حسمها الملك.. الحزم لمن يرفع السلاح
حسمها الملك عبد الله الثاني، فكل من يرفع السلاح في وجه الدولة سيتم التعامل معه بحزم، فمن رفع السلاح في وجه شهيد الوطن العقيد الدكتور عبد الرزاق الدلابيح سينا جزاؤه، وكل من قام بالاعتداء على ممتلكات الوطن سينا جزاؤه، فهذا هو أمن الوطن الذي لا يمكن أن التهاون به أو الجدال بشأنه.
جلالة الملك الذي سابق الزمن أمس وكان من أوائل المعزّين بشهيد الوطن العقيد الدكتور عبد الرزاق الدلابيح، نائب مدير شرطة محافظة معان، حيث قدّم جلالته واجب العزاء، متحدثا مع أفراد أسرة الشهيد كأخ، وفريق سلاح، حسم أي جدال يمكن أن يدور في أذهان البعض بأن يتم إغماض العين عن حق الشهيد الدلابيح أو أي مواطن يرفع السلاح بوجهه، فدماءهم ستخطّ ملاحم وطنية نضالية، وستبقى دليل إجرام لمن وراء أعمال الشغب وسببا بها، فقد شدد جلالته "على أنه سيتم التعامل بحزم مع كل من يرفع السلاح في وجه الدولة ويتعدى على الممتلكات العامة وحقوق المواطنين، مؤكدا أن الاعتداءات وأعمال التخريب مساس خطير بأمن الوطن ولن نسمح بذلك".
عندما يقولها جلالة الملك سيتم "التعامل بحزم، ولن نسمح بذلك"، فهي كلمات بحجم وجع كل أردني باستشهاد العقيد الدكتور الدلابيح، كلمات تنزل بردا وسلاما على قلوب ملتهبة قهرا وغضبا على ابن الأردن الذي وصلت له رصاصة من هم خارجين عن القانون، وارتقى شهيدا، فالرد قادم بتعامل حازم، ولن يسمح لهم ولأي متربص بأمن الوطن العبث بسلمه وأمنه، وأن يتجرأ على أحد أبنائه، فهذا ما شدد على رفضه جلالة الملك.
وخلال زيارة جلالة الملك لبيت العزاء في ديوان الدلابيح بمنطقة الكفير في جرش، بكلمات تصل القلوب قبل أن تصل الأسماع، قال "هذا ابني وابن كل الأردنيين، ولن يهدأ لنا بال حتى ينال المجرم عقابه أمام العدالة على جريمته النكراء"، هذا هو القائد الأب والأخ والسند، ملكنا أب الأردنيين، هذا فقد قال جلالته "هذا ابني" بتأكيد وحسم ملكي على أننا أسرة واحدة أردنية، ومن أغلى وأقرب من الإبن حتى يؤكد جلالته عمق حزنه وتأكيده على أن ينال المجرمون جزاءهم أمام العدالة، هي السكينة التي تُسكب على جمر القلوب لتجعلها مطمئنة بأن حقّ الشهيد الدلابيح سيصله ويصل ذويه.
جلالة الملك الذي شدد على "أننا لن نقبل التطاول أو الاعتداء على نشامى أجهزتنا الأمنية الساهرين على أمن الوطن والمواطنين"، وجّه رسائل لكل من يجرؤ على رفع السلاح في وجه أيّ من نشامى الأجهزة الأمنية، الذين يسهرون لحماية المواطنين تاركين أسرهم وأطفالهم، ليكون الوطن هو أسرتهم، وترابه هو مساحات بيوتهم، فمن يعتدي عليهم فقد اعتدى على وطن وعلى المواطنين كافة، ففي حديث جلالة الملك رسالة واضحة "لن نقبل" لغة واضحة تحمل في الحسم والحزم ما يكفي لأن يصل لكل من تسوّل له نفسه المساس بأمن الوطن، هذا هو الأردن بقيادة الملك عبد الله الثاني أسرة واحدة ارتدت قلوبهم قبل ظاهرهم الأسود، على شهيد الأردن وابن الأردنيين فقد بكاه الأردنيون ولن تجف دموعهم عليه.
ولم يبتعد جلالة الملك عن نبض الشارع عندما أشار "إلى الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها المواطنون، وحقهم في التعبير عن الرأي بالوسائل السلمية ضمن القانون"، فمن حق الجميع أن يعبّر عن رأيه وعن موقفه فهو حقّ دستوري، على أن يكون تعبيرا سلميا وضمن القانون، ففي استخدام السلاح خروج عن القانون، في استخدامه جريمة ليست فقط للشهيد وأسرته، إنما هي جريمة بحق الوطن، جريمة يرفضها رأس الدولة، لا مكان لخارج عن القانون بين الأردنيين، فهذه الأسرة الواحدة أكثر دول العالم تجيد التعبير النموذجي بقيادة حكيمة.
الدستور