مهرجان برلين يستعيد أفلاماً فلسطينية وأخرى توقعت انهيار الأنظمة الاشتراكية
المدينة نيوز- حسين دعسة للمرة الأولى في تاريخه يخصّص مهرجان برلين السينمائي الدولي الذي انطلقت أعماله الخميس، يوماً فلسطينياً لعروض وتجارب السينما العربية الفلسطينية .
وهي العروض التي يبدأ بعرضها المهرجان في 11 الجاري، مركزا على صورة جدية وجديدة لاجتهادات إخراجية لمجموعة من السينمائيين الفلسطينيين، الذين يواجهون رهاناً عصياً في إنجاز مشاريعهم وإنتاجهم الفني المعلق بشوكة يسيطر على غرسها في الثقافة الوطنية الفلسطينية نظراً للحصار الإسرائيلي وحروبه المتكرّرة، وآخرها عدوانه الصهيوني الغادر على غزّة.
ومن اجل إنجاح التجربة والدعم الأوروبي للسينما الفلسطينية استضاف المهرجان مديرة مهرجان \"شاشات\" لسينما المرأة عالية أرصغولي، والمخرج جورج خليفة، والمنتجة والموزّعة المتخصّصة بأفلام الشرق الأوسط آريت ناديهارت، والمنتجة أرينا أورسيتش، ومن الهيئة الملكية الأردنية للفيلم: ندى دوماني وجورج داود ونجوى نجار، للمشاركة في ندوة السينما في فلسطين .
ويرى المهرجان والجهات الداعمه لبرامجه الموازية ان السعي إلى طرح أساليب العمل مع السينمائيين الفلسطينيين ودعم الإنتاج هناك، يُعدّ أولوية لإبراز النتاج السمعي/البصري يشهد هبّة غير مسبوقة.
بمشاركة مخرجين فلسطينيين، منهم إيليا سليمان صاحب أفلام \"يد إلهية\" و\"وقائع اختفاء\"، و\"الزمن المتبقي\"، ورشيد مشهراوي صاحب حيفا و عيد ميلاد ليلى ، و هاني أبو أسعد مخرج زواج رنا و الجنة الآن ، كما تشارك المخرجة مي المصري من خلال افلامها \"أطفال جبل النار\" و \"أحلام المنفى\"، والمخرجة آن ماري جاسر صاحبة فيلم \"ملح هذا البحر\"، ونجوى النجّار مخرجة \"المرّ والرمان\"، والممثّلة هيام عباس لدورها في \"شجرة الليمون\" للمخرج الإسرائيلي أيراس ريكليس .
الى ذلك، جذب فيلم \"الدولي\" جمهور المهرجان معيدا الق المهرجان قبل هيمنة أفلام العولمة والسوق الاستهلاكي على أفلام دوراته السابقة.
فيلم \"الدولي\" من إخراج الألماني توني تويكير، ومن إنتاج ألماني بريطاني مشترك، وبطولة نجوم عالميين مثل الإنكليزيين كليف أوين و ناعومي واطس.
لمهرجان برلين سياقه الخاص في التحكيم و المسابقة الرسمية للحصول على \"الدب الذهبي\"، التي تضم بالعادة، العديد من الأفلام الاميركية والأوروبية الكبيرة، وبعض الإنتاجات الآسيوية والاميركية الجنوبية والأفريقية لمخرجين كبار مكرسين.
كما ان مسابقة الأفلام القصيرة تتنافس أيضا على جائزة \"الدب الذهبي\". وهناك التظاهرات والبرامج الأخرى، التي تركز على سينما اقل شعبية، وأكثر تجريبية، فبرنامج البانوراما ، تحول في السنوات الأخيرة، الى واحدة من أكثر التظاهرات جذباً للأفلام المستقلة في أوروبا، والطامحة الى فرص عرض في الصالات الفنية الأوروبية والغربية.
