طلاق بين الإمارة والتجارة

تم نشره الإثنين 11 تمّوز / يوليو 2011 01:12 صباحاً
طلاق بين الإمارة والتجارة
جمانة غنيمات

يرفض الأردنيون، مهما كانت خلفياتهم الاقتصادية ومستوى مداخيلهم، الحديث عن زيادة معدلات الضرائب على سلعة أو خدمة، بحجة أنهم يسددون أكثر مما ينبغي خصوصا وأن الحكومات السابقة أسرفت في فرض الضرائب.
الموقف السابق ليس حكرا على أحد، بل يضم جميع القطاعات الاقتصادية بدءا بالبنوك والتجارة بكل أنواعها وانتهاء بالاتصالات والضرائب على الأفراد.
 ويتطرف الناس في رفض مقترحات رفع معدلات الضريبة، مؤكدين أن جميع الحكومات سلكت هذا الطريق لحل المشكلات الاقتصادية وأسقطت من حساباتها المشاكل الجوهرية التي يعاني منها الاقتصاد.
 وعند سؤالهم عن الحلول التي يرونها، يأتي جواب واحد لا غيره، وهو القضاء على الفساد الذي التهم كل شيء خلال الفترة الماضية، من خلال تسريع التحقيق في ملفات الفساد والبت فيها، بحيث يتسنى إعادة مبالغ مالية سلبت لتسهم بحل المشكلة.
حسم ملف الفساد يقود إلى طريق آخر يتمثل بإعادة الثقة بين المستثمر والبلد، بعد أن فقدنا كثيرا من الاستثمارات سواء تلك التي خرجت من عندنا بعد سنوات من العمل أو تلك التي جاءت ولم تكمل بعد أن طلب من أصحابها تقديم عمولات من هنا وهناك، لتسهيل مهامهم ما أدى إلى هروبهم بلا عودة.
وللأسف يمتد التأثير السلبي لما سبق، حينما يروي من هرب منهم تجربته الخاصة التي خاضها ويتحدث عن صعوبات تواجه الاستثمار في الأردن وتحديات تواجه المستثمرين، ما أدى إلى تنفير بعض أصحاب رؤوس الأموال من إنشاء استثماراتهم لدينا.
والحكايات التي تروى عن تجارب المستثمرين كثيرة، وأخطرها تلك المتعلقة بممارسة بعض المسؤولين كبارا وصغارا طلب عمولات من المستثمرين بحجة تسيير وتسهيل أعمالهم، وهو شكل آخر من أشكال الفساد التي تتعدد أثوابه بين إداري ومالي.
المشكلة أن ثمة كثيرا من الشواهد على ممارسات مسؤولينا ووزرائنا تدلل على استغلالهم للموقع العام، وتحديدا أولئك الذين ما إن يتركوا الموقع الرسمي حتى نراهم مسؤولين كبارا أيضا في شركات مهمة ويتلقون رواتب ضخمة لقاء خدمات قدموها أو سيقدمونها في موقعهم الجديد لأصحاب الشركات.
اليوم بات الفصل بين السياسة والاقتصاد مطلبا لوأد مخاوف الشركات الضخمة من مسلكيات بعض المسؤولين التي منعت كثيرا منها من العمل لدينا، وحرمت العديد من الشباب من فرصة عمل تمنحهم الفرصة لتحقيق طموحاتهم.
وإنهاء سطوة السياسة على الاقتصاد ضرورة، ورغم أن "أبغض الحلال إلى الله الطلاق" إلا أن قطع العلاقة بين قطاع الأعمال والسياسة بات مطلبا، خصوصا وأن الخلط بين الأمرين تسبب بتفشي ظاهرة الفساد وهدر الأموال وسخر الثانية لخدمة الأول، وأضاع فرصا كثيرة لتحقيق التنمية المستدامة، خصوصا وأن النخب التي قبضت على السياسة يوما صارت اليوم مسيطرة على القطاع الخاص.
أبرز العيوب التي شابت النهج الاقتصادي تمثلت بالخلط بين الإمارة والتجارة، وها نحن اليوم نجني نتاج ما اقترفت أيدي المسؤولين.
 تقويم اعوجاج الحال يتطلب سرعة الفصل بينهما وإلا فإن الأمور لن تسوى، وسنظل ندور بحلقة مفرغة من الشكوى تنمي حالة الاحتقان الشعبي، وتسهم بتصعيد الحراك الشعبي المستاء أصلا من حاله الاقتصادي.(الغد)

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات