواز العاصمة , حيث إستغرق الأمر أكثر من ساعتين من الزمن , لتبدأ على أثرها تعزية نجله الشيخ الأمير أمير بن تركي ومراسم وداع الرجل ومن ثمَّ الصلاة عليه , قبل أن يوارى التراب في ساحة ديوانه المجاورة للجامع
.
رحل الرجل عن عمر ناهز الثانية والستين عاماً , إثر سكتة قلبية مفاجئة في إحدى مشافي طهران حينما كان يجري بعض الفحوصات الطبية هناك , بعد أن منع من أن يغادر إلى أوروبا للعلاج.
أبرز ما يلفت الإنتباه فيما يخص وفاة الشيخ تركي بن سعدون , هو أن سلطات الإحتلال الإيراني , بادرت بقطع الهواتف الأرضية في الزرقان , لكي لا ينتشر خبر وفاته بين الأحوازيين , ومن ثمَّ تحركت على صعيدين إثنين لتسرق الحدث لكي لا يتحول إلى مناسبة وطنية , عندما أوفدت علي جزايري ممثل علي خامنئي في الأحواز المحتلة وعدداً من نواب برلمانها إلى الزرقان لتعبر عن تعازيها لوفاة الرجل ولتبعد الشكوك عنها حول السبب الذي كان خلف وفاته , وعلى الصعيد الثاني عندما نشرت قوات الحرس الثوري الإيراني (باسداران) ونخبة من كوادر الإستخبارات الإيرانية (إطلاعات) في الأحواز العاصمة , خاصة في حدود منطقة الزرقان والطرق المؤدية إليها قبل وخلال تشييع ودفن الرجل , وذلك لحماية مبعوثيها , ولتسيطر على زمام الموقف خشية أن ينفلت من قبضتها , لكنّها رغم إحتياطاتها هذه , بدا واضحاً أنها خسرت على كلا الصعيدين , حيث خضع الحرس الثوري ومن هو معروف بإنتماءه إلى الإطلاعات إلى مشيئة قبيلة الزرقان التي منعتهم من الدخول إلى المنطقة بأي شكلِّ من الأشكال , فيما غطت وفود القبائل والعشائر العربية في الأحواز على التواجد السياسي والحكومي الإيراني .
وقد غاب عن المناسبة العلم الإيراني رغم التواجد الأمني الكثيف وتجلت وبرزت في مقابله ثلاثة وعشرون بيرقاً تمثل أثقل وأعظم القبائل والعشائر العربية في الأحواز هذا دوناً عن الحضور الكبير لسادة الهواشم والجبور , وأبرز ما لفت الإنتباه هو ما صدحت به أصوات الشعراء الأحوازيين الذين أبنوا الفقيد بالروح الوطنية والتحررية , حيث كانت أغلب القصائد ترمز إلى الوطن المحتل بمعالمه وثقافته , وكذلك ترمز إلى الإحتلال والفتن التي أشعلها والتي يريد أن يشعلها , تجدر الإشارة إلى أن أحد المنتمين إلى قوات التعبئة الشعبية (البسيج) قام بالصعود على منصة التأبين , وألقى أهزوجة في مدح نظام الملالي وعلي خامنئي , غير أنه فوجئ بعدم تفاعل الجماهير معه على عكس من كانوا قبله , في حين قام المسؤولون عن المنصة بإنزاله من هناك.
وفي ردة فعل إيرانية متوترة تجاه حجم التجمهر الشعبي الأحوازي الكبير , وتعاظم المناسبة وإنتشار أخباره بوقت قياسي , أرسلت السلطات الإيرانية مبعوثاً منها إلى قبيلة الزرقان , تحذرها بأنها لن تسمح مجدداً بحصول هكذا تجمهر في المنطقة , مهما حصل !.
في دولة الكويت كذلك أقيم عزاء للفقيد في مسجد الأحوازيين في منطقة شرق الجمعة 12 أكتوبر 2012 وما لفت النظر الحضور الكبير لأبناء الجالية الأحوازية وبعض الأشقاء الكويتيين كما أبن الفقيد الشيخ عيسى الأسدي.
على صعيد متصل، شكرت المنظمة الإسلامية السُنية الأحوازية كل من تقدم لها بالتعازي لوفاة الفقيد من مناضلين أحوازيين في الداخل والمنفى وأشقاء عرب وتخص بالذكر السيد ضياء الأشرفي، والسيد اسماعيل بن عبدالله التميمي، رئيس مركز الهجرة الاسلامي (الأكوادور)، السيد أحمد زكريا من صحيفة الوطن الكويتية، السيد عبد الله بوفيم رئيس تحرير صحيفة الوحدة المغربية والسيد ابؤ فؤاد النواصري.
