فصول من حياة الشهيد المهندس عدنان الغول

تم نشره السبت 30 تشرين الأوّل / أكتوبر 2010 07:00 صباحاً
فصول من حياة الشهيد المهندس عدنان الغول

المدينة نيوز - ليلة22 –10-2004 قصفت طائرة صهيونية سيارة كان يستقلها المجاهد يحيى (عدنان) الغول في أحد شوارع مدينة غزة لتنهي مسيرة مجاهد مطارد أرسى قواعد التصنيع العسكري وفتح للعمل المقاوم آفاق رحبة..

وطوى الغول الذي عاش (18)عاما من المطاردة صنع خلالها المئات من صواريخ القسام والصواريخ المضادة للدروع والعبوات الناسفة بكافة إشكالها وجهز الكثير من المجاهدين، ولكن ذلك لن يوقف تطوير المقاومة الفلسطينية لهذه الوسائل لاسيما أن الغول قد درّب وخرّج المئات من المهندسين العسكريين على كفاءة عالية جدا تمكنهم من تطوير الصواريخ والقذائف والأسلحة والعتاد العسكري بهدف تعزيز وتصعيد أعمال المقاومة ضد قوات الاحتلال حتى تحرير الأراضي الفلسطينية ورفع الظلم والعدوان عن كاهل الشعب الفلسطيني.

لم يكن الغول مسؤول التصنيع في كتائب عز الدين القسام الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس قائدا عسكريا عاديا، بل كان مهندسا مبدعا، ترك بصمات واضحة في تاريخ الشعب الفلسطيني من خلال تصنيعه الوسائل القتالية بكافة أشكالها في مقدمتها صواريخ القسام من مواد بدائية الصنع.

بدأ المجاهد عدنان الغول مشواره الجهادي في عقد الثمانينيات من القرن الماضي، حينما كان شابا يمتلئ حبا لوطنه المحتل، ويرى أبناء شعبه يتذوقون الويلات من قبل قوات الاحتلال، فبدأ بتنفيذ هجمات ضد قوات الاحتلال في أنحاء متفرقة من مدينة غزة، حيث شكل بعد ذلك خلية فدائية من بعض الشبان الذين يعرفون بانتمائهم للحركة الإسلامية في ذلك الوقت، وبدؤوا بجمع السلاح في منطقة المغراقة جنوب مدينة غزة، حيث ضبطت قوات الاحتلال كمية كبيرة من السلاح هناك في عام 1986 وقد ارتبط اسمه بها ليصبح مطاردا للاحتلال، وذلك قبل عام من اندلاع الانتفاضة الأولى (1987 – 1994) .

ومع اندلاع انتفاضة الأقصى بدأ الغول في ذلك الوقت يعمل جاهدا على تطوير الأسلحة التي بحوزة المقاومين الفلسطينيين لاسيما أن قوات الاحتلال تستخدم أسلحة أكثر فتكا، وقد استشعر الكيان الصهيوني الخطر القادم من بين أصابع عقل هذا الرجل، حيث لهثت كثيراً في البحث عنه ومطاردته ولم تبقى منطقة إلا وتبحث فيها عنه.

وعمل عدنان الغول خلال هذه السنوات من المقاومة على وضع استراتيجية للتسليح في حركة "حماس " بدءاً من تصنيع الأسلحة الخفيفة، وانتهاء بصواريخ القسام، مرورا بالقذائف المضادة للدروع والعبوات الناسفة وتجهيزه لعدد كبير من الاستشهاديين، كما درب المئات من المهندسين الذين يعملون على الأرض في تصنيع هذه الأسلحة، في حين كان عدنان يشرف عليهم إشراف ويضع بعض لمساته.

ووصف أبو عبيدة الناطق الإعلامي باسم كتائب القسام الغول بأنه "كبير المهندسين القساميين، والمهندس الذي طالما طور الأسلحة والعدة لمواجهة الاحتلال ".

وأضاف "إنه (الغول) العقل المدبر الذي يقف وراء تطوير عشرات المشاريع العسكرية الخاصة بكتائب القسام من صواريخ القسام والعبوات والتي كان آخرها صناعة قاذفة الياسين (آر بي جي - محلي) الذي أثبت فعاليته في التصدي لقوات الاحتلال، وقد ترك بصمات عظيمة في مجال التطوير العسكري الذي خدم المقاومة على مدى هذه السنوات الطويلة ".

وتابع "أن الغول خرّج قبل استشهاده المئات من المهندسين الذين سيواصلون الطريق، فهناك المئات من المهندسين الذي خرجهم الغول هم سيواصلون الطريق من بعده وسيكونون بإذن الله رعب يطارد اليهود، وعلى الاحتلال أن يسعد لملاحقة المئات بل الآلاف من المهندسين ".

