محمد .. غادر «الزرقاء» ليعمل محاضرا في جامعة عمر المختار فقتل في «البيضاء»

المدينه نيوز- بعينين حائرتين وشفتين لم تنفكا عن الدعاء على من قتل ابنها بدم بارد في الجماهيرية الليبية , راحت أم علي تحـدث عن قصة مقتل فلذة كبدها المحاضر في جامعة عمر المختار واصفة حياته القصيرة أنها «راحت بشربة ماء».
و تبين أم علي أن ابنها الشهيد محمد حسين علي الدبر من مواليد 1977 وقد عاد إلى الأردن بعد أنهى تعليمه الجامعي بدرجة الماجستير في هندسة الحاسوب من أوكرانيا عام 2003م , موضحة أنه وفي العام ذاته غادر إلى ليبيا حيث تعاقد مع جامعة عمر المختار.
و تضيف أم علي أنها و في بدايات الثورة والأحداث والإضرابات في ليبيا أصرت على ابنها محمد أن يعود إلى الاردن خوفا على حياته او أذى يلحق بعائلته بسبب الأوضاع هناك , مما اضطر محمد لسماع نصائح والدته ليعود إلى الأردن مع زوجته و ابنه الذي أطفأ حديثا شمعته الأولى .
و مكث في الأردن قرابة الشهر و ما لبث أن عاد وحيدا تاركا زوجته وابنه حسين في أمانة جدته عقب اتصال الجامعة التي يعمل فيها التي أخبرته بأن الجامعات لازالت تعمل حيث يرغبون بتجديد العقد معه للعام الدراسي القادم.
و تشير أم علي أن ابنها عاد إلى ليبيا بتاريخ 17 / 4 / 2011م و بعد 5 أيام من عودته فقدوا الاتصال معه بتاريخ 27/4/2011م لتبدأ بعد ذلك رحلة الآلام والعذابات.
و توضح زوجته أم حسين أنهم بدأوا جادين بالاتصال بالأشخاص الذين لهم صلة بزوجها حتى تمكنوا من الاتصال بأصحاب البيت الذي استأجره محمد منهم في منطقة (درنه) حيث أخبروهم بأن مجموعة اشخاص مجهولين قاموا باعتقاله تحت تهديد السلاح.
وتزيد أم حسين»قمنا بالاتصال مع زملائه وأصدقائه في ليبيا حتى اخبرهم أحد الأصدقاء المقربين من محمد بفاجعة مقتله تحت التعذيب من قبل تلك المجموعة بعد يومين فقط من اعتقاله أي بتاريخ 30/4/2011م في منطقة البيضاء.
ولف البيت حينها الحزن جميع ساكنيه , ناهيك عن عذابات و جحيم المطاردات و السعي والمحاولات في إحضار الجثمان إلى الأردن من أجل دفنه على مقربة من ذويه , الأمر الذي اضطر العائلة إلى الذهاب وبشكل يومي إلى وزارة الخارجية الأردنية و الهلال الأحمر و لكن من دون جدوى , وهم يرتطمون بالوعود في كل مرة بحجة ان النيابة العامة في مدينة البيضاء تريد كتابا رسميا من الخارجية الاردنية الى المجلس الانتقالي في ليبيا للسماح للمستشفى بتسليم الجثة. (الدستور)