السرحان : 2 مليون مواطن يعانون من الاضطرابات النفسية
المدينة نيوز :- كشف مستشار أول الطب النفسي الدكتور وليد سرحان أن مستوى الخدمات النفسية المقدمة بالمملكة سواء في القطاع العام او الخاص متدن ودون المطلوب.
واضاف ان مستوى الخدمات النفسية بالمملكة ضعيف، وهناك قصور في تقديم فريق صحي متكامل لعلاج المواطنين الذين يعانون من أمراض او اضطرابات نفسية، ولا تقدم الجهات المختلفة ما يكفي للمرضى النفسيين كما ان التحديات كبيرة.
وبين سرحان ان العيادات النفسية التابعة لوزارة الصحة والمفترض ان تكون هي الاكثر انتشارا، لا زالت تعاني من ضعف وقصور في تقديم فريق نفسي متكامل، من أطباء متخصصين وممرضين نفسيين وباحثين اجتماعيين ونفسيين ومعالجين وظيفيين، فمعظم العيادات لم تتم تغطيتها بهذا الفريق، انما تضم فقط متدربين او اختصاصيين حديثين، لذا لا بد ان يتوفر الفريق النفسي ليكون جزءا من العيادات النفسية.وتابع أن قائمة الادوية النفسية في الوزارة لم تتغير منذ 15 عاما، على الرغم من ان المفروض ان يتم تغييرها سنويا، متسائلا لماذا الإصرار على استخدام الأدوية القديمة ولا نأتي بالأحدث والاقل ازعاجا والاكثر فائدة.
وبالنسبة للخدمات النفسية الذي تقدمها الخدمات الملكية الطبية، فوفق سرحان فإنها أفضل نسبيا، في حين خدمات المستشفيات الجامعية النفسية هي بسيطة ولا تكفي ولا تسد الحاجة، وتقدم لفئات محدودة، أما القطاع الخاص يقدم الخدمات النفسية بشكل فردي، وهذا يعد شيئا متدنيا.وشدد على اننا بالمملكة بحاجة لاستراتيجية وطنية خاصة بالخدمات والأمراض النفسية، وتوفير الكفاءات والاختصاصات للعمل في فريق الصحة النفسية، والاستمرار الإعلامي لنشر الوعي بالصحة النفسية، فلا يعقل ان تخصص برامج طبخ على كل القنوات ولا يوجد برنامج واحد يختص بالصحة النفسية ، وفقا لـ "الرأي ".
وعن عدد الأطباء النفسيين الموجودين بالمملكة، أشار سرحان الى أن عددهم 100 طبيب نفسي، وهناك 70 عيادة نفسية تابعة لوزارة الصحة بكافة أنحاء المملكة، وعلى الرغم من وجود مئات الخريجين من التمريض، إلا انه لا يوجد لدينا تخصص التمريض النفسي.وفي ما يتعلق بالأمراض النفسية الأكثر انتشارا لدينا، قال سرحان ان الاضطرابات النفسية تتصدرها، إذ يوجد 2 مليون مواطن يعانون من الاضطرابات النفسية، ثلثاهم غير مشخصين او لا يعالجون لاسباب كثيرة منها لأسباب اجتماعية، وكثرة المشعوذين الذين يلجأون اليهم، مما يجعل المعاناة وعبء الأمراض النفسية أكبر على كاهل المواطن والوطن.
ولفت الى ان الاكتئاب يعد ثاني اكثر مرض يؤرق البشر بعد امراض القلب حسب تقديرات الأمم المتحدة، وفي بعض الدول وصل لأن يكون المرتبة الاولى، وعلى الرغم من ان هذه الأمراض بسيطة وعلاجها متاح لكن الوعي غائب.وأوضح سرحان ان اكثر الامراض النفسية التي تجعل الشخص ينهي حياته او المحيطين به هو الاكتئاب، حيث ان 80% من حالات الانتحار سببها الاكتئاب، و10% تعود للفصام، والبقية للمخدرات والاضطرابات الشخصية، مشيرا ان جرائم القتل التي قد تحدث من اسبابها الإدمان ومرض الفصام، الذين إذا لم يعالجوا، من الممكن ان يصلوا لخطورة القتل واحيانا القتل والانتحار معا.
ويرى ان جائحة كورونا كشفت ضعف الخدمات النفسية لدينا ، حيث ارتفعت معدلات القلق والاكتئاب بما لا يقل عن 25% جراءها، كما ارتفعت معدلات الانتحار محليا وعالميا، ومعدلات الإدمان والاضطرابات النفسية بصورة كبيرة، ومع الاسف لم يتخذ اي اجراءات حيال ذلك، مبينا ان منظمة الصحة العالمية أعلنت أن كورونا ترافقت مع جائحة الصحة النفسية، وستنتهي كورونا لكن «الصحة النفسية» ستستمر.
وأفاد سرحان بأنه منذ بدء الجائحة، والأطباء النفسيون يطالبون بأن تكون الصحة النفسية من ضمن البروتوكول العلاجي والفريق المعالج لكورونا، إلا ان وزارة الصحة لم تستجب.
وركز على ضرورة وجود الطبيب النفسي ضمن الفريق المعالج لكورونا، لتداعيات الجائحة النفسية على الأفراد، بسبب الحجر والعزلة والذعر، والظروف الاقتصادية التي رافقتها، والخوف من الإصابة بالفيروس، وحتى ما بعد الإصابة وتأثير ذلك على جميع أعضاء الجسم بما فيها الدماغ، فليس مستغربا ان اكثر من 50% من مرضى كورونا يعانون من اضطرابات نفسية بعد الاصابة.