بعيد المنال..
تتطاير شظايا كلمات الرئيس الأمريكي جو بايدن في فضاء المنطقة،بعد قمة جدة التاريخية، ومما زاغت عنه وسائل الإعلام والفضائيات قوله أنه يدعم حل الدولتين، لكن ذلك بعيد المنال، مما يؤكد أن قيام دولة فلسطينية ليس على جدول اعماله ويعني أيضا تبنيه لافكار قادة الصهاينة بوأد الحل السياسي، وتبنيه فكرة الحل الاقتصادي بالاراضي الفلسطينية المحتلة.. والسؤال..كيف؟!.
لا يوجد مكسب فلسطيني سياسي واحد من جولة الرئيس بايدن،وعلى العكس فلا استئناف لمفاوضات السلام، ولا إعادة لفتح مكتب منظمة التحرير في القدس الشرقية، ولا قبول لفكرة حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، فيما المكاسب الاقتصادية باستئناف تقديم الدعم المالي للاونروا واعلانه دفعات مالية ومساعدات للمستشفيات الفلسطينية وما إلى ذلك، هي ذات الرؤية الإسرائيلية للشعب الفلسطينيي، فما قاله علنا عن دعمه لحل الدولتين وأن ذلك بعيد المنال هو الحقيقة الناصعة في موقفه السياسي من وأد فكرة قيام دولة فلسطينية ولهذا تبعات خطيرة نؤشر عليها بالاتي:-
واشنطن بادارتها الديمقراطية اضحت نسخة مكررة عن الإدارات الجمهورية، وبعبارة أدق فإن للوبي الصهيوني كلمة الفصل فيما يخص المسار السياسي والاقتصادي في فلسطين، وأن فكرة الحلول السياسية لملفات الحل النهائي من قيام دولة فلسطينية،والحدود والمياه والمستوطنات والقدس واللاجئين باتت من الماضي، وعلى السلطة الفلسطينية أن تتكيّف مع ذاتها ولا تراهن على الوسيط الامريكي ولا غيره، فاوروبا مشغولة بحرب روسيا على أوكرانيا، وإسرائيل تسبح في فضاء الإقليم مستغلة نفوذها وقوتها في واشنطن.
الرئيس بايدن نسخة مكررة عن سلفه ترامب، ولا فوارق تذكر، فصفقة القرن بصورتها الترامبية هي ذاتها اليوم في البيت الأبيض، والزيادة عليها إضافة أن قيام دولة فلسطينية بعيد المنال، فيما صقفة القرن كانت أكثر وضوحا، كما أن وأد حل الدولتين سوف يشجع قادة إسرائيل على تكثيف بناء المستوطنات ومصادرة الأراضي الفلسطينية،والنهاية ليست بعيدة المنال، فخيارات الشعب الفلسطيني تتمثل ليس في المفاوضات وحدها بل في المقاومة بكل أشكالها.
السلطة الفلسطينية مدعوة إلى مراجعة سياساتها وخياراتها في ضوء تخلي واشنطن عن حل الدولتين وحصر المسار السياسي بالرؤية الإسرائيلية، وأن ذلك يتطلب العودة إلى فتح ملف المصالحة مع حماس وأخواتها وأن حل الدولتين بالمقاومة سيكون قريب المنال، بعد أن تتأكد إسرائيل أن وجودها في الضفة الغربية يقابله ثمن باهظ لجنودها والتها الحربية، وأنها قد تجبر على الاندحار كما حدث في غزة وقبلها في جنوب لبنان.
آمال الشعب الفلسطيني تتحقق بالمقاومة الشعبية بكل أشكالها، وإسرائيل من داخلها واهنة ولا تقوى على الصمود أمام ضربات المقاومين،فكل مستعمراتها إلى زوال كما زالت من غزة،وأن الرهان على واشنطن أو قادة إسرائيل هو ضرب من الخيال، ومهما طال وجودها (إسرائيل) فإن نهايتها ليست بعيدة المنال.
الدستور