استطلاع: مباريات كأس العالم في قطر أعطت الجمهور الفلسطيني ثقة متجددة بعدالة قضيته

المدينة نيوز : أظهر استطلاع رأي، أن مواقف الجمهور الفلسطيني السياسية تعرضت لمجموعة من التغييرات إلى جانب وجود تغير محدود في توازن القوى الداخلي لصالح حماس، تركز في الضفة الغربية، فيما هبطت شعبية الرئيس محمود عباس، وهو ما ترافق مع هبوط ملموس في نسبة تأييد “حل الدولتين”، صاحبه ارتفاع ملموس في نسبة الاعتقاد بأن هذا الحل لم يعد عملياً أو ممكناً بسبب التوسع الاستيطاني الإسرائيلي.

وكشف الاستطلاع الربع سنوي، أن 72% من الجمهور الفلسطيني يؤيد تشكيل مجموعات مسلحة مثل “كتيبة جنين” و”عرين الأسود”.

وبحسب الجهة التي نفذت الاستطلاع، فإن النتائج تدلل على أن التغيير الحاصل في المواقف تجاه التسوية مع إسرائيل، تعكس تشدداً في المواقف الشعبية تجاه الحل السياسي، ويظهر هذا الأمر بوضوح في ارتفاع كبير بالضفة الغربية في نسبة تأييد العودة لانتفاضة مسلحة، لتصبح الأغلبية مؤيدة لها ، وفقا لـ القدس العربي” ..

وبحسب المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، الجهة القائمة على الاستطلاع، فإن أسباب التحولات في المواقف الفلسطينية، تعود في جزء منها إلى أن مباريات كأس العالم في قطر، أعطت الجمهور الفلسطيني ثقة متجددة بعدالة قضيته وبحقه في إنهاء الاحتلال، إلى جانب الدور الذي لعبته الاشتباكات المسلحة المتصاعدة وغير المسبوقة منذ انتهاء الانتفاضة الثانية في شمال الضفة الغربية، مع قوات الاحتلال أثناء اقتحامها للمدن والمخيمات الفلسطينية.

وأشارت نتائج الاستطلاع، إلى أن الغالبية الساحقة من الجمهور الفلسطيني تقول إنها قد استعادت الكثير أو بعض الثقة بالشعوب العربية على ضوء ما رأت من تأييد لفلسطين من المشجعين أثناء المباريات. كما توضح النتائج وجود علاقة قوية بين استعادة الثقة، والمواقف من حل الدولتين والعودة للانتفاضة المسلحة.

وقالت نسبة 66% من الجمهور الفلسطيني، إنها قد استعادت الكثير من الثقة بالشعوب العربية بعد خيبات الأمل من التطبيع العربي مع إسرائيل، وذلك على ضوء ما تبين من حجم التأييد لفلسطين بين المشجعين العرب أثناء مباريات مونديال قطر. وتقول نسبة من 21% إنها استعادت بعض الثقة، فيما قالت نسبة من 5% فقط، إن ثقتها في العالم العربي بقيت ضئيلة، وتقول نسبة 4% إنه لا يوجد لديها ثقة بالعالم العربي “إطلاقا”.

ويرى المركز الفلسطيني، أن نتائج الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة، وبدء تشكيل حكومة يمينية متطرفة، ربما تكون قد أسهمت أيضا في زيادة نسبة الاعتقاد بأن حل الدولتين لم يعد عملياً، وفي زيادة نسبة الاعتقاد بأن العمل المسلح، وليس المفاوضات، هو الطريق الأكثر فاعلية لإنهاء الاحتلال، حيث تشير النتائج إلى أن أغلبية كبيرة تتوقع الأسوأ من الحكومة الإسرائيلية الجديدة.

وفي سياق داخلي، أظهرت النتائج أن ربع الجمهور الفلسطيني لا يرى أن إعلان الجزائر سيؤدي لمصالحة فلسطينية بين فتح وحماس، وتزيد نسبة التشاؤم حول مستقبل المصالحة عن 70%.

وأشارت نتائج الاستطلاع إلى مؤشرات تعكس موقفا سلبيا من السلطة الفلسطينية، حيث ظهر أن 79% من الجمهور ضد قيام أفراد المجموعات المسلحة بتسليم أنفسهم وأسلحتهم للسلطة الفلسطينية لحمايتهم من الاغتيالات الإسرائيلية، فيما قالت الأغلبية الساحقة (87%) إنه لا يحق للسلطة الفلسطينية اعتقال أفراد هذه المجموعات لمنعهم من القيام بأعمال مسلحة ضد إسرائيل أو لتوفير الحماية لهم.

وفي القدس، توقعت أغلبية من 58% قيام الحكومة الإسرائيلية القادمة برئاسة نتنياهو، بتغيير الوضع الراهن في الحرم القدسي الشريف، والسماح لليهود بالصلاة فيه، فيما تبين أن 67% من الجمهور المستطلع، أنه اليوم أقل تفاؤلاً بخصوص تحسن العلاقات الفلسطينية- الإسرائيلية، مثل التوصل لاتفاقات حول المزيد من خطوات بناء الثقة أو التخفيف من البناء الاستيطاني خلال السنة المقبلة.

وقالت نسبة 69% إنها تريد إجراء انتخابات فلسطينية عامة تشريعية ورئاسية قريباً في الأراضي الفلسطينية، فيما بلغت نسبة الرضا عن أداء الرئيس عباس 23%، ونسبة عدم الرضا 73%. وقالت نسبة 40% من الجمهور، إن فتح وحماس غير جديرتين بالتمثيل والقيادة للشعب الفلسطيني، فيما قالت نسبة (28%) إن حماس هي الأكثر جدارة بتمثيل وقيادة الشعب الفلسطيني اليوم، فيما تقول نسبة 25% فقط، إن حركة فتح بقيادة الرئيس عباس هي أكثر جدارة بذلك.

وعلى ضوء التسريبات الصحافية حول أسباب وفاة الرئيس الراحل ياسر عرفات، تبين أن نصف الجمهور الفلسطيني (50%) يعتقدون أن جهة فلسطينية نفذت عملية التخلص من عرفات، ولكن بتخطيط من إسرائيل وبتعليمات منها. فيما عبرت نسبة 24% من الجمهور الفلسطيني عن رغبتها في الهجرة بسبب الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية الراهنة، وتبلغ هذه النسبة 30% في قطاع غزة، و20% بالضفة الغربية.

وتبيّن أن نسبة الاعتقاد بوجود فساد في مؤسسات السلطة الفلسطينية بلغت 81%. وتقول نسبة 69% إنه يوجد فساد في المؤسسات التي تديرها حماس في قطاع غزة. وترى أغلبية من 59% أن السلطة الفلسطينية أصبحت عبئاً على الشعب الفلسطيني.