ندوة تبحث تاريخ المواقع الاثرية في الاردن وابعادها وطنيا وحضاريا وانسانيا
المدينة نيوز :- أجمع منتدون على أن مواقع الاردن الاثرية في مختلف العصور التاريخية، لم تقرأ من منظور وطني وقومي وانساني وحضاري، مؤكدين ان من انشأ تلك الحضارات هو الانسان الاردني في بعده القومي خصوصا في منطقة بلاد الشام والعراق والتحامه معها ديمغرافيا وحضاريا في مختلف العصور التاريخية.
واشاروا في ندوة بمناسبة حفل توقيع كتاب "اكتشاف الوطن، الاردن" للاعلامية والاكاديمية الدكتوره حياة الحويك في منتدى عبدالحميد شومان مساء امس الاثنين، الى انه غالبا ما يتم التعامل مع المواقع الاثرية باعتبارها لا تشكل رابطا بين انسان هذه الارض والحضارات التي كانت قائمة عبر تلك العصور التاريخية.
وتمكنت الدكتورة الحويك ان تنقل في كتابها حديثا اسطوريا للارض التي تلتحم بها روحا ووجدانا من زوايا جديدة تعكس مراياه الابداعية كل ثنايا المكان وخفاياه واسراره التي تفيض بالجمال والاصالة ضمن خط فكري ثقافي يتسم بالوعي الذي احدث العاطفة السامية الصادقة، بحسب استاذ الاعلام في جامعة البترا الزميل الدكتور زهير الطاهات.
وبين الزميل الدكتور الطاهات الذي قدم المؤلفة والمعقبين، ان المؤلفة لم تترك حقبة تاريخية الا عكست مرايها بدقة عبر هذا الكتاب الذي حمل في ثناياه الكثير لتروي لنا قصص الحضارات التي احتضنتها الارض الاردنية وتصل بنا الى محطة ميشع الملك المؤابي الذي غفل كثير من المؤرخين على المستوى العربي والدولي عن مسلته في جوانبها الاعلامية، لافتا الى ان المؤلفة تمضي في كتابها الى غرس معاني القيم الوطنية والولاء والانتماء المستند على الوعي بالمعرفة والثقافة لا المبني على العصبية الصماء.
ولفت استاذ الادب العربي في الجامعة الاردنية الدكتور سمير قطامي الى انه قبل قراءة هذا الكتاب كانت المعلومات التي لديه ان الاثار الاردنية في عمان وجرش وام قيس ، هي اثار رومانية بناها الرومان عندما احتلوا بلادنا في القرون الغابرة، موضحا ان المؤلفة نقضت كثيرا من النظريات والاحكام التي كانت تدرس عندنا او التي كرسناها حقائق ثابتة ومنها ان الرحالة الانجليزي بيركهارت هو الذي اكتشف البترا واثباتها ان البترا معروفة لدى العرب منذ القديم وكتب عنها مؤرخوهم القدماء ووصفوها بالتفصيل.
وقال ان الدكتوره الحويك نهدت للرد على تخرصات الاثاريين الاوروبيين واليهود، بانحازهم للروايات التوراتية، واثبتت بالادلة المادية ان هذه الاثار الاردنية هي اثار ادومية ونبطية وعربية قديمة وان البترا تسبق المرحلة الرومانية، كما أن فسيفساء مأدبا تعود الى رساميها المحليين الذين نشأ عندهم هذا الفن منذ آلاف السنين وليس للبيزنطيين.
ولفت استاذ الاثار في جامعة اليرموك الدكتور عمر الغول الى نقص الكتب والتوثيق في موضوع الاثار الاردنية علما بان هناك 50 بعثة اثار تنقيبية في العام الواحد على امتداد 70 عاما من التنقيب.
واشار الدكتور الغول الى ان المؤلفة تجاوزت في كتابها حدود التخصصات الضيقة بما يتيح رؤية الحقيقة في جوانبها المختلفة واعادة صياغتها صياغة جديدة لاسيما من حيث بناء العمل متكئة على نظرة شمولية نابعة من منطق علمي ودوافع فكرية سياسية، مؤكدا انها قدمت نظرة شمولية في بناء العمل جغرافيا وليس زمنيا وربطت الماضي بالهوية الاردنية وبالحاضر.
من جهتها بينت الدكتوره الحويك ان هدفها من هذا الكتاب الاشارة الى الخط الحضاري الذي يجمع ابناء هذه المنطقة لاسيما الهلال الخصيب .