منتدى النهضة: دعوة لوقف صناعة التفاهة وتمييع الأجيال
المدينة نيوز :- ناقش منتدى النهضة ظاهرة صناعة التفاهة وتمييع الأجيال، والتي بدأت تظهر بوضوح وبشكل يومي كتوجيه الشباب لقضايا غريبة عن مجتمعاتنا وعاداتنا وتقاليدنا وقيمنا، ومنها متابعة وملاحقة وإستقبال مشاهير التوك توك والسوشيال ميديا والمغنين المرفوضين أصلا في بلادهم وذلك في بعض الأماكن العامة ومنشآت القطاع الخاص، وكذلك التعمد بصناعة جيل يشوبه العزوف الواضح عن متابعة القضايا الوطنية والشأن العام، الأمر الذي يهدد مستقبل البلاد وأمنها القومي، حيث أن الشباب هم نقطة إرتكاز الدول وهم الذين يعول عليهم ليتسلموا اللواء وإكمال مسيرة الآباء والأجداد في البناء والتصدي للأخطار المحيطة بنا وعلاج التحديات المختلفة.
وأشار المنتدى إلى تقصير واضح في دور بعض الجهات ذات العلاقة، مضيف بأنه مخطيء جدا من يعتقد بأن دور وزارة الشباب مثلا (كما هو معروف لدى العامة) الإهتمام بالرياضة والتنمية الشبابية التقليدية فقط، فالرسول عليه الصلاة والسلام أوصى بالشباب خيرا كعنصر هام يشكل العمود الفقري للأمم وقوتها وسؤددها، والشباب هم الأمل والعمل والعزيمة والبناء وقوة الدولة، وهم أفضل ما يمكن الإستثمار به لبناء دولة قوية بكافة قطاعاتها، فعند ضمان شباب قوي جسديا وفكريا ومنتج ومتفائل ولديه طاقة من العزم والأمل ولا يعرف الإستسلام، فأنت تضمن الأمن القومي للدولة، كما وتحقق إقتصادا ورفاها للشعب بدولة منتجة ومكتفية ذاتيا.
ويتساءل المنتدى في ضوء غياب دور وزارة الشباب وبقية الجهات ذات العلاقة وعدم وجودها على الساحة عن إستراتيجياتها وأهدافها تجاه الشباب، خاصة وأننا ندخل الألفية الثالثة مع عالم يدخل ثورته الصناعية الرابعة، وأننا في مملكة تدخل مئويتها الثانية، وأن المرحلة القادمة وكما يريدها الملك هي دمج الشباب بالعمل السياسي، وأننا نريد نهضة فكرية وواقعية تحقق لنا دولة الإنتاج المنشودة، في بلد عليه شئنا أم أبينا أن يستثمر بإنسانه وشبابه كأهم مورد فيه، خاصة وأننا وفي ظل شح الموارد الطبيعية، يجب أن نتجه للمنتج الفكري ذات البعد الإقتصادي لرفع الناتج القومي للدولة.
شبابنا اليوم أصبحوا فريسة لشبح البطالة والإشاعة، والأفكار السوداوية والتشاؤم يسودان المشهد؛ ينامون النهار ويسهرون الليل الطويل على الأرجيلة، وهذا بالتأكيد يدمر صحة الشباب، ومن المعلوم بأن صحة الشباب رأس مال كل دولة، لأنهم ببساطة القوى العاملة وقوى الإحتياط والتعبئة، وكذلك الجيل الذي سيحمل اللواء ويكون الأب للجيل القادم لكي نستمر كأمة.
لدى الحكومة إمكانيات وأدوات كثيرة لتحقق شباب ناهض قوي، فوزارة الشباب مثلا وزارة كبيرة جدا بموازنتها وكوادرها ومنشآتها ومبانيها، وهي موجودة في كل المحافظات والألوية من خلال: مديريات الشباب، مراكز الشباب، بيوت الشباب، نوادي الشباب، المدن الرياضية، المعسكرات والبرامج الشبابية، الأندية الشبابية... إلخ، كما ويمكن للوزارة التعاون مع الجامعات والمدارس وباقي الوزارات والمؤسسات الوطنية والقطاع الخاص، وبرامج جهات التعاون الدولي الداعمة، والأبواب مفتوحة أمامها ومرحب بها، ولكن الواقع ليس بقدر الطموح.
هنالك الكثير لمليء وقت الشباب وهو مطلوب وحيوي للمرحلة، وكما يريد سيد البلاد وولي عهده: الفكر النهضوي، التنمية الشبابية الإيجابية، صحة الشباب، الثقافة، التوعية، الحملات الهادفة، العمل التطوعي، الندوات وورشات العمل الهادفة، الجلسات الحوارية، البيئة والتغير المناخي، الطاقة المتجددة والإقتصاد الأخضر، الحياة والتنمية السياسية، تنمية المجتمعات المحلية، الإعلام الشبابي، الريادة، الإبتكار، فرق الأحياء التطوعية، الكوارث الطبيعية والإستجابة، المواطنة الصالحة، المخدرات وقضايا التعاطي، العمل والحرف اليدوية والمهن، التفاؤل والإنتماء والإصرار على النجاح،
تبني شعارات وحملات لتوجيه الشباب... إلخ، كلها إضافة للرياضة والتنمية التقليدية.
نؤكد من خلال طرحنا السابق على غياب الدور المؤمل من الوزارة الموقرة وباقي الجهات ذات العلاقة، وندعو معالي وزير الشباب للإنخراط بقضايا الساعة، لأنه وزير لوزارة تهتم بشؤون وتنمية وفكر الملايين في دولة هرمها السكاني شاب.