الحديقة والغابة عند جوزيف بوريل

تم نشره الأحد 23rd تشرين الأوّل / أكتوبر 2022 01:02 صباحاً
الحديقة والغابة  عند جوزيف بوريل
د. فطين البداد

لعل جوزيف بوريل ، ممثل الإتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية والأمنية كان يعكس كبته الإجتماعي وإحباطه السياسي في بلده الأصلي إسبانيا ، إذ حرمته شبهات الفساد لدى عدد من معارفه ومقربيه من الترشح لمناصب عليا عقب حصوله على وزارة ذات حكومة عاصفة .

فهذا العجوز " المنبثق " من كاتالونيا ممنوع من دخول المقاطعة بعد أن اتهمه أهلها بـ " الخيانة " اثر رفضه مناصرة مطالبهم السياسية ، ووفق هذه الخلفية ، وغيرها ، فإنه لا غرابة أن يطلق على العالم وصف " الغابة " بينما يصف أوروبا بالحديقة التي يخشى أن يلتهمها الأدغال المتوحش .

تصريحات بوريل أغضبت ليس فقط بقية العالم بل حتى أولئك المدافعين عن المساواة والحرية في أوروبا نفسها ، ما اضطره إلى نشر توضيح يقول فيه إن كلامه تم إخراجه عن سياقه ، وهو ما يفنده حتى نص التوضيح الذي لم ينجح في مسح ما قاله بحق كل البشر .

لقد أعاد جوزيف بوريل إلى الأذهان والذاكرة العالمية غير المثقوبة حقيقة الرجل الأبيض بتاريخه الأسود : ولو ألقينا نظرة على الأطلس السياسي للعالم لقفزت ملء الجفون صور وأحداث لا يمكن أن تمحى ، ولكشفت حقيقة أن بوريل واشكاله من العنصريين هم سبب بؤس كل هذه المليارات من البشر على ظهر الكوكب .

عبثا حاول بوريل اصلاح تصريحه النازي والعنصري فأطلق توضيحا سارعت كل وسائل الإعلام الأوروبية إلى نشره ، وها هو حتى في توضيحه ، يصر على إطلاق الغابة والحديقة على أوروبا والعالم محاولا مرة أخرى إخراج التوضيح عن سياقه بكل وقاحة .

ولمن لا يعرف ، فإن هذا الوصف سبقه به المحافظون الجدد في الولايات المتحدة من أمثال ترمب ومن على شاكلته من اليمينيين المجانين ، وها هي اوروبا وبرلمانها الموحد تصمت صمت القبور ، لتتكشف حقيقة هؤلاء السياسيين : (الحديث عن السياسيين ) كيف يفكرون وبأي عين ينظرون إلى بقية العالم خارج حدود حديقتهم الشمطاء التي رويت بالدم والعرق والدموع والرق والحروب العالمية والاستعمار والقتل والتخريب والإجرام وتجارة العبيد .

جوزيف بوريل ليس رجلا عاديا من العامة ، إنه رأس خارجية ثماني وعشرين دولة ، وبتصريحه العنصري كشف كنه الابتسامات الأوروبية " السياسية " التي اعتقد كثيرون أنها حقيقية ليتبين بأنها تخفي خلف شفاهها الوردية أنياب دراكولا .

جي بي سي نيوز



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات