قصيدة حيدر محمود الجديدة في الذكرى الـ 39 لاستشهاد وصفي التل
هو وحده وصفي ...
قَتـلـَتهُ أمْريكـا ..وإسْـرائيلُ
واللا دَليلُ ، الْمُسـتفِزُ .. دَلــيلُ
قَـتـلوه ُ ..كَيْ يُخـفوا الذي فَعَلوهُ في
وَطَن ٍ .. لِخَيـلِ اللهِ فيهِ صَهـيلُ
هُمْ دَبّروا " أيْـلولَ "! فانتـفَضَتْ عَلى
ما دَبّروهُ .. مَنابِتٌ ..وأُصولُ !
والنّهْرُ ،نـَـهْرُ الحُبِ ، يرفـُـض ُ أنْ يَرى
دَمَهُ ..بِأيْدي الحاقِدينَ يَسـيلُ !
وعَلى صُخور الضفتَيْنِ ..تحَطـمَتْ
أ ُُسْطورَتان : " بَديلَة ٌ " و " بَديـلُ " !
***
" وَصـفي ".. شَهيدُ الضِفتيْن ِ ..وفيهِما
مُهَجٌ .. يَصولُ بها الهَوى ، ويَجولُ
وهْـوَ الفِدائي ّ ُ الحقيقي ّ ُ الذي
ما مَسّـه زَيـْْفٌ .. ولا تـضْـلــيلُ
كانَ " الرّصاصُ " يَراعَهُ ، وَذِراعَهُ
وكِلاهُما ، بِكِلَيْهِما.. مَوْصولُ..
وأشَدّ ُ ما يَخْشـى عَدُوٌ غاشِـمُ
فينا : زُنودٌ صَلـْبَة ٌ ، وعُقولُ !
وهو " العَرارِيُّ الأصيلُ "..صَلاتــُه
مَقـبولة ٌ .. وصِيـامُهُ مَقــبولُ
قَتَلوهُ .. كَيْ يَتـخَلصوا مِنْ شاهِدٍ
عَـدْلٍ ..على مَنْ مالَ ،أوْ سَيَميـلُ !
هُوَ وَحْدَهُ " وَصْفي "، ولا "وَصْـفي " سِوى
" وَصْفي ".. وإيجازي هُو التفـْـصيلُ !
***
قَتَلوكَ " يا ابنَ أبي " ..لأنـكَ آخِرُ الْ
رّائينَ ..خَوْفَ تـقولُ ، ما سَتـقولُ !
فَلَقَدْ رأيْتَ ، بِأ ُمِّ عَيـْنِكَ ،أُمّة ً
لا سائِلٌ فيها .. ولا مَسْؤولُ !
وَعَرَفْتَ ، أسْبـََقَ مِنْ سِواكَ ، مَنِ الذي
يَبْقى ؟! وَمَنْ بَعْـدَ السُقوطِ يَزولُ ؟!
.. سَتَموتُ أشْجارٌ ، وَتـُطْفئُ نارَها
نارٌ ..وَتـَخـْـتصِرُ الفُصولَ فُصولُ !
وتَقومُ أسْوارٌ ، عَلى أنـقاضِ أسـْ
وار ٍ.. وَتـدْفُقُ ،أوْ تـجِفُّ سُـيولُ
وَصَدَقـتَ حَدّ المـَوْتِ ..فَالرّائي بِلا
عُمْر ٍ ..وَعُمْرُ الُمستكين ِ ..طَويــلُ
***
"وَصْفي " ..وَيَسْألُ عَنـكَ دَوْماً فِتـيَة ٌ
لَمْ يَعْرِفوكَ ..وَصِبْيَة ٌ ..وَكهولُ
وَتَظـلُ ـ جيلا ً بَعْدَ جيلٍ ـ حاضِراً
فينـا ..لأنكَ أنـْتَ وَحْدَكَ ..جيـلُ
هذا الخُلودُ ،هُوَ الخُلودُ، ويا أبا الـْ
فقَراءِ .. إنّ الخالِدينَ قَليلُ !
***
"وَصْفي " ..وأخـتصِرُ الْكَلامَ ،لأنـهُ
لَوْ طالَ ..فهْوَ على الجَميعِ ثَقيلُ !
الشـّعْرُ يُخـشـى ، وهْوَ لا يَخْشـى ،وَكَمْ
شاهَتْ وُجوهٌ ..وهْوَ بَعْدُ جَميـلُ
وَيَصيرُ أبْهى كـُـلما مَنعوه ،أوْ
قَمَعوهُ .. فالنخلُ الظـليلُ ظـَليلُ
و "عرارُ " شاهِدُنا ..وأنـتَ شَهيدُنا
وكِلاكُما ، في لَيْـلِنا ، القِنديـلُ
وسَأكـْـتفي بـالقـولِ : إنّ الـكـل ّ َ في
شَـوْقِ إلَيْـكَ ..فَهَـلْ إلَيْـكَ سَـبيــلُ ؟!
حيدر محمود " تشرين الثاني 2010 "