ويل للعرب من شر قد اقترب
بفوز الليكود ونتنياهو بأغلبية انتخابات الكنيست تصبح المنطقة كلها على كف الرحمن ، ولما كانت ظروف الأقليم كما هي عليه ، فإن التأثيرات المباشرة وغير المباشرة ستطال الفلسطينيين أولا ، وسيتعرضون لأشد أنواع التنكيل والممارسات الفاشية سواء في الضفة المحتلة أو مناطق الخط الأخضر ، ومن ثم ستطال المنطقة بأسرها .
أصبح الأمر خطيرا منذ لحظة اعلان النتائج وسيستمر كذلك بل وأخطر عند تشكيل الحكومة من احزاب الصهيونية الدينية التي لا تخفي أهدافها في هدم الأقصى وبناء ما يسمى :" الهيكل " ونشر الأستيطان في كل شبر بالضفة ، وطرد عرب الخط الأخضر .
ومن مهازل القدر ان يكون تلميذ كاهانا ايتامار بن غفير ثالث قوة في الكنيست الآن ،وهو نفسه الذي اشهر مسدسه بوجه الفلسطينيين أمام وسائل الإعلام في ساحات الأقصى قبل ايام .
ولا ننسى أن المجرم الذي ارتكب مذبحة الحرم الابراهيمي في الخليل في يوم الجمعة 15 رمضان عام 1414 هـ / 25 شباط - فبراير 1994 هو باروخ جولدشتاين خريج مدرسة هذا المعتوه ، وهما من ذات مدرسة كاهانا إياه، إذ اطلق جولدشتاين النار على المصلين أثناء صلاة الفجر فخلف 29 شهيدا و 150 جريحا ، وكان الهدف من المجزرة هو منع الفلسطينيين من دخول المسجد الابراهيمي وجعله مصلى خالصا لليهود ، وها هو بن غفير الآن ، الفائز في الانتخابات ينتمي لنفس الحركة التي باتت الآن قوة لا تبارى ، وسواء أكان بن غفير وزيرا ، أم لا ، فسيتمكن من فرض أجندته الفاشية على الحكومة بكل أريحية .
فاز أقصى اليمين بانتخابات الكنيست ليرسل رسالة وصلت فعلا ، تقول إنه لا مفاوضات سلام ولا حل لدولتين ولا تقسيم لـ " أورشاليم " التي هي عاصمة إسرائيل ألأبدية في أرض الآباء والأجداد كما يزعم هؤلاء القتلة .
هذا هو مشهد المنطقة الآن ، فماذا سيكون عليه الأمر لو فاز الجمهوريون في الانتخابات النصفية ؟؟ ..
إن حدث ذلك فإن الحلقة تكون قد اكتملت وباتت الصورة كالتالي : في امريكا يحكم اليمينيون ، وفي الكيان العبري يحكم المستوطنون .. وأمام هذا كله ، وفي غياب أي استعداد لمواجهة هؤلاء الجبناء ، فإننا لا نملك إلا أن نردد ما قاله الرسول الكريم في حديث شريف : " ويل للعرب من شر قد اقترب " .
جي بي سي نيوز