مدير معهد العالم العربي يكشف عن ربيع الفن الفلسطيني المعاصر في باريس
المدينة نيوز- قال مدير معهد العالم العربي في باريس \"دومينيك بوديس\" ان الربيع المقبل سيشهد معرضاً فنيا يعد حدثا ثقافيا حول الفن الحديث لمبدعين وفنانين فلسطينيين من أجل تحية وتشريف الإبداع الفلسطيني.
وأكد بوريس ان هذا المعرض يأتي \"لكي نظهر أن للمعهد دوره في قلب المأساة وال تراجيديا التي يعرفها الشعب الفلسطيني، هناك فنانون ومبدعون يقدمون أعمالا مهمة، وربما بسبب هذه الأحداث الدرامية لا تظهر أحيانا هذه الأعمال.\"
ولفت بوريس في مقابلة صحفية نشرتها صحيفة السفير البيروتية إلى أن: \"دورنا هو حركة تضامن على المعهد أن يقوم بها لإظهار حيوية الحياة الفنية الفلسطينية\".
وعن وضع معهد العالم العربي وطبيعة نشاطاته الدورية التي تعاني من نقص التمويل العربي والاوروبي قال بوريس\" :المعهد الآن أفضل بكثير مما كان عليه، لقد عرفنا على مدى عدة سنوات، العديد من المشكلات المالية والاقتصادية، وقد استطعنا اليوم تخطيها، من هنا بإمكان المعهد أن يلعب الآن دوره الكامل. فهذا المعهد، منذ افتتاحه منذ أكثر من عشرين سنة، عرف نجاحا كبيرا لدى الجمهور الفرنسي كما لدى الجمهور الأوروبي، إذ لدينا كل سنة مليون زائر. وهذا ما يظهر رغبة كبيرة، \"حشرية\" كبيرة لدى الجمهور الفرنسي كي يتعرف أكثر على ثقافة وحضارة العالم العربي
ونقلت الصحيفة عن بوريس قوله : ثمة إرادة عند البلدان العربية من اجل الاحتفاظ بهذا البيت في فرنسا، الذي هو بيتهم في النتيجة.برغم أنه كانت هناك صعوبات مادية تتعلق بعملية التمويل التي تقوم بها البلدان العربية، كان هناك في الأساس نوع من الكوتا التي يدفعها كل بلد، كل عام، لكن ذلك الأمر لم يسر كما يجب. الآن أنشأنا مع البلدان العربية نوعاً من \"التعاون المزدوج\" أي بدلاً من أن نطلب من كل بلد أن يدفع ما يتوجب عليه كل عام، أصبحت أنظم مع كلّ بلد بمفرده نشاطات ومهرجانات تهم البلد المعني، وما إن نسمح لهذا البلد بأن ينظم معنا نشاطا خاصا به، نجده يوافق على برمجة وتمويل هذا الحدث أو المشروع الذي يهمه. إذن كان يتوجب علينا أن نغير طريقة التمويل، لذلك نجد أن الأمر يسير اليوم بطريقة أفضل.
وقال بوريس أن معرفة ثقافة العالم العربي قد تطورت كثيرا في فرنسا منذ عشرين سنة بفضل معهد العالم العربي. لدينا، بخاصة، الكثير من الزوار الشبان، الذين يأتون إلى المعهد، لزيارة المتحف، المعارض، حضور الحفلات الموسيقية، كما أن البعض يأتون لدراسة اللغة العربية، العديد يأتون إلى المكتبة، لدينا مكتبة تضم ١٠٠ ألف كتاب حول العالم العربي. لذلك من يريد أن يعرف أكثر، يعرف أن هناك عنواناً في باريس هو المعهد. من هنا أجد أن مستوى المعرفة قد تطور كثيراً، إن مستوى معرفة الآخر هو بداية الاعتراف باحترام الآخر وتقديره
ونوه بوريس الى إن دور معهد العالم العربي في باريس هو دور ثقافي ولا ندخل أبدا في النقاش السياسي، هذا يعني أننا سنقدم فنانين فلسطينيين، البعض منهم يعيش في الضفة الغربية، البعض الآخر في غزة، وآخرون في بيروت أو في أمكنة أخرى، من هنا سنعرض لفنانين فلسطينيين حيثما كانوا وسنختار أعمالهم وفقاً لقيمتها الفنية، لأننا لن نطلب من الفنانين أن يعلنوا ما إذا كانوا من فتح أو من حماس.
وأكد: \"سنعرض أعمالا فنية وأعتقد أن ذلك هو أفضل تضامن يمكن أن نقدمه إزاء هذه الصعوبات وهذه المأساة التي يجتازها الشعب الفلسطيني. ليس علينا أن ندخل في النقاش السياسي، نترك ذلك إلى جامعة الدول العربية. أضف إلى ذلك ستكون هناك أمسيات شعرية، وحفلات موسيقية وبالتأكيد سيكون هناك طاولات مستديرة ونقاشات مختلفة. وعلينا أن لا ننسى أنه ستكون هناك العديد من التظاهرات الثقافية حول القدس إذ أنها عاصمة الثقافة العربية لهذا العام\".