إسرائيل بين نهب الزيتون ... وتسميم المياه
بالتيـنِ والزيتـونِ أَقْسَمَ ربُنـا
بكتـابه في سـورةِ (الزيتـونِ)
والمـاءُ سبحـان الذي أحيـا به
زُغْبَ الحَواصلِ من غديرِ عيونِ
فالمـاءُ والزيتـون نِعَمـاءُ الدنا
من خـالق الأنوار في العُرْجُون
فَلَه تَبَـاركَ من عَطِيَّـة مـانحٍ
شكـرُ العِبـادِ بِمَنِّـه الميمـونِ
مـا قد دعـاني للكتـابةِ ها هنا
هي حاجةٌ في النفس إذ تدعوني
فيهـا المناسبةُ اقتضتْ بشهـادةٍ
أنْ ما جرى من حـادثٍ يَعْزوني
هل يا تُرى تجري الحوادثُ دونما
فيهـا (لإسرائيلَ) كـلُ شـؤون
هذا هو (شُلومو) برجسِ هُـرائه
قد عـاد في (فتوى) بكل جنـون
هـو ذا مديـرُ معسكرٍ لحُثـالةٍ
من جيشِ (أبرهةَ البلا) شَمعـونِ
هو من أولي(السِكْناجِ) في آرائهم
بِتَعصُّبٍ... وتشدُّدٍ ... ورُعـونِ
فأبـاحَ فيهـا أن يُسَمَّـمَ بئرُنـا
فيمـا أفاضَ المـاءُ من مَخزون
وأباحَ نَهْبَ جِنـانِنـا خيراتِهـا
ممّـا تجـودُ بـه من الزيتـون
فلتضحكوا مثلي ... ولا تتعجّبوا
تلكتْ هي فتـوى (بني صهيون)
يا شرَّ مَن خَلَقَ الإلهُ ألا انظُروا
لِعيـونكـم مَسمـولةً بِخُنُـون
صُفْرُ الوجـوه بلا دماءَ تجرّدوا
ثوبَ الحيـاءِ كحبَّـة الليمـون
وتَكَـالبوا مثلَ الكـلابِ سُعارها
في نَهْبِ شَعبٍ عُـزَّلٍ مَحْـزون
لا حبةً في الأرض تنبت دونمـا
كانت لهم فيهـا يَـدَا فـرعون
حتى لقيمـاتٍ تُقِيـمُ جُسُومنـا
سُلبتْ بكـل خبـاثةِ الملعـون
إنْ كنتُمـو جَوْعى إلى زيتوننا
هذا (القَذَى) يكفيكُمـو، فَسَلوني
أو كنتمو سببـاً لآَسِـنِ مائِنـا
فارْوُوا وظـامئُكم بـه بعُفُون
يا للغرابةِ من تَطَـرُّفِ (حَاخَمٍ)
وصلتْ به حّدَّ امرئٍ مجنـون!!
تلكتْ هي الفتوى فكيف يَسُنُّهـا
من لَثمِه (شلومو) كما المجنونِ
فالمَضْرِبُ المعروفُ في ألبابنا
أنّ الكـلامَ رديفُ كلِّ سكـون
بتأنِّيٍ .. ورتابةٍ ... ورصافةٍ
وبه اقتضابُ المنطق الموزون
والمرءُ كان بأَصْغَريْه مكلّفـاً
بلسانِ حـقٍ أو بقلبِ مَصُـون
فاخترْ بأيِّهمـا أخذتَ أفـاغراَ
فـاهَ الهوى، مُسْتَشعراً بقرون
هذا هو الزيتون والمـاء النقي
حق لأهل الأرض والزيـزون
فارجِعْ بِنَحْرِك عن فتاوى، إنما
سُبِغَتْ بحقدِ عصـابةٍ مدفـون
إن كنتمـو كفـاً لكلِّ مكيـدة
فاللهُ يعلم مـا تُسِـرُّ سُنـوني