أين نحن من تكوين مجتمع مدني عصري ؟
تم نشره الإثنين 05 أيلول / سبتمبر 2011 09:43 مساءً
عبد الرحيم غـنّام
اثبتت الحياة وما خلفته من التجارب الحياتية في الوطن العربي انه لاغنى للعرب عن اللجوء الى العشيرة والقبيلة مهما بلغنا من مراتب التقدم في حياتنا الإجتماعية المدنية المتحضرة ليس على مستوى الحياة المدنية والديمقراطية والمتحضرة الى درجة يعتقد المراقبون ان العرب بلغوا اعلى درجات التقدم والتحضر وابتعدوا عن العصبية القبلية والعشائرية التي وبحسب المحللين الإجتماعيين العرب وغيرهم من المطلعين على مكونات المجتمع العربي واصولها التي تلاشت من وجهة نظر معظم الدارسين والمطلعين على تفاصيل الحياة المعاصرة في البلاد العربية حتى اصبح الإعتقاد السائد ان الشعب العربي وفي الدول العربية كافة ينزع وبقوة الى تكوين مجتمع مدني حقيقي يعتمد في تعامله مع القضايا المختلفة على اساس ضمان الحقوق والواجبات ضمن إطار عصري وثقافي مستقل وحضاري بعيد الى حد ما عن التزمب والإستفراد بالقرارات التي تهم المواطن العربي في هذا القطر او ذاك بعيدا عن الأحكام المسبقة للهروب من تحقيق سيادة المجتمع المدني على اصوله المتداولة في العالم المتحضر بحجة ان المجتمع المدني ثقافة غربية لاتصلح لمجتمعاتنا العربية والإسلامية متخذين من هذه المقولة شماعة الهروب لدى معظمهم من إشراك المجتمع العربي في صناعة القرار الهادف الى تحقيق العدل والشفافية ومحاربة الفساد وتوفير حد ادنى من الكرامة الإنسانية التي اصبحنا نفتقد اليها بعد ان استشرى الفساد في مجتمعاتنا العربية ساد لدى اصحاب القرار والمتنفذين الذين يسعون وبإستمرار الى البحث عن القبيلة والإحتماء تحت ظلالها وان كانت شجرة متساقطة الأوراق وهم يعلمون جيدا ان عودتهم الى القبيلة قد يحقق لهم مكاسب شخصية على حساب مجتمعاتهم مع ان الإستعانة بالقبيلة في عصرنا هذا تعتبر من النوادر جدا في العالم كما ذكرت آنفا والحقيقة هي اننا في الكطن العربي احوج ما نكون الى تكوين مجتمع مدني ، وخاصة ان العالم يقوم على اساس مؤسسات مجتمع مدني وكيانات سياسية ضخمه . ومع أن الاستغاثة بالقبيلة في عصرنا هذا تعتبر من النوادر جدا في عالم يقوم على مؤسسات مجتمع مدني وكيانات سياسية ضخمة ، إلا أنها عربيا أضحت ظاهرة لافتة للنظر، " الأمر إلذي ادى الى" تراجع المثاليات القومية والحداثية وبداية تقهقر الطبقة الوسطى وهو ما صاحبه عودة الأصوليات التقليدية في الثقافة الكونية بعامة"، مع أنني لا أرى أن الأمر أصبح ثقافة كونية ، فهو بامتياز ثقافة عربية دون منازع .
ما يجري في اليمن وليبيا هذه الأيام سيؤدي حتما الى ان يدفع الشعبين الليبي واليمني ثمن الصراع ـ المغلف بأردية قبليةواجتماعية ودينيةـ وما لجأ اليهه العقيد معمر القذافي في حربه مع المعارضة الليبية التي لجأت الى امريكا والإتحاد الأوروبي للخلاص من الذافي وقواته فكانت النتيجة تدمير البنية التحتية الليبية وقتل أكثر من خمسين الف مواطن ليبي جراء التدخل الأجنبي مما دفع العقيد الى اللجوء الى القبائل امناصرة له ، وكذلك الحال مع الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الذي يعتمدفي مواجهته للمعارضة اليمنية على الإستقواء بالقبائل الموالية اليه بالطبع مثل هذه الأنظمة العربية لم يفكر قادتها يوما بتكوين مجتمع مدني حقيقي يضمن الحقوق والواجبات ضمن إطار عصري وثقافي مستقل عن الغرب والشرق، اللذين كانا وما زالا شماعة الهروب لدى بعضهم من إشراك المجتمع العربي في صناعة القرار ؟؟ حيث يردد هؤلاء دائما مقولة "إن المجتمع المدني ثقافة غربية لا تصلح لمجتمعاتنا" من وجهة نظرهم وهذا حكم عام لا يحمل في طياته إلا القليل من الصواب والكثير من الخطأ في الوقت نفسه . فمن المؤكد أن لكل ثقافة ميزاتها وقيمها التي تميزها عن الذوبان في الآخر،
لو كانت هناك مجتمعات مدنية حقيقية في العالم العربي،لكانت القيم المتمثلة في العلاقات الإيجابية الحميدة هي السائدة، ولما احتجنا في الوطن العربي الى اللجوء لأعداء الأمة للتدخل في كل صغيرة وكبيرة .
ما يجري في اليمن وليبيا هذه الأيام سيؤدي حتما الى ان يدفع الشعبين الليبي واليمني ثمن الصراع ـ المغلف بأردية قبليةواجتماعية ودينيةـ وما لجأ اليهه العقيد معمر القذافي في حربه مع المعارضة الليبية التي لجأت الى امريكا والإتحاد الأوروبي للخلاص من الذافي وقواته فكانت النتيجة تدمير البنية التحتية الليبية وقتل أكثر من خمسين الف مواطن ليبي جراء التدخل الأجنبي مما دفع العقيد الى اللجوء الى القبائل امناصرة له ، وكذلك الحال مع الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الذي يعتمدفي مواجهته للمعارضة اليمنية على الإستقواء بالقبائل الموالية اليه بالطبع مثل هذه الأنظمة العربية لم يفكر قادتها يوما بتكوين مجتمع مدني حقيقي يضمن الحقوق والواجبات ضمن إطار عصري وثقافي مستقل عن الغرب والشرق، اللذين كانا وما زالا شماعة الهروب لدى بعضهم من إشراك المجتمع العربي في صناعة القرار ؟؟ حيث يردد هؤلاء دائما مقولة "إن المجتمع المدني ثقافة غربية لا تصلح لمجتمعاتنا" من وجهة نظرهم وهذا حكم عام لا يحمل في طياته إلا القليل من الصواب والكثير من الخطأ في الوقت نفسه . فمن المؤكد أن لكل ثقافة ميزاتها وقيمها التي تميزها عن الذوبان في الآخر،
لو كانت هناك مجتمعات مدنية حقيقية في العالم العربي،لكانت القيم المتمثلة في العلاقات الإيجابية الحميدة هي السائدة، ولما احتجنا في الوطن العربي الى اللجوء لأعداء الأمة للتدخل في كل صغيرة وكبيرة .