قمة " السكارى " و" عراة الصدور "
الذي يراقب ما يجري من سعي القوى الكبرى لبناء تحالفات قطبية جديدة ترسم خريطة القرن القادم ، يدرك كم أن مجموعة من " السكارى " يتحكمون بهذا العالم ويرسمون حاضره ومستقبله في مشهد كاريكاتوري لا يليق بالإنسان الذي كرمه الله وأسجد له الملائكة .
وصف " سكارى " ليس من كاتب هذه السطور ، بل أطلقه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على قادة الدول السبع الكبرى الذين انهوا اجتماعا لهم في ألمانيا نهاية الأسبوع ، وذلك في معرض رده على سخرية هؤلاء الكبار من بوتين ومن اسلوبه في الظهور لشعبه والعالم .
فقد علق رئيس وزراء بريطانيا بويس جونسون على صورة لبوتين يظهر فيها وهو عاري الصدر ويمتطي حصانا ، علق لنظرائه الكبار في القمة : " إن بمقدورنا جميعا خلع ملابسنا لإثبات أننا اقوى من بوتين " قالها متهكما على صورة الرئيس الروسي الذي يحرص أن يبدو قويا وشابا وخارقا ، في حين اجابه رئيس وزراء كندا جاستين ترودو قائلا : " نعم بإمكاننا الظهور عراة الصدور مثل بوتين ونحن على ظهور الخيل " وسط ضحك بقية القادة .
بوتين بدوره لم يترك الأمر يمر بدون تعليق ، فخلال وجوده في تركمانستان يوم الخميس قال " إن هؤلاء القادة مجرد سكارى يعاقرون الخمر ولا يمارسون اي رياضة " .
أضاف متهكما : " لا اعرف كيف يريدون أن يخلعوا لابسهم ، هل سيفعلون ذلك فوق الخصر أم اسفله ، وفي كلتا الحالتين فإني اعتقد أن منظرهم سيكون مقززا " .
وبخصوص ظهوره الذي كان مدار تعليقاتهم قال : من الضروري أن يتوقف المرء عن معاقرة الخمر ، والعادات السيئة الأخرى ، وأن يمارس الرياضة ليظهر بمظهر مناسب ومقبول " .
هؤلاء : بوتين والسكارى السبعة ، وللأسف ، هم من يرسمون خريطة العالم في الفترة القادمة ، وهم من يصنعون الأحلاف والخرائط ويحددون الأوطان للآخرين، بينما يغط العالم كله باستثناء دول معدودة في نوم عميق ، سحيق .
لو رجعنا إلى بداية القرن الماضي لرأينا كيف أن سايكس وبيكو كانا يمزحان ويطلقان النكات خلال رسمهها لخريطة تركة الدولة العثمانية ، ولأن اليوم هو كالبارحة فإن نفس هؤلاء مع تغيير في السحنات والجغرافيا يرسمون خريطة القرن القادم بجميع جهاته وقاراته وسط نكات عن صدر بوتين العاري ، بينما يرسم بوتين خريطته الخاصة خلال تساؤله عن طبيعة خلعهم لملابسهم من فوق السرة أم من تحتها .
للتذكير ، فإن قادة الدول السبع " السكارى " وفق وصف بوتين ، يسيطرون على 60 % من الاقتصاد العالمي ، ولكم أن تتخيلوا كيف يدار هذا الاقتصاد على ايدي هذه " الاشكال " التي تحالفت فيما بينها ، في الوقت الذي يئن فيه مليارات البشر تحت نير العبودية الجديدة التي يرسمها الآن بايدن وجونسون وبوتين وبقية " الشلة " بالصدور العارية وبالمناظر " المقززة " ! .
جى بي سي نيوز