وقد اصدر المكتب السياسي للمنظمة الاحوازية الاسلامية بيانا وصل لـ " المدينة نيوز " نسخة منه نعى فيه الشيخ تركي السعدون .
وفي ما يلي نص البيان :
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي ﴾
صدق الله العظيم
بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره , وبعظيم الأسى والحزن تلقى المكتب السياسي للمنظمة الإسلامية السُنية الأحوازية نبأ وفاة شيخ مشايخ قبيلة الزرقان الشيخ المناضل تُركي بن سَعدون الزرقاني - رحمه الله - صباح أمس الأحد 7 تشرين الأول 2012. وكان الفقيد قد عاني طيلة شهر من متاعب في القلب لينتقل بذلك إلى رحمة الله وبهذا فقدت الأحواز المحتلة أحد أبناءها المخلصين ورجالها الصناديد الوطنيين.
ويستذكر المكتب السياسي للمنظمة الأحوازية لشيخ تركي السعدون – رحمه الله - عدم رضوخه للاحتلال الإيراني رغم ابعاده القسري إلى العمق الإيراني طيلة الثمانينيات وفترات متقطعة من التسعينيات ولمدة ناهزت الـ 18 عاماً عن الأحواز المحتلة والمضايقات الجلة التي تحملها من السلطات الإيرانية بسبب انخراط بن أخيه القائد الشهيد الشيخ ناصر العلي بن سعدون الزرقاني في المقاومة العسكرية لاحتلال الفارسي. نذكر للفقيد أياديه البيضاء وآخرها مساهمته الأساسية بتجديد بناء جامع الزرقان الكبير (الحسين). والشيخ تركي بن سعدون هو حفيد المجاهد الشيخ جاسم العلي بن جاسم بن جَبر الخنياب السُمّاق الزرقاني والذي كان له دور سياسي وعسكري بارز في عهد الشيخ خزعل الكعبي – آخر أمراء الدولة الأحوازية - وهو من أسرة عرفت بالشجاعة والتمسك الشديد بعروبة الأحواز.
وقد قضى الفقيد السنين الأخيرة من حياته في الإقامة الجبرية، وأبرزها في بداية العقد الأول من هذا القرن, بعيد إقامته لحفل زواج ابنه "أمير" , حين جمع جل أبناء عشائر الأحواز في ذاك المحفل بسبب حسه الوطني وبعدما جعل من مناسبة خاصة به مناسبة وطنية تشارك بها كافة شرائح الشعب الأحوازي , مما أشعر كيان الإحتلال بخطورة إجتماع مشايخ وأبناء الأحواز البررة ووحدة موقفهم وكلمتهم وعلى أثر ذلك تم نفيه إلى العمق الإيراني واتهام السلطات الإيرانية له بالتآمر على النظام , وهنا لابد من الاشارة إلى أنه – رحمه الله – منع من نقل فلس واحد من أمواله معه للعلاج في ألمانيا "في التسعينيات" لضمان عودته للأرض المحتلة مما تسبب له الكثير من المصاعب رغم وجود بعض أقاربه في المنفى، أما في مرضه الأخير فقد منع من السفر للخارج لتلقي العلاج.
ومن المريب أن يموت ذوي الشيخ تركي قبيل وفاته بشكل مفاجئ حيث فقد – رحمه الله – بن أخيه الشيخ عامر في سبتمبر 2010 ثم أبناء عمومته الشيخ سلطان السادة في يونيو 2011 وأخيراً الشيخ ياور المالك الجبار الجاسم العلي – رحمهم الله- .
ومن هنا يعلن المكتب السياسي للمنظمة الإسلامية السُنية الأحوازية الحداد الرسمي لمدة ثلاثة أيام، ويتقدم المكتب في هذا المصاب الجلل إلى ذوي الفقيد وعلى رأسهم شيخ مشايخ الزرقان، الشيخ أمير بن تركي السعدون الزرقاني والشعب العربي الأحوازي الكريم ومشايخ وجهاء ومناضلي شعبنا وأبناء قبيلة الزرقان كافة في الأحواز المحتلة والوطن العربي ببالغ التعازي وصادق المواساة ، سائلين المولى جلة قدرته أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يغفر له ويسكنه فسيح جناته , وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان ، إنه سميع مجيب.
وإنا لله وإنا إليه راجعون
المنظمة الإسلامية السُنية الأحوازية
المكتب السياسي – الأحواز المحتلة
التاسع والعشرون من ذي القعدة 1433هـ
الخامس عشر من تشرين الأوّل / أكتوبر 2012م
( المركز الأحوازي للأنباء )
شاهدوا الصور :