شركة تطوير العقبة انموذج للشراكات الاقتصادية الناجحة
المدينة نيوز- تعتبر شركة تطوير العقبة من بين المؤسسات الرائدة التي انشئت في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني لتتولى مهام النهوض بأعباء ومسؤوليات تطوير منطقة العقبة وفق خطة استراتيجية معدة في ضوء المخطط الشمولي لسلطة المنطقة الخاصة وترسيخ مبدأ ديناميكية الإجراء وسرعة التنفيذ وفق قوانين تعنى بتطبيق معايير اداء القطاع الخاص الذي يتميز بالمرونة وسرعة الاستجابة والقدرة على التحمل وتعددية المهام والمسؤوليات.
وبمناسبة العيد الثاني والخمسين لميلاد جلالة الملك عبدالله الثاني تسلط وكالة الانباء الاردنية ( بترا ) الضوء على انجازات هذه الشركة باعتبارها انموذجا للشراكات الاقتصادية الناجحة ورديفا مهما في تطوير منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة احدى المبادرات الملكية السامية .
ومن المعروف ان المنطقة الخاصة حققت اكثر من ثلاثة اضعاف الهدف الرئيس لخطتها الاستراتيجية ، حيث بلغت قيمة الاستثمارات الملتزم بها على ارض الواقع حتى هذا العام , 20 مليار دولار في حين ان الرقم الاستثماري المستهدف بحلول العام 2021 هو ستة مليارات دولار.
ويعد ميناء العقبة واحدا من أفضل ثلاثة موانئ واكثرها تطورا في الشرق الاوسط وشمال إفريقيا، اذ تمكن من مناولة اكثر من 70 الف وحدة مكافئة ، ما ساعد في زيادة حجم بضائع الترانزيت والبضائع الداخلة لمدينة العقبة , وتبلغ الطاقة الاستيعابية للميناء 850 ألف حاوية .
وبحسب رئيس سلطة منطقة العقبة الاقتصادية رئيس مجلس إدارة شركة تطوير العقبة الدكتور كامل محادين فان الشركة التي تأسست في العام 2004 هي شركة مساهمة خاصة محدودة مملوكة مناصفة بين الحكومة وسلطة العقبة ،وتهدف الى اطلاق الامكانيات والمزايا الاقتصادية الكاملة من خلال بناء البنية التحتية والفوقية اللازمة وتوسيع القائم منها، وايجاد العوامل الممكنة للأعمال الضرورية للمنطقة وادارة و/او تشغيل مرافقها الرئيسية.
واوضح الدكتور محادين ان الشركة تمتلك الأصول الاستراتيجية في مدينة العقبة الممثلة بميناء العقبة الرئيسي ومطار الملك الحسين الدولي ومجموعة من الأراضي ذات المواقع الاستراتيجية، حيث تتولى مسؤولية ادارة وتطوير هذه الأصول فيما يخدم مدينة العقبة.
بدوره اوضح الرئيس التنفيذي للشركة المهندس غسان غانم ان شركة تطوير العقبة توفر العديد من الفرص الاستثمارية في مختلف القطاعات الممثلة بالمشروعات العقارية والسياحية والنقل واللوجستيات والصناعة , وتكمن أهمية مدينة العقبة الاقتصادية والسياحية بموقعها ومكانتها المميزة على خارطة الأردن السياحية، فهي جزء هام من المثلث السياحي الذهبي المتمثل في العقبة ووادي رم والبترا .
واكد التزام الشركة بتعزيز اعتماد نموذج الشراكة بين القطاعين العام والخاص ومؤسسات المجتمع المحلي , وبموجب الاتفاقيات الناظمة لعمل الشركة لتنفيذ المخطط الشمولي لمنطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، تم تقسيم الاستثمارات في مدينة العقبة حسب القطاعات، حيث يستحوذ القطاع السياحي ما نسبته 50 بالمئة من الاستثمارات العامة.
ومن الشراكات بين شركة تطوير العقبة والقطاع الخاص تأسيس شركة ميناء حاويات العقبة وبالتعاون بين شركة تطوير العقبة وشركة أي بي إم ميلر لمحطات الحاويات، وهي من الشركات الرائدة في تشغيل وادارة موانئ الحاويات، حيث وفرت أكبر شبكة موانئ لصناعة الشحن الدولية من خلال أكثر من 50 منشأة في 31 دولة عبر القارات الخمسة.