يعي المهرجان حيوية الأفكار المناسبة لتحريك الواقع الفني العالمي ولهذا خصص تظاهرة بعنوان ( فورم) التي تهتم بالسينما التجريبية وتحديدا أكثر الأعمال السينمائية تجريباً،التي تركز على قلق ومقاربة الحدود الفاصلة بين السينما والفنون الأخرى: الفنون التشكيلية أو التصوير الفوتوغرافي والنحت والفيديو والحياة الرقمية .
ومن ابرز منتديات الثقافة السينمائية في المهرجان تظاهرة \"استعادة\" التي تهدف التذكير بالأفلام التي صورت بنظام 70 مليم، وهي الأفلام التي بدأت بالشيوع في منتصف الخمسينات من القرن الماضي، وارتبطت بافلام ذات موازانات كبيرة وقصص ملحمية. ومن المنتظر ان يعرض في هذه التظاهرة اثنان وعشرون فيلماً من أميركا، أوروبا والاتحاد السو فياتي السابق. ومن هذه الأفلام: فيلم \"لورنس العرب \" للمخرج البريطاني ديفيد لين، وفيلم \"نجوم هذا اليوم\" للمخرج الروسي ايغور تلانيكين.
ويكرم المهرجان في دورته هذه، المخرج الإيطالي فرانشسكو روزي، والمؤلف الموسيقي الفرنسي موريس جاري، وهو صاحب الموسيقى لمجموعة من اشهر الأفلام في الستينات والسبعينات من القرن الماضي مثل، فيلم \"دكتور زيفاجو\" للمخرج البريطاني ديفيد لين.
قائمة افلام المسابقة الرسمية للمهرجان تضم أيضا أفلاما عالمية مثل : الفيلم الألماني ( كل الآخرين) للألمانية مارنين اديه، والفيلم الصيني \"مسحور للأبد\" للمخرج شين كايج، الفيلم الاميركي \"المراسل\" للمخرج أورن موفرمان. وفيلم المخرج السويدي لوكاس مودسون \"ماموث\".
وسيقوم بتحكيم أفلام هذه الدورة: المخرجة الأسبانية إيزابيل كوكيست، الكاتب السويدي هينينج مانكيل، المخرج كريستوف سخليغينسيف، المخرج الامريكي واين وينغ، والناشطه والكاتبة الامريكية أليس ويتيرس. وستتولى الممثلة البريطانية تيلدا سوينتن رئاسة تحكيم اللجنة.
ومن الأفلام التي ستعرض خارج المسابقات الرسمية : فيلم المخرج اليوناني تيو انغلوبوس \"غبار الزمن\"، وفيلم الانكليزي ستيفين دادلي صاحب فيلم \"الساعات\" والذي اخرج فيلم للمهرجان بعنوان \"القارئ\"، وهو الفيلم الذي رشح لجائزة اوسكار أفضل فيلم 2008
ويقف المهرجان أمام ذكرى مرور عشرين عاماً على انهيار جدار برلين، من خلال تظاهرة سينمائية خاصة باسم : \"بعد الشتاء يأتي الربيع\"، أفلام كانت تنذر بسقوط الجدار، وتضم افلاماً من دول أوروبا الشرقية السابقة إضافة الى أفلام من ألمانيا الغربية والشرقية قبل عام 1989، والاتحاد السوفياتي السابق. هذه الأفلام، التي يعرض بعضها لاول مرة في ألمانيا، تقدم ما يشبه التنبؤات على نهاية زمن الحكومات الشيوعية، وكيف كان التغيير يتشكل ببطء، قبل ان يبدأ في منتصف الثمانينات ويغير المنطقة كلها في سنوات قليلة.
أفلام التظاهرة الثلاثون تتنوع من أفلام استديوات كبيرة في ذلك الزمن، الى أفلام هواة، وهي تختلف في الشكل الفني، فهناك الأفلام الطويلة و القصيرة ورسوم الأطفال.