نقل السفارة البريطانية إلى القدس
لو لم يصل التردي العربي إلى هذا المستوى من الفضيحة لما فعل ترامب فعلته في نقل سفارته إلى القدس ، ولما تجرأ الكيان العبري على ارتكاب المجازر يوميا واجتياح جنين ومخيمها وضواحيها ومختلف القرى والمدن " المحصنة " بأجهزة السلطة ، واستباحة الاقصى وإقامة حفلات عرض ازياء وسفور في باحاته المقدسة .
وعلى نفس الصعيد ، فإنه لولا التردي العربي والخور والوهن والخيبة لما سمعنا وشاهدنا رئيسة وزراء بريطانيا الجديدة ليز تراس تعلن بكل وقاحة أنها " صهيونية كبيرة وداعمة قوية لإسرائيل " خلال اجتماع مع نواب مؤيدين للكيان من حزب المحافظين الذي اختارها ، والأخطر هو ما قالته عن أنها ستحذو حذو ترمب وتنقل سفارة بلادها للقدس المحتلة .
وللتذكير أيضا ، فإن بايدن ، أعلنها هو الآخر في القدس المحتلة خلال زيارته الأخيرة ، حين أكد أنه " صهيوني وإن لم يكن يهوديا " ..
لم نسمع اي تعليق رسمي عربي يدين هذه التصريحات السافرة ، ولعل ردة فعل العرب بعد قرار ترمب نقل السفارة بات حافزا قويا لكثيرين ليقوموا بأفعال مشابهة وهذه المرة جاء الاستهتار وبدون خجل من قبل رئيسة وزراء بلد له تاريخ اسود في الأنتداب وفي وعد بلفور وتسليم فلسطين للصهاينة على طبق من ذهب ما يؤشر أن هؤلاء جميعا قرأوا على مرجع واحد ، وها هي تعلنها دون أن يرمش لهم جفن ، بينما سمعها العرب دون يهتز لهم " شارب " .
ولا أملك إلا أن أختم ببيت شعر قاله المتنبي قبل أكثر من ألف سنة :
مَن يَهُن يسهُل الهوانُ عليه ...
ما لجُرحٍ بميتٍ إيلامُ .
جي بي سي نيوز