وقال غانم انه فيما يتعلق بنقل ميناء العقبة الجديد لمنطقة الجنوب وبنائه ذاتيا من قبل شركة تطوير العقبة، وفي ظل اطار التوجهات الاستراتيجية للحكومة ، تم توقيع اتفاقية للبدء بتنفيذ الأعمال البحرية لميناء العقبة الجديد في العام 2012 مع الائتلاف الاردني الدولي والذي حاز على أعلى الدرجات الفنية والمالية ضمن تسع شركات تقدمت للعطاء .
اذ يقوم الائتلاف بموجب الاتفاقية بتنفيذ الأعمال البحرية لميناء العقبة الجديد والتي تتضمن تنفيذ أربعة أرصفة وبطول إجمالي 800 متر طولي ،وتنفيذ أعمال الحفريات والردم المتخصصة وإنشاء مرفق للخدمات البحرية وكواسر للأمواج بكلفة أجمالية تبلغ 65 مليون دينار ومدة تنفيذ 24 شهرا ، وسيتم تسليم أراضي الميناء الرئيسي الحالي الى المستثمر - شركة المعبر الاماراتية ضمن برنامج تسليم على ثلاث مراحل .
واضاف : اما الرزمة الثانية لميناء العقبة الجديد والتي تتعلق بميناء صوامع الحبوب , فقد تسلمت الشركة عروضا من عدد من الشركات المؤهلة حيث تم تقويم العروض الفنية والمالية من خلال لجان متخصصة واحالة العطاء على ائتلاف اردني دولي وبموجبها يقوم الائتلاف بتنفيذ الصوامع الرأسية وتجهيز الميناء بجميع المعدات المتخصصة من مفرغات الحبوب وبقدرة 1600 طن في الساعة .
وبين انه بالنسبة لإعادة تأهيل وتطوير مرافق موانئ العقبة، فقد تم توقيع اتفاقية مع شركة مناجم الفوسفات الاردنية لبناء وتشغيل وادارة وتطوير ميناء الفوسفات الجديد وعلى مبدأ البناء والتشغيل ونقل الملكية ولمدة 30 سنة، كما تم توقيع اتفاقية اخرى مع كل من شركة مناجم الفوسفات الاردنية وشركة البوتاس العربية لإعادة تأهيل الرصيف الصناعي الحالي وانشاء رصيف جديد لمناولة الاسمدة والمواد الاولية على اساس البناء والتشغيل ونقل الملكية .
وبخصوص ميناء الغاز النفطي المسال على الرصيف الثاني شمال ميناء النفط ، قال غانم ان دراسة اعدتها الشركة في وقت سابق اوضحت أن هناك حاجة لرصيف لاستقبال السوائل بأنواعها حيث أن رصيف الغاز الطبيعي المسال سيقام في الموقع الذي كان مخصصا لرصيف السوائل المتعددة .
وتابع : كما بينت الدراسة أن المرافق المؤقتة لمناولة الغاز البترولي المسال تحتاج إلى خطوات عمل أساسية شمال شرق رصيف النفط لتمكين ناقلات من الرسو وإنشاء خطوط الأنابيب وتجهيزاتها لتفريغ الغاز من خلال استخدام منصة مرنة عائمة ومن ثم يتم ربطها مع موقع التفريغ القائم حاليا في ميناء الأخشاب وإعداد تحليل مخاطر متكامل لوضع الأنابيب وعمليات اصطفاف ناقلات الغاز وتفريغها والحصول على الموافقات البيئية والتنظيمية من سلطة المنطقة والتنسيق واعتماد الحلول الفنية من الجهات المعنية.
واشار الى مشروع توسعة رصيف ميناء حاويات العقبة الذي انطلق في العام 2010 حيث تشرفت الشركة خلال شهر تشرين الأول من العام الماضي بتفضل جلالة الملك عبدالله الثاني بتدشين مشروع التوسعة كاملاً، الذي يعتبر ترجمةً حقيقيةً للرؤية الملكية الرامية الى فتح المزيد من الآفاق أمام مدينة العقبة وتعزيز مكانتها كبوابة للخدمات اللوجستية في المملكة والمنطقة.