 


المحاولة الأولى للاغتيال...


اعتقلت السلطة الفلسطينية بعد أن دخلت قطاع غزة عام 1994 القائد عدنان الغول ومنعت الشهيد من سياحته الجهادية ، كما فعلت مع العديد من المجاهدين الصادقين ، حاولت المخابرات الصهيونية اغتياله من خلال دسّ السم له في فنجان القهوة الذي قدم له داخل سجن السلطة.ويقول أحد المقربين من عدنان إن نوعية السم الذي وضع لعدنان في القهوة قاتل وفتاك جدا، ولكن عناية الله لطفت به، حيث نقل إلى مشفى الشفاء وهو في غيبوبة تامة، وتصادف نقله وجود طبيب ألماني مختص في التسمم أنقذ حياته، حيث ظل يعاني من آثار هذا السم حتى استشهاده بأنه لا يمكنه أن يسير على قدمه مسافة كيلومتر واحد.

المحاولة الثانية  للاغتيال ...

في تاريخ 22/8/2001 كان الشهيد القائد عدنان الغول مع القائد محمد الضيف و عدد من المجاهدين في موكب من السيارات ، وكان الشهيد بلال ابن القائد عدنان الغول يقوم بحراسة سيارتهم أثناء مسيرها ، ولسرعة البديهة عند بلال أبدى شجاعة وحسن تصرف أيقن أن طائرات الأباتشي ترصد السيارة التي كانت تقل والده مع بقية المجاهدين فطلب من والده تبديل السيارات لتضليل طائرات العدو بسيارته هو ، وبالفعل نجح بلال وأصابت صواريخ مروحية الاباتشي السيارة الخطأ وارتقت روحه إلى مرتبة الشهادة . وفي تاريخ 9/3/2002، هدمت قوات الاحتلال منزل القائد عدنان الغول. حيث اقتحمت قوات الاحتلال في منتصف الليل قرية المغراقة، جنوب مدينة غزة وداهمت المنزل وقامت بوضع المتفجرات في أرجائه، ومن ثم نسفته. ويتكون المنزل من طابقين من الباطون المسلح، على مساحة 200 متر مربع

 

المحاولة الثالثة  للاغتيال ...


في تاريخ 30/6/2003 أحاطت قوات صهيونية خاصة مدعمة بدبابات وطائرات هليكوبتر منزل عائلة عدنان الغول في منطقة المغراقة في محاولة ثالثة فاشلة لاغتياله ، وطالبت باستسلام كل من فيه إلا أن محمد ابن القائد عدنان الغول حمل السلاح كما حمل العهد ليحقق الأمنية التي طالما انتظرها كما اتضح في وصية كتبها بعد استشهاد شقيقه يوصي بدفنه في مقبرة الشهداء بقرب بلال. وبدأت معركة حقيقية بين محمد وقوات الاحتلال الجبانة فأوقع قتلى وجرحى في صفوفهم وتناثرت أشلاؤهم على الأسطح القريبة جراء العبوات التي زرعها محمد في ساحة البيت ، حتى ارتفع شهيدا رحمه الله تعالى . وأنكرت قوات الاحتلال مدعية مقتل جندي واحد فقط في هذه المعركة البطولية التي خاضها محمد .
المجاهد عدنان الغول استشهد بعد أن درّب وخرّج المئات من المهندسين العسكريين

وفي ليلة (21-22/10) طوى الغول 18 عاما من المطاردة صنع خلالها المئات من صواريخ القسام والصواريخ المضادة للدروع والعبوات الناسفة بكافة إشكالها وجهز عدد من الفدائيين، ولكن ذلك لن يوقف تطوير المقاومة الفلسطينية لهذه الوسائل لاسيما أن الغول قد ودرّب وخرّج المئات من المهندسين العسكريين على كفاءة عالية جدا تمكنهم من تطوير الصواريخ والقذائف والأسلحة والعتداد العسكري بهدف تعزيز وتصعيد أعمال المقاومة ضد قوات الاحتلال حتى تحرير الأراضي الفلسطينية ورفع الظلم والعدوان عن كاهل الشعب الفلسطيني..

خرجت غزة عن بكرة أبيها في وداع الشهيد يحيى عدنان الغول في موكب جنائزي للشهيدين مهيب شارك فيه عشرات الآلاف من الفلسطينيين الذين توافدوا من كافة أنحاء قطاع غزة، و تقدّم عددٌ من قادة حركة "حماس " والعشرات من المسلحين الذين أطلقوا النار في الهواء و هم يتوعدّون بالثأر.( كتائب القسام ) .

 

 




مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات