القرم تحت النار " الأمريكية "
" بإمكان اوكرانيا تدمير الجسر الذي يربط جزيرة القرم بروسيا " .. هكذا قال وزير الدفاع الاوكراني قبل الهجوم المزدوج الصاعق على قواعد عسكرية روسية في شبه الجزيرة رغم التهديدات الروسية التي حذرت من مغبة القيام بذلك .
فقد هاجم الجيش الاوكراني قواعد على بعد 350 كيلو من تواجد القوات الأوكرانية ، ما يفسره البعض في أن الأوكرانيين تلقوا أسلحة غربية تصل إلى هذه المديات ، وهو ما ينفيه الأمريكيون والأوكرانيون .
الجميع بات ينتظر ردة الفعل الروسية ، خاصة وأن مسؤولا كبيرا علق على القصف بقوله : " بإمكان جيشنا تدمير الجسر ايضا " .
إذا بقي الرد الروسي مقتصرا على قصف صاروخي فإن مجرى الحرب يسير ضمن ما رسمته الولايات المتحدة والمعسكر الغربي ، ويعني أيضا بأن مقارعة الروس بندية من قبل الأوكرانيين بات حقيقة الآن ، رغم القوة النووية الطاغية التي تتمتع بها موسكو ، إلا إذا أخذ الأوروبيون التسريب النووي على محمل الجد ، وهي الورقة التي يلعبها الكرملين الآن .
.
وأيا كانت ردة فعل بوتين حيال اختراق الاوكرانيين لخطوطه الحمراء الجمعة وبشكل صارخ وبإعلان عسكري يتوعد بالمزيد وتدمير الجسر ، وحتى لو قام الجيش الروسي بقصف مراكز المدن والعاصمة كييف ومراكز السيادة فيها من مبان تتبع رئاسة الدولة ورئاسة الوزراء ووزارة الدفاع ومجمل المراكز الحيوية فإن هذا لن يسجل نصرا لبوتين الذي يريد أن ينزل عن الشجرة ولا يستطيع .
الرئيس الروسي في ورطة ، وفي تحد لم يكن يخطر له على بال ، ولئن بدأت يد الغرب ترتخي قليلا عن اوكرانيا والتفرغ لمشاكل الطاقة مع شتاء يقترب ، فإن الأوروبيين ، وكنوع من ردة الفعل على ممارسات روسيا في ملف الغاز ، لم يجدوا بدا من إعادة التأكيد على مواصلة دعم أوكرانيا في رسائل ذات مضامين مختلفة للروس الذين يحاولون اللعب بالمفاعل الذي تعرض للقصف والخطر المحدق على القارة برمتها .
نعم ، بوتين في ورطة ، واسلحته النووية لن تستطيع إخراجه من المأزق إلا في حين تلقي الأوكرانيين أمرا أمريكيا بالجلوس إلى طاولة المفاوضات ، وهو ما لا تريده واشنطن .. لا الآن ، ولا حتى في الشهور القادمة .
جى بي سي نيوز