العقبة : إنجاز أول مهمة علمية على الساحل الشمالي للبحر الأحمر
المدينة نيوز :- أنجز مركز البحر الأحمر الإقليمي أول مهمة علمية على طول الساحل الشمالي للبحر الأحمر وهي مبادرة سويسرية تربط بين العلم والدبلوماسية لدراسة والمحافظة على آخر "ملجأ" للشعاب المرجانية الواعدة على الأرض، بالتعاون مع الشركاء المحليين في خليج العقبة.
وتضمنت المهمة مسوحات علمية مختلفة على المرجان في خليج العقبة بالتعاون مع محطة العلوم البحرية في العقبة وبمشاركة باحثين سودانيين من جامعة البحر الأحمر في بورتسودان، والتي ساهمت بوصول أول "تقييم مرجعي" للنظام البيئي والتنوع البيولوجي لأوسع مرجان امتداداً على الإطلاق على مستوى البحر الأحمر.
كما تضمنت المهمة المشتركة أيضًا تركيب محطة جديدة لمراقبة الحالة الصحية للشعاب المرجانية في العقبة، حيث تم تركيب المحطة الأولى في أواخر عام 2021 في خليج العقبة، لتصبح هذه التقنية الرائدة هي الثانية في شبكة مراقبة المرجان والتي يهدف من خلالها مركز البحر الأحمر الإقليمي والشركاء الإقليميين إلى إقامتها في مواقع مختلفة على طول ساحل البحر الأحمر.
وأجرى فريق متعدد الجنسيات مكون من عشرة علماء عدة برامج بحثية علمية تهدف إلى إنشاء أول نظام بيئي مرجاني على مستوى البحر الأحمر والتنوع البيولوجي تستمر خلال السنوات القليلة المقبلة، ركزت هذه البرامج على هياكل الشعاب المرجانية وقدرتها على التكيف مع التغير المناخي من خلال دراسة الجينات المرتبطة بها.
وقال رئيس منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة المهندس نايف بخيت خلال حفل انتهاء المهمة العلمية، إن السلطة ركزت منذ إنشائها في العام 2001 على أن يتم تطوير المنطقة بشكل مستدام والعمل على ذلك من خلال الأطر القانونية والتطبيق وأن المحافظة على النظام البيئي للمرجان والحياة البحرية في خليج العقبة من الأولويات التي تعمل عليها السلطة من خلال عدة مشاريع رئيسية و هامة و منها إنشاء المحمية البحرية و مركز العقبة للعلوم البحرية.
وأضاف، أن هذه المهمة العملية التي ينفذها مركز البحر الأحمر الإقليمي لإجراء الدراسات اللازمة للمحافظة على المرجان في البحر الأحمر تساهم مساهمة فعالة في دعم جهود سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة في استراتيجيتها للحفاظ على البيئة البحرية في خليج العقبة، لافتًا إلى انه بالتوازي مع هذه المهمة التي تقودها سويسرا، تم إنشاء محطة لمراقبة الشعاب المرجانية في العقبة (نظام حساسات التركيب الضوئي من شركة WALZ)، مما يعزز بطريقة فريدة مراقبة الحالة الصحية للمرجان في شمال خليج العقبة. في أواخر عام 2021 في الساحل الشمالي لخليج العقبة.
وبين بخيت، أن محطة مراقبة المرجان تتكون من مجموعة من المستشعرات الموضوعة على عمق 6 أمتار لرصد الاستجابة الفسيولوجية للشعاب المرجانية والعديد من المعايير البيئية.
كما يتضمن أيضًا كاميرا تحت الماء تسمح ومن خلال متصفح الأنترنت بمتابعة نشاط وتنوع أسماك الشعاب المرجانية بالإضافة إلى تصبغ الشعاب المرجانية، وإذا لزم الأمر، الكشف عن العلامات الأولى لاحتمال تبييض المرجان.
من جانبه، أشار مدير محطة العلوم البحرية في العقبة الدكتور علي السوالمه إلى أن هذه التقنية الرائدة للمركز والأردن تتيح تعزيز مراقبة صحة الشعاب المرجانية في خليج العقبة، كجزء من السياسة الشاملة لدراسة الشعاب المرجانية والحفاظ عليها في هذا الجزء من البحر الأحمر، لافتًا إلى أن هذا لا يخدم الأغراض العلمية فحسب، بل أيضًا كنظام إنذار مبكر للسلطات الذين يمكنهم العمل على تقليل الضغط المحلي على الشعاب المرجانية عندما تتطور الظروف المجهدة.
بدوره، قال رئيس مختبر الكيمياء الجيولوجية البيولوجية في المعهد الفدرالي السويسري للتكنولوجيا (EPFL) ومدير مركز البحر الأحمر الإقليمي البروفيسور اندريس مابيوم "إن المهمة العلمية التي أجريت هذا الصيف في شمال خليج العقبة مع شركائنا الإقليميين ونشر محطة مراقبة صحة المرجان الثانية هي مصدر رضا عميق لمركزنا"مؤكدا انه "تم تحقيق هذين الإنجازين الفريدين للحفاظ على الشعاب المرجانية في البحر الأحمر بفضل الدعم القوي من السلطات في البلدان المعنية ويشكلان تشجيعًا قويًا للغاية لمواصلة أنشطتنا في البحر الأحمر بأكمله".
وأوضح البروفسور مايبوم "أن الهدف هو إنشاء أول تقييم على الإطلاق على مستوى البحر الأحمر للتنوع البيولوجي للنظم المرجانية على أساس برامج علمية موحدة، والتي ستمكن أصحاب المصلحة في الدول المحيطة للبحر الأحمر من تعزيز سياساتهم البيئية والمحافظة على الشعاب المرجانية، والتي أظهرت قدرتها الاستثنائية على التكيف مع تغير المناخ".
وسيلي هذه المهمة الأولى بقيادة سويسرية في شمال خليج العقبة بعثة أخرى في جيبوتي في أيلول القادم، ثم في دول البحر الأحمر الأخرى في السنوات التالية.
--(بترا)