وتحدث غانم عن الشراكات الناجحة في مدينة العقبة مثل قرية العقبة اللوجستية وهي احدى شركاء شركة تطوير العقبة والتي تعمل على تغذية نبض الحراك الاقتصادي في المنطقة، ورفع وتيرة الخدمات اللوجستية فيها كالنقل والتخليص والتجارة والمرافق العامة في مدينة العقبة وشركة ميناء العقبة للخدمات البحرية وهي شراكة بين شركة تطوير العقبة وائتلاف مع شركة لامنالكو الاماراتية وشركة الخطوط البحرية الوطنية , وفي القطاع العقاري ولزيادة القطاع الترفيهي السياحي في المنطقة، وقعت شركة تطوير العقبة مع شركة برانيس للمنتجعات السياحية اتفاقية لإنشاء وتطوير وادارة منطقة خدمات شاطئية.
واوضح انه وبوجود مشروعات عقارية ضخمة، كمشروع مرسى زايد، الذي يعد أحد معالم شركة المعبر في منطقة البحر الأحمر، وأكبر المشروعات العقارية والسياحية في الأردن ويهدف الى تطوير الواجهة البحرية وتحويلها الى بيئة مؤهلة للاستخدام المتعدد الاغراض، سيتم انشاء مرافق ترفيهية وسياحية، وأخرى للأعمال التجارية بالإضافة الى الفنادق العالمية، حيث تم البدء بأعمال البنية التحتية للمرحلة الأولى من المشروع والتي تضم 450 وحدة سكنية على مساحة مائتي الف متر مربع، بالإضافة الى مرافق تجارية ومجمعات ونواد وملاعب خارجية خاصة، الى جانب مسجد الشيخ زايد، وتبلغ كلفة المشروع الاجمالية نحو 10 مليارات دولار ويوفر نحو 17 الف فرصة عمل عند اكتماله.
واضاف : هناك اتفاقيتان بين شركة تطوير العقبة ونقابة المهندسين الاردنيين لإنشاء مشروع عقاري وهو قيد الانجاز حيث تم وضع حجر الأساس في العام 2012 لمشروع قرطبة، والتي تصل كلفه المرحلة الأولى منه الى 25 مليون دينار ويصل مجموع الاستثمارات فيه لما يقارب 200 مليون دينار , كما ان هناك مشروعا اخر للنقابة وهو مشروع مرجان المهندسين، الذي يقع في المنطقة الشمالية لمدينة العقبة في المنطقة المتعددة الاستخدامات , وسيضيف هذان المشروعان اللذان تبلغ كلفتهما 400 مليون دينار ثلاثة الاف وحدة سكنية على مساحة أرض تقارب 450 دونما.
وعن اعمال الشركة في مطار الملك الحسين الدولي قال غانم انها عملت وشركة العقبة للمطارات على إنجاز اعمال صيانة مدرج الهبوط والاقلاع في المطار الذي يبلغ طوله بعد أعمال التوسعة 3200 متر وعرض 60 مترا ليرتقي المطار الى التصنيف العالمي للمطارات (CAT1)، وتمت هذه الأعمال دون التأثير على حركة الطيران في المطار والمتمثلة بالطيران المنتظم من والى العقبة، والطيران العارض، وأكاديميات تدريب الطيران.
ومن بين واجبات شركة تطوير العقبة تجاه المجتمع المحلي في مدينة العقبة وفقا لمديرها تهيئة الشباب لاغتنام مستقبلهم، والذي يعود على مستقبل العقبة والأردن، فالشركة تركز في عملها على محور التعليم، اذ ابتعثت 64 طالبا وطالبة من ابناء مدينة العقبة، و11 طالبا من ابناء البلدة القديمة لإستكمال تعليمهم الجامعي ووفرت امكانية التعليم المدرسي بإنشاء مدرسة العقبة الدولية حسب النظام التعليمي البريطاني، وتم تبني مجموعة من المدارس الحكومية والكليات الجامعية.
( بترا )