"حمامات عفرا": بنية متردية رغم أعمال التطوير والتأهيل
!["حمامات عفرا": بنية متردية رغم أعمال التطوير والتأهيل "حمامات عفرا": بنية متردية رغم أعمال التطوير والتأهيل](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/7ecf357ef5509bd26ddf842232e046b7.jpg)
المدينة نيوز :- لم تشفع المخصصات المالية الكبيرة التي قاربت على الثلاثة ملايين دينار على مدار أكثر من عشرة أعوام، بإعادة تأهيل وتطوير البنى التحتية في حمامات عفرا المعدنية، التي تعد من أهم المواقع السياحية والاستجمامية في محافظة الطفيلة.
فقد تراجع الموقع في بناه التحتية وظل دون المستوى المطلوب الذي يهيئ لسياحة حقيقية تليق بأهميته، حيث ألقت السيول خلال موسم الأمطار الماضي، بكتل الإسمنت الكبيرة في مجرى الوادي التي كانت أعدت أرضية للمجرى، بعد أن هدمت جوانبه وحفرت بطن الوادي، فيما برزت القضبان الحديدية وسط المجرى من بين كتل الإسمنت الضخمة.
وشهد الموقع أعمال تطوير لبناه التحتية لعدة مرات، حيث أنشئت المظلات والشاليهات وتم توسيع البرك المخصصة للاستحمام، وجرى إقامة أبنية حديثة كمكاتب إدارية ومقر للشرطة السياحية وحمامات ومرافق أخرى تسهم في تسهيل الحصول على الخدمات بكلفة زادت على 2.7 مليون دينار خلال عدة عمليات تطوير منذ العام 2007.
ولم تنقطع المخصصات السنوية لتطوير مجرى وادي حمامات عفرا، خصوصا أن مشكلة تتعلق ببطن الوادي، الذي يشهد انجرافات في كل تساقط غزير للأمطار، ظلت عالقة بل وتجددت، والتي تطيح بكل ما تم تنفيذه من أعمال حماية لجوانب وبطن الوادي، لتتجدد أعمال الحماية سنة بعد أخرى وبنفقات أعلى وأكبر.
ويؤكد حسين الرواشدة أن أعمال التطوير وحماية الموقع من الانجراف ليست بمستوى يرقى إلى منع الانجرافات التي تتكرر سنويا، ومع ذلك تستمر وزارة السياحة بإعادة الكرة مرات ومرات دون الاستفادة من أخطاء الماضي، وهي تشاهد أن أعمال التبطين لقلب الوادي وحماية جوانبه باستخدام الجدران الإسمنتية لا تصمد كثيرا أمام ضربات السيول الجارفة القادمة من أعالي الوادي، ما يستدعي ذلك إعادة النظر في عمليات إعادة التطوير لتكون ناجعة وحقيقية وتوفر هدرا ماليا كبيرا ينفق بشكل سنوي على لا شيء.
ويرجع أحمد الشبطات أسباب فشل كافة مشاريع الحماية لسيل عفرا، إلى قصور التخطيط في إيجاد مشروع يكفل الحماية الحقيقية للوادي من الانجرافات السنوية، حيث يتم التخطيط بعيدا عن الميدان ومن وراء مكاتب هندسية في عمان.
وطالب بإيجاد آلية حقيقية لحماية الموقع من الانجراف السنوي الذي يتعرض له مع كل تساقط للمطر، لافتين إلى أن الكتل الإسمنتية وقضبان الحديد المعززة لها والتي جرت إقامتها في بطن الوادي وعلى جوانبه أطيح بها في قلب السيل، وجرفت لمسافات بعيدة، لتظل الكتل الثقيلة من الإسمنت والتي هدمتها السيول ماثلة في وسط الوادي شاهدا على خطأ تنفيذ المشروع وتصميمه.
ولفت إلى أن الجميع يسمع وبشكل مستمر بمشروعات لحماية وادي عفرا وجوانبه، إلا أنه بعد فترة قليلة يسمع بذات المشروع والذي يتكرر بشكل شبه سنوي، بما يحمل الخزينة أموالا طائلة، ويدلل على تخبط كبير في إيجاد تصاميم ناجعة وكفيلة بعدم تكرار المشهد.
وأضاف أن المرافق العامة التي أقامتها وزارة السياحة من خلال مشروعات التطوير المستمرة والتي حملت الموازنة أموالا طائلة، تراجع أداؤها لعدم مراعاة احتياجات الموقع الفعلية من حمامات ومرافق عامة، حيث هناك نقص في أعداد الحمامات، وقلة المظلات والمقاعد والشاليهات وأماكن جلوس الزوار ومواقع الاستراحة وتناول الطعام.
وبين عاملون في الموقع أن فاتورة الكهرباء في الموقع ما تزال غير مسددة، وتبلغ قيمتها نحو 24 ألف دينار حيث تراجع مستوى الإنارة كثيرا، فيما المياه التي بلغت كلفتها أكثر من 500 ألف دينار، لم تصل تماما إلى الموقع.
ولفت الشبطات إلى أن أعمال النظافة لا يمكن لعامل واحد القيام بها وهو الذي يتناوب على الدوام مع خمسة آخرين وبشكل أسبوعي، بسبب سعة المكان الذي تتجاوز مساحته أكثر من 12 دونما، في ظل أعداد الزوار الكبيرة للموقع، وما يتركونه خلفهم من مخلفات الطعام والشراب.
وأكد أن أعمال الصيانة تتم بشكل مستمر لمرافق الموقع، بالرغم من تضمينها لأحد الأشخاص من القطاع الخاص بواقع 500 دينار شهريا، حيث تتعرض بعض المرافق للتلف والتكسير المتعمد، ليقوم المستثمر للموقع بطلب بدل صيانة من وزارة السياحة التي تستجيب بدفع بدل أعمال صيانة للمرافق في الموقع، حيث كان الأولى أن يقوم المستثمر في الموقع بكافة أعمال الصيانة على نفقته الخاصة بسبب مسؤوليته الكاملة عنه.
وأكد مدير السياحة خالد الوحوش أن أعمال تطوير منطقة سيل عفرا لحماية الجوانب ومجرى الوادي من الانجراف خصص لها منذ العام 2007 ولغاية الآن نحو 2.7 مليون دينار، موضحا أنها تتعرض للانجراف في كل تساقط للمطر، جراء الأودية العديدة التي تصب في مجرى الوادي والتي تعمل على رفع منسوب المياه بصورة لا تحتملها الأرضيات ولا الجدران المقامة لغاية الحماية من السيل.
وبين الوحوش أن عملية حماية الوادي من الانجراف يتطلب تنفيذها دراسات حقيقية تسهم في إيجاد مشروع يمكن من خلاله الحماية الفعلية لجوانب وبطن الوادي، إلا أن كل أعمال الحماية الماضية لم تنجح، نتيجة عدم وجود دراسات حقيقية متخصصة في الأودية والحمامات، إلى جانب عملية التنفيذ التي يجب أن تكون من خلال مقاولين متخصصين في تلك الأعمال، التي هي أعمال حماية إنشائية متخصصة.
وتقع حمامات عفرا المعدنية شمال الطفيلة بنحو 35 كم، وتتميز مياهها الحارة التي تصل درجة حرارتها بشكل ثابت إلى نحو 47 درجة مئوية بكثرة العناصر المعدنية الاستشفائية كالعناصر الكبريتية والمعدنية المنوعة، الى جانب عناصر مشعة فيها تسهم في الشفاء من أمراض عديدة، وتستقطب الزوار بالآلاف من الداخل والخارج.