واشنطن ومظاهرات ايران
لأول مرة في تاريخ ايران الحديثة بعد عودة الخميني يشعر النظام بأنه مهدد من الداخل ، ونقول : " من الداخل " لكون المظاهرات التي عمت أرجاء الجمهورية منذ أكثر من شهرين تطلب إخمادها توافقا داخليا مع من يطلق عليهم " الإصلاحيين " الذين دعوا إلى تغيير نمطي ، ما أجج الإحتجاجات التي علم أصحابها أنهم ليسوا وحيدين ، وأن وراءهم ثقلا سياسيا واجتماعيا تشكله عائلات عريقة من مثل عائلة خميني وعائلة رفسنجاني وفق ما كشفت عنه صحيفة وول ستريت جورنال في تقرير صدر عنها مؤخرا .
ويقول التقرير : إن علي شمخاني ، رئيس مجلس الأمن القومي دعا ممثلين عن هاتين العائلتين وآخرين إلى مكتبه في طهران وأكد لهم بأن الولايات المتحدة بعثت اشارات إلى أنها لا ترغب في تغيير النظام ، وأخبرهم أن بالإمكان التعاون مع النظام لإخماد المظاهرات من خلال وقوف هاتين العائلتين مع الإجراءات المتخذة ، وفي المقابل سيقوم المرشد بإصلاحات مقدور عليها لم يكن أحد يعتقد - وإلى وقت قريب - أنه يمكن اتخاذها .
ورغم أن هناك اشارات على أن خامنئي قد يمضي قدما في قمع الشارع خاصة في المحافظات الجنوبية الشرقية بغض النظر أوقف الإصلاحيون ذوو العرق الفارسي معه أم لا ، إلا أنه ن غير المستبعد أن تحدث مفاجآت : من مثل أن يقوم الحرس بانقلاب على خامنئي ، وهو أمر غير مستبعد في حال ساءت الأمور ، إذا أخذ في الإعتبار أن هذا الحرس هو الذي يمسك بزمام الدولة وباقتصادها وبقوتها الأمنية والعسكرية ، وإن حدث ذلك فإنه لا يعلم أحد إلا الله إلى أين ستنتهي الأمور في بلد متعدد الأعراق والإنتماءات .
إذن : فإن الولايات المتحدة بعثت رسائل : أنها لن تسعى لتغيير النظام حتى بعد قمع الإحتجاجات الأخيرة وسقوط ما لا يقل عن 500 قتيل على يدي الباسيج والحرس، وبهذه الاسرار التي كشفتها الصحيفة، إن صح تقريرها ، تتضح الصورة أكثر وينكشف المستور للمرة الألف : أن هناك "زواج متعة " منعقدا بين واشنطن وطهران بشهادة الأوروبيين ، وأن الصراع بين الطرفين هو فقط على تقاسم النفوذ ، وما عدا ذلك فليس سوى ابتزاز وضحك على الذقون ، وخاصة ذقون العرب .
جي بي سي نيوز