ما تداعيات نشر تسريب لقاء مغلق بين الدبيبة ونظيره المصري؟
المدينة نيوز :- أثار تسريب نشره ناشطون لاجتماع مغلق بين رئيس الحكومة الليبية ونظيره المصري هاجم فيه الأول القضاء في مصر، ردود فعل واسعة وتساؤلات عن من يقف وراء الحادثة، وما إذا كانت الحكومة في ليبيا قادرة على احتواء الموقف.
وتداول ناشطون وصفحات على السوشيال ميديا مقطعا صوتيا يجمع رئيس الحكومة الليبية عبد الحميد
الدبيبة ونظيره المصري مصطفى مدبولي، قبيل توقيع حزمة من الاتفاقات بين البلدين، قيل إنه لاجتماع ودي ومغلق بين الرئيسين هاجم فيه الدبيبة القضاء المصري "بعد حكمه لصالح شركة الخرافي الكويتية ضد ليبيا".
"غضب وامتعاض"
وطالب الدبيبة نظيره المصري بضرورة التدخل لدى السلطات التشريعية والقضائية لإعادة النظر في الحكم الذي صدر لصالح شركة الخرافي الكويتية ضد الدولة الليبية واصفا إياه بالظالم، ما دفع مدبولي للتأكيد أن حكومته لا تتدخل في عمل القضاء لكنه سيقوم "بإيصال رسالة الدبيبة لمن يهمه الأمر".
وذكر ناشطون أن "أغلب الصفحات التي نشرت التسريب بشكل حصري عليها هي تتبع لوزير الدولة للاتصال والشؤون السياسية بالحكومة الليبية، وليد اللافي".
ولم تعلق حكومة الدبيبة ولا وزيرها حتى الآن على التسريبات أو الاتهامات، لكن مصدرا قريبا من الحكومة، طلب عدم ذكر اسمه، أكد أن "الدبيبة في حالة غضب وصدمة من الأمر وأنه قد يتخذ قرارا بالخصوص قريبا لمحاولة استرضاء الحكومة المصرية التي لم يصدر عنها أي تعليق أيضا"، وفق قوله ، بحسب "عربي21" .
وطرح التسريب سؤالا: هل يتسبب الأمر في أزمة بين البلدين وإحراج حكومة الدبيبة؟ أم تنجح الأخيرة في احتواء الأزمة؟
"الأزمة مستمرة"
وقال الضابط الليبي، العقيد سعيد الفارسي: "أعتقد أن التسريب كان مقصودا من أحد الوزراء الذين حضروا اللقاء المغلق بين رئيس الحكومة وهم عددهم محدود ومعروفون، أما بخصوص تسبب الأمر في حدوث أزمة فلن يحدث كون الأزمة موجودة ومستمرة نظرا لاستمرار دعم النظام المصري لحفتر".
وتوقع أن "تقوم حكومة الدبيبة باحتواء الأزمة وتجاوزها لكن تظل العلاقة بين الحكومة ومصر تشوبها أزمات وتعكير للعلاقات طالما بقي حفتر ومشروعه في المشهد"، وفق تقديره.
"فرصة الدبيبة"
ورأى الكاتب والمدون الليبي، فرج فركاش أنه "رغم أن التسريبات أعطت دفعة للدبيبة وأظهرته بمظهر المدافع عن حقوق ليبيا في الخارج، لكنها في نفس الوقت أظهرت جهله بالفصل بين السلطات القضائية والتنفيذية في الدولة".
وأضاف ": "عدم تعليق الحكومة المصرية بشكل رسمي حتى الآن ربما يعطي فرصة للدبيبة لتوضيح موقفه أولا ومعالجة الأمر إن كان التسريب من جانب أحد أعضاء وفده، ولا أعتقد أن يكون لهذا الحدث غير الناضج سياسيا أي أثر على العلاقات بين الحكومتين أو الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة مؤخرا"، كما توقع.
"تحقيق ومساءلة"
في حين رأى الخبير القانوني الليبي، مجدي الشبعاني أن "هذا التسريب سيجعل القيادة المصرية حذرة مستقبلا في تعاملها مع الحكومة الليبية، لذا فإن على رئيس الحكومة الدبيبة تشكيل لجنة للتقصي عن كل من يقف وراء التسريب ومساءلته ومن ثم تقديم اعتذار للحكومة المصرية بطرق غير رسمية بعد اتخاذ هذه الإجراءات".
وأضاف : "إجراء تحقيق ومساءلة المتورط خطوة مطلوبة جدا وضرورية للحفاظ على بقاء الود والتقارب بين الحكومتين، خاصة بعد الحفاوة التي لاقاها الدبيبة خلال زيارته لمصر والاتفاقات الكثيرة والكبيرة التي تم توقيعها بين البلدين وبحضور رئيسي الحكومتين"، كما قال.