زيارة بايدن للقدس وبيت لحم
ما انتهت اليه زيارة بايدن لمقر الرئاسة الفلسطينية في بيت لحم وما قيل على لسان الطرفين لا يبشر بخير على صعيد القضية الفلسطينية التي يراد لها أن تظل اثرا بعد عين .
لماذا عقد الاجتماع في بيت لحم ، وما علاقة ذلك بصلاة بايدن في أقدم وأقدس كنيسة لدى المسيحيين ؟ .
لن نوافق من ذهبوا إلى أن الاجتماع في القدس الشرقية له رمزية سياسية من نوع ما ، لأن كل ما قيل بهذا الشأن تم " تفنيده " وتأكيد عكسه تماما ، ليتضح بأن بايدن ليس لديه اي مشروع سلام ولا دولتين ولا أي شيء باستثناء إرضاء اسرائيل لدواع انتخابية أمريكية .
من قرأ بعمق تصريحات بايدن يدرك تماما صحة ما قلناه آنفا ، من حيث أنه لا ضغوط امريكية على اسرائيل لوقف الاستيطان ، ولا ضغوط لمباشرة العملية السياسية الفاشلة أصلا :
ها هو يصرح بملء فمه ، بأن حل الدولتين بعيد المنال بسبب " عدم وجود وقت مناسب لذلك " . ويكفي هذا التصريح لبناء التصور الحقيقي للمشهد الفلسطيني بالعيون الأمريكية .
ويتذكر المتذكرون بأن أولى تصريحات بايدن عقب استقباله من قبل لابيد وفي مقر نصب الهولوكوست هو اعترافه بأنه " صهيوني " وبأن " المرء ليس شرطا ان يكون يهوديا ليكون صهيونيا " كما قال ، وهو تصريح سبق وأطلقه أكثر من مرة ، ويكرره الآن ، ويكشف كنه هذه الزيارة وحقيقة هذا الرئيس" الصهيوني " المؤمن بكل ما تمثله الصهيونية من عنصرية وإجرام وخروج على القوانين والأخلاق والأعراف الدولية والانسانية ، ولم يكتف بذلك ، بل قال بكل جرأة ايضا : " ان اسرائيل دولة يهودية مستقلة " وهو بذلك يلغي مليونا ونصف المليون عربي فلسطيني عبر الخط الأخضر ويتجاهل أنهم ليسوا يهودا وأنهم أصحاب الأرض الحقيقيون .
يريد بايدن تطبيعا شاملا في المنطقة بغض النظر عن مصير فلسطين وشعبها في الداخل والخارج سوى ما حاول به رشوة هذا الشعب الذي لا يرتشي لا من بايدن ولا من سواه ، عندما ركز في مؤتمره الصحفي المشترك مع عباس على دعم الأونروا بـ 200 مليون دولار ودعم المرافق الصحية في القدس بـ 100 مليون ،وكأن فلسطين باتت مجرد حصالة دولارات وليست أرضا لشعب يفوق عدده 12 مليونا في الداخل والخارج ووسط هذا كله رفض الحديث عن القدس سوى أنها مدينة مفتوحة للجميع ضاربا عرض الحائط ما تعنيه المدينة المقدسة والمسجد الاقصى بالذات لـ ملياري مسلم .
والنكتة المضحكة المبكية أن رئيس السلطة دعا بايدن لحل الدولتين وسط كل هذا الهراء السياسي ، مع أنه يدرك بأن 650 ألف مستوطن يحتلون الضفة الغربية وبأن 63 % من مساحة الضفة باتت تتبع المستوطنات ، وبأن إقامة دولة فلسطينية مستقلة كما يطالب عباس يعتبر أمرا مضحكا لاستحالة ذلك جغرافيا وميدانيا وسياسيا ، كما وإن عباس لم يعلق على تصريح بايدن الخطير بشأن القدس .
واللافت الأخير ، وهو لا يقل خطورة عما سبق ، هو أن اجتماع بايدن بعباس استغرق 50 دقيقة ، ولكن ما يثير الشبهة هو ما سربته وسائل الإعلام المختلفة عن أن اجتماعا سريا " ثنائيا وبدون وفود أو ممثلين فلسطينيين " تم عقده بين الرجلين فقط .
السؤال هو : لماذا يتم عقد لقاء سري في زيارة مفتوحة وماذا دار في هذا الإجتماع ؟..
جى بي سي نيوز